تقرير / زايد في يونيو.. إعلاء العمل الإنساني وتعزيز البناء الداخلي

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 03 يونيو 2018ء) كتب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " خلال مسيرة حكمه أبهى فصول التاريخ الإنساني وسطرها بالكثير من الإنجازات والمواقف الخالدة التي غيرت مجرى الأحداث وشكلت علامات فارقة في تاريخ دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية.

وترصد وكالة أنباء الإمارات " وام " بالتعاون مع الأرشيف الوطني سلسلة مواضيع شهرية تحصي أبرز مواقف ومشاركات وأقوال الوالد المؤسس " رحمه الله " ابتداء من العام 1966 حتى 2004 بالتزامن مع "عام زايد".

وسجل تاريخ الراحل الكبير أحداثا بارزة خلال شهر يونيو كرست ريادة الإمارات في مجال العمل الإنساني ومساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين بعيدا عن الأجندات والمصالح الضيقة، كما عززت على المستوى الداخلي مسيرة التنمية المستدامة، وبرهنت على انتمائه العروبي الأصيل والتزامه المبدئي بقضايا الأمة وفي مقدمتها الصراع العربي الإسرائيلي.. بينما كان لجهود الراحل الكبير الدبلوماسية الأثر الأبرز في ترسيخ مكانة الإمارات على المستوى الإقليمي والدولي.

استحوذت القضايا الإنسانية والخيرية على مكانة متقدمة في فكر واهتمام الشيخ زايد داخل وخارج الإمارات على حد سواء، وتحولت هذه التوجهات الإنسانية والخيرية إلى ثوابت راسخة في السياسة الإماراتية.

ففي 20 يونيو 1985 أمر الشيخ زايد بتقديم مبلغ مليون دولار لجمهورية بنجلاديش الإسلامية لمساعدة ضحايا الإعصار والفيضانات التي اجتاحت البلاد، كما أمر في 3 يونيو 1992 بنقل 250 حاجا من جمهورية غينيا بيساو إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج على نفقته الخاصة.

وأكد "طيب الله ثراه" في 20 يونيو 2001 أن دولة الامارات لا تدعي شرفا أو تنتظر مجدا أو سمعة عندما تتحرك إلى جانب عدد كبير من المنظمات والمؤسسات الدولية والشعبية والعالمية لمد يد المساعدة والعون للاجئين في مناطق كثيرة في أنحاء المعمورة.

وفي 6 يونيو 2003 تكفل الشيخ زايد ببناء الجامع الكبير في مدينة الموصل العراقية، كما منح في 14 يونيو 2003 الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة مبلغ 4 ملايين درهم لدعم أنشطتها.

وعكست مواقف ولقاءات المغفور له خلال شهر يونيو حرصه على استقرار الدول العربية وتنقية الأجواء بين الأشقاء وتوحيد الصف والمواقف، منطلقا من إيمانه الراسخ بوحدة المصير والأمن العربي.

وبذل "طيب الله ثراه" جهودا حثيثة لمواجهة تداعيات الحرب الأهلية التي اندلعت في لبنان منتصف العام 1976، كما وجه بتوفير أشكال الدعم كافة لمحو آثار الاجتياح الإسرائيلي في عام 1982 الذي خلف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

وفي 3 يونيو 1976 أكد الشيخ زايد خلال استقباله وفدا من الفصائل الفلسطينية على استعداد الإمارات للوساطة من أجل حل النزاع القائم في لبنان مطالبا بحل شامل للأزمة اللبنانية في إطار الجامعة العربية، كما أصدر في 7 يونيو 1982 توجيهاته بتجهيز بعثة طبية للسفر فورا إلى لبنان لتقديم المعونة الطبية وكميات الدم اللازمة لجرحى ومصابي الحرب نتيجة الغزو الإسرائيلي.

وأجرى "رحمه الله" في 16 يونيو 1986 مباحثات مع الرئيس اللبناني أمين الجميل خلال زيارته إلى أبوظبي، مؤكدا له ضرورة التوصل إلى وفاق وطني يحفظ للبنان عروبته ووحدته واستقلاله.

وتابع الشيخ زايد مساعيه لرأب الصدع بين الأشقاء العرب، وأكد في 7 يونيو 1988 خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربي في الجزائر حرص الإمارات على حل الخلافات العربية وتحقيق التضامن العربي.

وكثف "طيب الله ثراه" من لقاءاته مع الزعماء والقادة العرب من أجل تعزيز التضامن في مواجهة التحديات التي تمر بها الأمة العربية، وفي هذا الإطار تبرز زيارته في 10 يونيو 1988 التي التقى خلالها الملك الحسن الثاني عاهل المملكة المغربية وبحث معه العلاقات الثنائية.

واستقبل الشيخ زايد في 22 يونيو 2002 في قصر البحر في أبوظبي أخاه جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، وتبادل معه الآراء حول الوضع في العالم العربي والمستجدات الراهنة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وشهدت الزيارة التاريخية التوقيع على اتفاقية الحدود الدولية النهائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان من شرق العقيدات إلى الدارة على الخليج العربي.

على الصعيد الدولي .. آمن الشيخ زايد " طيب الله ثراه " على الدوام بأن العلاقات الدولية يجب أن تبنى على أسس التعاون والاحترام المتبادل بين جميع الدول، ودعا إلى اعتماد الحوار وسيلة وحيدة لحل جميع القضايا والمشاكل بعيدا عن لغة الحرب والمواجهة.

وارتكزت السياسة الخارجية لدولة الإمارات في عهد الشيخ زايد على قواعد استراتيجية ثابتة تمثلت في الحرص على التزامها بميثاق الأمم المتحدة، واحترامها المواثيق والقوانين الدولية، وإقامة علاقات مع جميع دول العالم، على أساس الاحترام.

وحرص "رحمه الله" على تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع جميع الدول.. وفي هذا السياق جاءت زيارته التاريخية إلى بريطانيا في 10 يونيو 1969 التي استهلها باجتماع مع هارولد ويلسون رئيس الوزراء البريطاني للتباحث في قضايا المنطقة.

وحضر الشيخ زايد مأدبة الغذاء التي أقامتها الملكة إليزابيث ملكة المملكة المتحدة في 13 يونيو 1969 تكريما لسموه بحضور كبار المسؤولين البريطانيين ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية العاملة في لندن.

وفي خطوة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة صادق "طيب الله ثراه" في 20 يونيو 1972 على انشاء 3 سفارات جديدة لدولة الإمارات في كل من المملكة المغربية وفرنسا واليابان.

وبحث "رحمه الله" خلال زيارته إلى فينا بتاريخ 27 يونيو1981 مع المستشار النمساوي الدكتور بونو كرايسكي العلاقات الثنائية بين البلدين، كما التقى في 6 يونيو 1998 في أبوظبي مع محمد نواز شريف رئيس وزراء دولة باكستان الاسلامية.

وفي 25 يونيو 2000 استقبل الشيخ زايد في مقر إقامته في جنيف كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة واستعرض معه مسيرة السلام وآخر مستجداتها.

وتابع " طيب الله ثراه " خلال شهر يونيو تعزيز مسيرة التنمية على الصعيد الداخلي عبر إصدار مجموعة من القرارات والمراسيم التشريعية التي أسهمت في تطوير الأداء الحكومي وتحقيق المزيد من المكتسبات الوطنية.

وفي 4 يونيو 1984 أصدر الشيخ زايد مرسوما اتحاديا بإنشاء مجلس الزكاة في الدولة برئاسة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف، وفي 3 يونيو 1998 وافق الراحل الكبير على مقترح انشاء برنامج الشيخ زايد للإسكان لتوفير السكن الملائم للمواطنين بحيث تقوم الحكومة الاتحادية بتخصيص مبلغ 640 مليون درهم سنويا لبناء المساكن وتقديم القروض السكنية الميسرة.

ووجه "رحمه الله" في 17 يونيو 1998 الشيخ زايد بتفعيل دور مؤسسة صندوق الزواج للقضاء على بعض المشاكل والظواهر الاجتماعية التي تهدد استقرار الاسرة الإماراتية.

وأصدر في 11 يونيو 2000 مراسيم اتحادية بتعيين 3 قضاة في وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، كما أصدر في 1 يونيو 2003 مرسوما اتحاديا بتعديل رواتب وعلاوات وبدلات منتسبي الشرطة والأمن في وزارة الداخلية.

وشهد شهر يونيو العديد من القرارات والإنجازات الهامة التي أسهمت في دعم وتقوية الاقتصاد الإماراتي .. ففي 29 يونيو 1970 أمر الشيخ زايد بشق طريق يربط بين إماراتي أبوظبي ودبي، كما افتتح في 28 يونيو 1972 المرحلة الأولى من ميناء زايد في أبوظبي الذي اعتبره من أهم الإنجازات التي تحققت في دولة الإمارات بذلك الوقت.

ووجه "طيب الله ثراه" في 3 يونيو 1977 الشيخ زايد خلال زيارة تفقدية إلى جزيرة دلما بمضاعفة الاهتمام بتعمير الجزر النائية وتزويدها بالمساكن اللائقة بالمواطنين ومختلف متطلبات الحياة الحديثة، وترأس في 18 يونيو 1977 اجتماع المجلس الأعلى للاتحاد الذي صادق على ميزانية الدولة لعام 1977 بقيمة 13 مليار درهم.

وفي 10 يونيو 1979 افتتح الشيخ زايد مصنع الاسبستوس الجديد في أم القيوين الذي بلغت تكاليفه 80 مليون درهم، كما افتتح سموه المكتبة العامة في الإمارة.

شغلت البيئة اهتمام وفكر المؤسس، منطلقا من قاعدة تؤمن بضرورة المزاوجة بين التنمية والبناء والحفاظ على البيئة.

وفي8 يونيو 1992 وجه الشيخ زايد رسالة إلى المؤتمر العالمي للبيئة والتنمية المنعقد في ريو دي جانيرو بالبرازيل.. مؤكدا فيها أن دولة الإمارات نجحت في حماية البيئة وقهر الصحراء من خلال إنتاج 114 نوعا من النباتات.

وتقديرا لإنجازاته البيئية والزراعية تسلم الشيخ زايد في 15 يونيو 1997 شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال الزراعة من جامعة عين شمس المصرية.

وفي 10 يونيو 2003 أكد "رحمه الله" في كلمته بمناسبة افتتاح المؤتمر الوزاري الآسيوي لمكافحة التصحر في أبوظبي أن الإمارات أدركت منذ البداية العلاقة الوطيدة بين البيئة والتنمية وحرصت إلى أبعد الحدود على أخذ الاعتبارات البيئية في الحسبان في عملية تخطيط وتنفيذ نهضتها التنموية الشاملة.

وحرص الشيخ زايد على التواجد المستمر بين صفوف المواطنين والمقيمين على حد سواء لتفقد أحوالهم والاطلاع عن قرب على احتياجاتهم، وفي هذا الإطار جاءت جولته الشهيرة في مركز المارينا مول في مدينة أبوظبي بتاريخ 6 يونيو 2001 والتي حرص خلالها على مصافحة الجمهور الغفير الذي التف من حوله كما يلتف الأبناء حول والدهم في مشهد لايزال خالدا في الذاكرة والوجدان.