أخبار الساعة : ضرورة التصدي لأنشطة إيران المهددة لأمن واستقرار المنطقة

أخبار الساعة : ضرورة التصدي لأنشطة إيران المهددة لأمن واستقرار المنطقة

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 14 يوليو 2018ء) قالت نشرة أخبار الساعة ان قناعات المجتمع الدولي تتزايد يوما بعد الآخر بضرورة التصدي لأنشطة إيران المهددة لأمن واستقرار المنطقة والعالم، فقمة حلف شمال الأطلسي التي انعقدت في بروكسل مؤخرا عبرت عن القلق من الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها طهران في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة "الاختبارات الصاروخية المكثفة" التي تجريها ومن مداها ودقتها في الوقت الذي وجهت فيه العديد من الدول الأوروبية فرنسا وألمانيا والنمسا وألمانيا، انتقادات حادة لإيران على خلفية تورطها في محاولة تفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية الأخير في باريس.

وأضافت النشرة التي تصدر عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان " ضرورة التصدي لأنشطة إيران المهددة لأمن واستقرار المنطقة " أن هذا إنما يشير بوضوح إلى أن إيران أصبحت تواجه بالفعل ضغوطا وعزلة حقيقية من جانب القوى الدولية الفاعلة والمؤثرة كي تتوقف عن سياساتها العدائية التي تمثل تهديدا حقيقيا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

واوضحت ان تنامي القلق الدولي من السلوك الإيراني خلال الأيام القليلة الماضية لم يكن مفاجئا للكثيرين، وخاصة أن طهران ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في شهر مايو الماضي تتبنى خطابا تصعيديا عدائيا، اتضح جليا مؤخرا في تهديدها بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية إن منعت الولايات المتحدة الأمريكية صادراتها النفطية، وتوجيه انتقادات لفرنسا لاستضافتها مؤتمر المعارضة، بل وتورطها في محاولة استهداف هذا المؤتمر، وتهديدها المتكرر بمعاودة استئناف تخصيب اليورانيوم، واستمرار تدخلها في أزمات المنطقة، بل إنها أعلنت قبل أيام أنها ستحتفظ بوجود دائم لها في سوريا، وهي الشواهد التي تؤكد تمادي إيران في سياساتها العدائية والتدخلية التي تقف وراء حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تشهدها العديد من دول المنطقة.

وقالت بات واضحا أن إيران تمثل العامل المشترك في العديد من أزمات وصراعات المنطقة، وهذا ينطوي على تهديد واضح للأمن والسلم الإقليمي والدولي، على أكثر من صعيد، فسياسيا ثمة اتفاق على أنها تقف وراء تعقيد أزمات المنطقة، وخاصة الأزمتين اليمنية والسورية، لأنها أنفقت مليارات الدولارات على ميليشياتها في الدولتين، ومن ثم تريد أن تحصد ثمار ذلك، ولهذا تصر على البقاء في سوريا برغم انحسار الخطر الإرهابي الذي كان يشكله تنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى، وتبرر وجودها هناك بالتصدي لهذا الخطر، كما تواصل دعمها لميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن، وتقوم بتهريب الأسلحة النوعية إليها؛ لتأجيج المواجهات العسكرية في وقت يواصل فيه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث جهوده لاستئناف المفاوضات من أجل إيجاد حل للأزمة اليمنية، استنادا إلى المرجعيات الثلاث المتعارف عليها، والمتمثلة في قرار مجلس الأمن رقم /2216/، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، بل إن الأمر الخطير أنها توظف الأزمة اليمنية، كإحدى أوراق الضغط والمساومة، في التفاوض مع الاتحاد الأوروبي بشأن الاتفاق النووي. أما على الصعيد الاقتصادي، فإن تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز لا تنطوي فقط على تهديد واضح للملاحة فيه، وإنما لأمن الطاقة العالمي بوجه عام أيضا، بالنظر إلى أن نحو 30% من النفط العالمي تمر عبر هذا المضيق، وبالنظر لما تشكله الطاقة من أهمية للاقتصاد العالمي، فإن تلويح إيران بإغلاق مضيق هرمز يندرج ضمن الأعمال المهددة للأمن والسلم الدوليين، ولعل هذا ما يفسر المواقف الدولية المنددة بهذا السلوك، باعتباره يكشف بوضوح أن إيران دولة غير مسؤولة، ولا يمكن الثقة بها.

وأضافت ان خبرة السنوات الماضية تشير إلى أن إيران كلما واجهت ضغوطا وتعرضت لعزلة إقليمية ودولية لجأت إلى هذه السياسات العدائية غير المسؤولة، وأطلقت تهديداتها الجوفاء في محاولة يائسة منها لاستعراض القوة، ولإعطاء الانطباع أنها ما تزال تمتلك العديد من أوراق الضغط والمساومة، لكنها في الحقيقة تلعب بالنار، فقد وضعت نفسها في ورطة، حينما دخلت في مواجهة جديدة مع العديد من الدول الأوروبية على خلفية محاولة استهداف مؤتمر المعارضة في باريس في وقت كانت تنتظر فيه الدعم من هذه الدول في أزمة الاتفاق النووي، وحينما تصورت أنها قادرة على ابتزاز العالم بإغلاق مضيق هرمز، فإنها وحدت الجميع ضدها.