"بيئة أبوظبي" تراقب جودة التربة باستخدام أحدث التقنيات

"بيئة أبوظبي" تراقب جودة التربة باستخدام أحدث التقنيات

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 16 أغسطس 2021ء) أعلنت هيئة البيئة - أبوظبي انتهاء المرحلة التجريبية من مشروع يعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم لمراقبة التربة باستخدام أحدث تقنيات الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة.

ويتماشى المشروع مع الأولويات الإستراتيجية لهيئة البيئة - أبوظبي التي تسعى لضمان اتباع نهج مستدام ومتكامل لحماية الأراضي والتربة وتقييم تأثير الأنشطة البشرية وتوفير الأساس لخطط الإدارة المستقبلية وسياسات الحماية واللوائح المتعلقة بالتربة.

ويهدف المشروع رسم خرائط تلوث التربة في إمارة أبوظبي إلى تسليط الضوء على المناطق التي تحتاج إلى معالجة أو تعافي أو حماية للوصول إلى بيئة مستدامة.

وتم تصميم برنامج مراقبة التربة الذي تم إطلاقه في عام 2018 لتقييم مستوى الملوثات وفي عام 2020 بدأت الهيئة في تنفيذ مشروع رائد لتوسيع البرنامج الحالي وتحسين أدائه باستخدام أحدث التقنيات.

وتم اختيار موقعين في مصفح بمدنية أبوظبي لتنفيذ المرحلة التجريبية لهذا المشروع الذي يهدف إلى قياس مستوى المعادن الثقيلة عن طريق الاستشعار عن بعد باستخدام الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار والمقاييس الطيفية المحمولة باليد حيث يتم التحقق من صحة هذه البيانات من خلال عينات التربة التي تم جمعها ميدانياً.

ويساهم الاستشعار عن بعد في تمكين هيئة البيئة من اكتشاف ورصد الخصائص الفيزيائية والكيميائية لمنطقة ما من مسافة بعيدة كما يسهل استخدام الاستشعار عن بعد وكذلك معالجة البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي من اكتساب فهم أفضل لصحة التربة.

وتُقدم صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة من الفضاء أدلة تتسم بالموضوعية والشفافية والقابلية للتكرار الأمر الذي سيعزز من جهود الهيئة لحماية البيئة ومراقبتها بشكل أكثر كفاءة.

وقامت هيئة البيئة بدمج استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي في عملية تحليل البيانات للمساعدة في إيجاد العلاقات والأنماط وتحديد وتوقّع السيناريوهات المتعلقة بجودة التربة.

كما تم استخدام طرق التحليل القائمة على الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة لأتمتة عملية ربط البيانات المتحصّلة من أجهزة الاستشعار عن بُعد مع البيانات الميدانية مما يوفر كفاءات محسّنة عند العمل مع مثل هذه المجموعة الكبيرة من البيانات.

وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي : تماشيًا مع إستراتيجيتنا المؤسسية الجديدة التي توضح الحاجة إلى مراقبة جودة التربة والحفاظ عليها في إمارة أبوظبي فقد وضعنا تصورا لمشروع شامل لمراقبة التربة سيسهل هذا المسعى جمع البيانات العلمية ذات الصلة باستخدام أحدث التقنيات حتى نتمكن من وضع سياسات للحفاظ على صحة التربة .

وأضافت : عادة ما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في البيئات الخاضعة للرقابة داخل المختبرات البحثية ولكننا ابتكرنا استخدام هذه التقنية لمعالجة البيئات الخارجية لأول مرة في العالم.

وأوضحت أن البيانات التي سيتم جمعها من خلال الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة وسنكون قادرين على تغطية مساحات كبيرة في فترة زمنية قصيرة للغاية مما يسرّع من عملية جمع البيانات كما يؤدي ذلك إلى توفير علاجات سريعة لحماية صحة التربة لدينا والتخفيف من التحديات ذات الصلة مما يجعل أبوظبي أكثر أمانًا.

من جانبها قالت المهندسة شيخة الحوسني المدير التنفيذي لقطاع الجودة البيئية في هيئة البيئة - أبوظبي : تسعى دولة الإمارات إلى الحفاظ على دورها الرائد في استخدام أحدث التقنيات في جميع المجالات ويتمثّل دورنا في هيئة البيئة في تحقيق هذه الرؤية وتطوير عملياتنا لمواكبة التقنيات المتطورة كما يتوافق هذا المشروع مع استراتيجية الدولة للذكاء الاصطناعي والتي تهدف إلى استخدام نظامًا رقميًا ذكيًا متكاملًا من أجل التغلب على التحديات وتوفير حلول سريعة وفاعلة.

ويُشكّل استهداف الهيئة لرصد تدهور التربة والتخفيف من آثاره جزءا من الصورة الشاملة العالمية لجهود مكافحة التصحر وتحقيق حيادية تدهور الأراضي التي أقرّتها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر وانضمت دولة الإمارات إليها في 1998.

ويتكون مشروع مراقبة التربة من ثلاث مراحل: المرحلة التجريبية التي تمت في موقعين في المصفح والمرحلة الثانية ستغطى منطقة المصفح الصناعية أما المرحلة الثالثة والأخيرة فتستهدف المنطقة الصناعية بأكملها في إمارة أبوظبي.

ومن المتوقع أن يكتمل العمل على تطوير هذه الخدمة المبتكرة والانتقال من المرحلة التجريبية إلى مرحلة التطبيق بحلول نهاية عام 2022 وتم إعداد هذا النهج مع وضع قابلية التكرار في الاعتبار مما يعني أن هذه الطرق ستُستخدم لإنشاء برنامج مراقبة لرصد التغير في جودة التربة في أبوظبي والكشف عنه باستمرار كما ستُحدث مرحلة التشغيل ثورة في مجال سلامة وصحة التربة وتُعزز الدراية والمعرفة بها.