مجالس المستقبل العالمية تستشرف أفضل السبل لاقتصادات واعدة ومجتمعات ذكية لمواجهة التحديات

مجالس المستقبل العالمية تستشرف أفضل السبل لاقتصادات واعدة ومجتمعات ذكية لمواجهة التحديات

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 16 اكتوبر 2025ء) بحثت الجلسة الختامية للاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025، التي نظّمتها حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، أفضل السبل، والمعايير لبناء اقتصادات واعدة، ومجتمعات ذكية، ومواجهة التحدّيات التي تحول دون ذلك.
شارك بالجلسة كل من معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة التربية والتعليم، وداريو لياندرو جينوا وزير الابتكار والعلوم والتكنولوجيا في الأرجنتين، وأندريا ميزا موريلو نائب الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ودانييلا روس مديرة مختبر علم الحاسوب والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وبيني لو من مؤسسة "سوشال إنوفيشن بارك"، وأدارها ديفيد باخ رئيس المعهد الدولي للتطوير الإداري، سويسرا.
وقالت معالي سارة الأميري إنه في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها عالمنا اليوم، تقع على عاتقنا مسؤولية إعداد أبنائنا للمستقبل، ليس فقط من خلال نقل المعرفة، بل عبر تمكينهم من مهارات التفكير النقدي، والإبداع، والمرونة، وتعزيز القيم الإنسانية إن مسؤوليتنا التربوية تتمثل في بناء جيل واثق بنفسه، مؤمن بقدرته على صناعة الغد، مدرك أن التحديات ليست عوائق، بل فرص للنمو والتعلم فالعالم الذي سينشأ فيه طلاب اليوم سيكون مختلفًا تمامًا عن عالمنا الحالي، لأن المهارات المطلوبة في تطور مستمر، والوظائف المستقبلية ما زالت في طور التشكّل والتغير.
وأضافت معاليها أنه لا يمكننا إغفال أهمية التفاؤل عند الحديث عن المستقبل؛ فهو ليس مجرد شعور عابر، بل نهج فكري ومحفز جوهري للارتقاء بمستوى التفكير والعمل ، ونحن نؤمن بأن التعليم لم يعد يقتصر على نقل المعلومات، بل أصبح أداة لبناء القيم، وإطلاق الطاقات الإبداعية، وتعزيز روح التعاون ، ومن خلال هذه الركائز، نستطيع أن نُرسّخ التفاؤل محرّكا أساسيا لتقدّم مجتمعاتنا، وضمان استدامة تطورها.
من جهته، قال داريو لياندرو جينوا:"نعيش في عالم مترابط رقميًا إلى حد يجعل أي خلل تقني أو هجوم إلكتروني كفيلًا بتعطيل قطاعات كاملة من الخدمات الحيوية ، ولو فقدنا التكنولوجيا ولو لساعة واحدة فقط، لأدركنا مدى اعتمادنا العميق عليها في تفاصيل حياتنا اليومية ، وأؤمن بأهمية نشر ثقافة الوعي واليقظة الرقمية، ليس فقط بين المتخصصين، بل أيضاً بين جميع مستخدمي التكنولوجيا، إذ أن كل فرد اليوم هو جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن السيبراني، سواء أدرك ذلك أم لم يدرك.. وهنا تبرز مسؤولية الحكومات في تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، وتهيئة بيئة تشريعية وتنظيمية مرنة تشجع على الابتكار، وتحمي المستخدمين، وترتقي بمستوى الأمان الرقمي وبالتالي إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات الإلكترونية بثقة وكفاءة ومسؤولية.
وأكدت أندريا ميزا موريلو أن العالم يواجه أزمات متعددة ومترابطة، تشمل أزمة المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وتدهور الأراضي والتربة، إلى جانب الفقر والصراعات المتصاعدة ، ولهذا نحن بحاجة إلى حلول شاملة ومتكاملة، وإلى بناء اقتصادات ومجتمعات أكثر قدرة على الصمود والتكيف ،ولتحقيق ذلك، لابد من العودة إلى أساسيات أنظمتنا الطبيعية، وإطلاق تحولات قائمة على حلول مستمدة من الطبيعة، حيث تلعب التكنولوجيا دورًا محوريًا في تسريع هذه التحولات، وتوفير أدوات فعالة تسهم في تحقيق الطموحات البيئية والإنسانية المنشودة.
وتحدثت دانييلا روس عن أهمية تعزيز ثقافة الأمن السيبراني في المجتمع، وقالت إن التكنولوجيا تفتح آفاقًا واسعة وتوسّع الفرص، لكنها في الوقت ذاته تُضخّم المخاطر، لاسيما مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى العالم المادي، ما يزيد من تعقيد التحديات الأمنية ، ورغم ذلك، يظل التفاؤل قائمًا، إذ يمكن لهذه التطورات المتسارعة أن تسهم في تقديم حلول مستدامة، إذا ما ارتبطت بجهود منسقة عالميًا، وبدور فاعل للتعليم العام ، ومن هنا، يجب النظر إلى الأمن السيبراني كممارسة ضرورية تقوم على التوعية، والتعاون الدولي المستمر.
في السياق ذاته، أشارت بيني لو إلى أن التقدّم لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن الآخرين، بل يتطلب تعاونًا وتنسيقًا شاملاً بين مختلف القطاعات، سواء كانت حكومية أو خاصة أو منظمات المجتمع المدني، فنحن نعيش اليوم منعطفًا تاريخيًا، تتسارع فيه التطورات التقنية بوتيرة تفوق قدرتنا على الاستيعاب، ما يستدعي وضع سياسات واستثمارات شاملة تعزز العدالة الاجتماعية، وتوسّع نطاق الفرص للجميع.

وأكدت أن الحاجة ملحة لصياغة سردية جديدة للتنمية الاقتصادية، لا تقتصر على قياس النمو بالناتج المحلي فقط، بل تأخذ بعين الاعتبار رأس المال الطبيعي، والوعي، وجودة الحياة.
وفي ختام الجلسة، أكد مارون كيروز المدير الإداري للمنتدى الاقتصادي العالمي، أن مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025، شكّلت منصة استراتيجية ناقشت جملة من القضايا المحورية، شملت التجارة العالمية، والتحوّلات الجيوسياسية، والابتكار الداعم للنمو الشامل، والعمل المناخي، وأمن الغذاء، والتحول في قطاع الطاقة، إلى جانب قضايا الصحة والثغرات السيبرانية، وتشكل مخرجات المجالس بشكل أساسي المحاور في الأجندة الرسمية لاجتماع دافوس المقبل.
وأشار كيروز إلى أن تزايد الترابط بين التحديات العالمية يتطلّب اليوم أكثر من أي وقت مضى تبنّي نهج حواري منفتح، يُشجّع على تبادل الرؤى والمقاربات المتنوعة، ويعزز التعاون متعدد الأطراف فبفضل هذا التفاعل البنّاء، يمكن تحقيق تأثير حقيقي ومستدام، يدفع نحو بلوغ الأهداف الطموحة، ويحفّز اتخاذ خطوات عملية تُحدث تغييرًا إيجابيًا على المستويين الإقليمي والدولي.