"دبي بودفيست 2025" يناقش مستقبل سوق الإعلانات في البودكاست العربي


دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 30 سبتمبر 2025ء) شهدت جلسة "مستقبل الإعلانات في البودكاست العربي"، في إطار فعاليات" دبي بودفيست 2025" نقاشاً متخصصاً شارك فيه كل من: بولين راضي، المدير الإداري الإقليمي وقيادة شؤون العملاء في مجموعة (WPP)، ولوكا علّام مقدم بودكاست Insight Track، ولمياء سلطاني، الشريك المؤسس والمديرة التجارية لشركة(NBM)، ودار النقاش حول كيف يمكن للبودكاست أن يتحول إلى سوق إعلاني حقيقي يواكب التحولات العالمية، وأدارت الحوار أنم أمين مقدمة بودكاست "ذيس وازنت إن ذا مانيوال" (This Wasn’t in the Manual).

افتتحت بولين راضي النقاش بالإشارة إلى أن وكالات الإعلان العالمية باتت تنظر إلى البودكاست ليس كمساحة سردية فقط، ومحلية الجمهور والانتشار، بل كقناة إعلانية قابلة للقياس إذا ما توفرت المعايير الواضحة لجعلها منصة تسويق عالمية التواصل.

وأكدت أن المعلنين في المنطقة ما زالوا يبحثون عن بيانات دقيقة حول حجم الاستماع وسلوك الجمهور، وهو ما اعتبرته الشرط الأول لتخصيص ميزانيات أكبر لهذه الصناعة الإعلانية الواعدة فيما لو قارنا بين وضع سوق البودكاست اليوم في المنطقة وما كان عليه قبل خمس سنوات فقط، وقالت إن الإمارات والسعودية تتصدر أهم أسواق البودكاست في المنطقة.
من جانبه، ركّز لوكا علّام على دور شخصية المضيف، موضحاً أن نجاح البودكاست لا يُقاس فقط بعدد التنزيلات بل بمدى ثقة الجمهور في المقدم واعتباره محتوى مفضلاً عندهم يداومون على استماعه. وأشار إلى أن المستمعين يتلقون توصيات الراوي الصوتي كجزء من تجربة شخصية، ما يمنح الإعلان قيمة أعلى بكثير من الإعلانات التقليدية، خصوصاً وأن البودكاست هو الوسيلة الإعلانية الواعدة أكثر من أي وسيلة إعلانية أخرى .
أما لمياء سلطاني فقد عرضت خبرة شركتها في تطوير منصات متخصصة لربط المعلنين بمقدمي البودكاست عبر تقنيات الشراء البرامجي والإعلانات المستهدفة. وأكدت أن هذه الأدوات تتيح للشركات اختيار الجمهور المناسب بدقة، وتقديم محتوى تسويقي يتوافق مع اهتمامات المستمعين وسياقاتهم الثقافية. وأعطت مثالاً لتفاعل المعلنين من أصحاب العلامات التجارية الفاخرةـ، وكيف قدّمت إحدى العلامات التجارية العالمية الشهيرة نفسها في المنطقة العربية عبر إعلان مشترك مع متحف اللوفر يرتكز على تأثير الفن الإسلامي على الفن الغربي.
واتفق المتحدثون الثلاثة على أن نجاح البودكاست الإعلاني في المنطقة لا يجب أن يقتصر بشكل أساسي على المحتوى المحلي، الذي يعكس الثقافة والقضايا اليومية للمجتمع العربي بل أن يوجه هذا المحتوى ليقيم تواصل أوسع وبالشكل الصحيح مع شرائح الجمهور المختلفة. وأكدوا أن العلامات التجارية العالمية تبحث باستمرار عن هذا النوع من الأصالة للارتباط بالجمهور بشكل أعمق وخاصة في سوق تشهد مرحلة ازدهار متسارع وتوسع ملحوظ.
اختتمت أنم أمين النقاش بالتأكيد على أن صناعة البودكاست في العالم العربي أمامها فرصة حقيقية للتحول إلى سوق إعلاني مزدهر، شريطة أن يلتقي المعلنون مع صُنّاع المحتوى والمنصات التقنية على طاولة واحدة. وأشارت إلى أن الخطوة المقبلة يجب أن تركز على وضع معايير موحدة للقياس والتقييم، حتى تتمكن هذه الصناعة من حجز مكانتها بجانب الوسائط التقليدية والرقمية الأخرى عربياً وعالمياً.