بلحيف النعيمي: طاقة الشباب محرك لتعزيز أمن واستدامة الغذاء

بلحيف النعيمي: طاقة الشباب محرك لتعزيز أمن واستدامة الغذاء

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 21 سبتمبر 2021ء) أكد معالي معالي الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة أن أهمية تعزيز أمن واستدامة الغذاء تزداد يوماً بعد الآخر، وقد ظهر هذا الأمر واضحاً خلال الفترة الماضية في ظل ما شهده المجتمع الدولي من تأثيرات جائحة كورونا على كافة القطاعات والمجالات وبالأخص سلاسل توريد الغذاء العالمية.

وقال معاليه ــ في مقال رأي تحت عنوان "طاقة الشباب محرك لتعزيز أمن واستدامة الغذاء" ـــ إن تحقيق أمن الغذاء واستدامته يتربط بالعديد من العوامل والممكنات تشمل تعزيز قدرات الإنتاج المحلي وتوسيع شبكة أسواق الاستيراد المعتمدة بما يضمن مرونة واستمرارية سلاسل التوريد، وتطوير ومواكبة أعلى معايير سلامة الغذاء العالمية، والتوسع في عمليات البحث والتطوير وتوظيف التقنيات الحديثة، وزيادة التعاون والتنسيق الدولي لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة.

وأضاف أن روئ القيادة الرشيدة واستشرافها للمستقبل والدعم اللامحدود الذي تقدمه بشكل دائم تخلق بيئة استثنائية رائدة عالمياً تدعم قدرتنا على تعزيز أمننا الغذائي وضمان استدامته ..مشيرا إلى أن الاعتماد على الحلول الابتكارية والاستفادة من طاقات الشباب وبالأخص في ريادة الأعمال من أحد أهم الدعائم التي يمكن الاعتماد عليها في منظومة عملنا لتعزيز الأمن الغذائي ..فعبر تعزيز مشاركة الشباب وريادتهم للأعمال في هذا المجال سنضمن التوسع بشكل دائم في جودة وحجم المنتج المحلي من الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، وتعزيز وزيادة حجم سلاسل التوريد وضمان استمراريتها، بالإضافة إلى التوسع في الصناعات والنشاطات الاقتصادية المرتبطة بالأمن الغذائي، والاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة.

وقال معاليه: "قد يتساءل البعض هنا عن رغبة شبابنا وامكانياتهم، وعن قدرتهم على الاستفادة من البيئة الحاضنة في الدولة ليتحولوا إلى رواد أعمال ناجحين" ..مشيرا إلى أن المتابع للحركة الاقتصادية يمكنه بسهولة أن يلاحظ ويسجل العديد من النجاحات التي سجلها رواد الأعمال من شبابنا في العديد من القطاعات، ومنها مجالات الزراعات الحديثة والإنتاج الغذائي، والأمثلة في هذه المجالات بشكل خاص كثيرة وتظهر للعيان في أعداد المزارع الحديثة المتزايدة ومشاريع الإنتاج الغذائي صغيرة ومتوسطة الحجم التي تزداد يوماً بعد الآخر.

وذكر معالي النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة: "خلال الفترة القليلة الماضية لمست طاقة لا محدودة لدى مجموعات واسعة من الشباب ورغبة في الاستثمار وريادة الأعمال في هذا القطاع خلال اجتماعي معهم عبر المبادرات التي أطلقتها وزارة التغير المناخي والبيئة ومنها محطات الشباب للأمن الغذائي، وبرنامج استقطاب وتوظيف كوادر فنية في الطب البيطري وعلوم البيطرة والإرشاد الزراعي من خريجي المؤسسات الأكاديمية الوطنية" ..مشيرا إلى أن هذه الطاقة التي تؤكد على الرغبة الطموحة لشبابنا للمساهمة في تحقيق مستهدفات الدولة وإيجاد مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة، يمكن توظيفها والاستفادة منها عبر مجموعة من الممكنات يأتي في مقدمتها توفير برامج تأهيل وتدريب متكاملة تضمن إكسابهم المهارات النظرية والعملية اللازمة لإقامة مشاريعهم الخاصة في مجالات الأمن الغذائي وضمان نجاحها، على أن تضم هذه البرامج كافة النشاطات والمراحل التجهيزية والإنتاجية والتسويقية للمشروع، وإتاحة المجال لهم للتطوير وتقديم حلول ابتكارية تعزز كفاءة وجودة هذه البرامج، وهذا ما حرصنا عليه في مشروع محطات الشباب للأمن الغذائي.

وأوضح معاليه: "يأتي بعدها المُمكن الأهم والمتمثل في ربطهم بالمستثمرين والمهتمين بهذه المشاريع لتوفير الدعم المادي اللازم لتحويلها إلى أنشطة قائمة مجدية اقتصادياً على المديين المتوسط البعيد، في ظل توافر متابعه دائمة من الجهات والمؤسسات ذات الخبرة، هذا الربط حرصنا عليه في المراحل اللاحقة لمشروع محطات الشباب للأمن الغذائي، كما نعمل على تعزيزه عبر النقاش والتنسيق الدائم مع الجهات المختصة وشركائنا الاستراتيجيين".

وقال: "من وجهة النظر الاقتصادية يمثل تعزيز استثمار وتعزيز ريادة اعمال الشباب في المشاريع المرتبطة بالأمن الغذائي، استثماراً ذا ضمانة اقتصادية عالية فالمحاصيل والمنتجات الغذائية المحلية باتت تحظى بإقبال وثقة متزايدة من المستهلكين في ظل منظومة التشريعات التي تضمن جودتها والتزامها بأعلى معايير السلامة، كما تمكنت العديد من المنتجات في الوصول إلى أسواق إقليمية وعالمية".

وأكد أن تحقيق أمن واستدامة الغذاء يرتبط بوجود شراكة وتكامل في الأدوار بين ما يتولاه القطاع الحكومي من مسؤوليات وما يقدمه قطاع الأعمال من مساهمات هامة والدور المحوري الذي تلعبه ريادة الأعمال الشابة في دعم وتعزيز جهود القطاعات ذات الصلة.

واختتم معاليه بالقول: "مع ما نملكه من منظومة وبنية تشريعية داعمة، وطاقة مبهرة لدى الشباب، وادارك من القطاع الخاص وجهات التمويل للأهمية الاجتماعية والاقتصادية التي يمثلها دور الشباب، تجعلني متفاءل بقدرتنا على تعزيز أمننا الغذائي ودفع عجلة النمو المستدام للنشاطات المرتبطة به، والمساهمة في تحقيق مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة".