الأرشيف الوطني يطلق فعاليات المؤتمر الدولي الافتراضي الأول للترجمة

الأرشيف الوطني يطلق فعاليات المؤتمر الدولي الافتراضي الأول للترجمة

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 29 يونيو 2021ء) أطلق الأرشيف الوطني اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الافتراضي الأول للترجمة تحت شعار "الترجمة في العصر الرقمي بين التقنيات الحديثة وتحديات النص التاريخي".

وفي كلمته التي افتتح بها المؤتمر أكد سعادة الدكتور عبدالله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني أن الأرشيف الوطني يعقد هذا المؤتمر في إطار أحد أهدافه الاستراتيجية والذي يقتضي توفير بحوث وخدمات معرفية متكاملة، مشيراً إلى ما تلاقيه الترجمة من اهتمام في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تؤمن بأن الترجمة تؤدي دوراً مهماً في التّقريب بين الأمم وتيسير الحوار والتفاهم والتعاون بين شعوب العالم، والإسهام في التنمية وتعزيز ثقافة السلام والأمن الدوليين.

وأكد أهمية الترجمة في الخمسين عاماً القادمة على غرار ما لاقته السجلات والوثائق التاريخية التي يحتفظ بها الأرشيف الوطني في الخمسين عاماً الماضية.

وبعد أن رحب سعادته بالمشاركين في هذا المؤتمر الدولي ..أوضح أن المؤتمر سيناقش في جلساته العشر أبرز التحديات التي تكتنف حركة الترجمة في الوقت الراهن، حيث باتت الترجمة تشكل الآن وأكثر من أي زمن مضى أحد أهم التبادلات الثقافية في عالمنا الحديث والمعاصر.

وأشار إلى أهمية محاور المؤتمر وتنوعها مثل الترجمة الآلية والذكاء الاصطناعي، وآليات العولمة وطرائق الترجمة في العصر الرقمي، ومعضلات ترجمة الوثائق القديمة، وسد الفجوات اللغوية في المحفوظات الأرشيفية من خلال الترجمة الرقمية، وترجمة سرديات التاريخ الشفاهي، والترجمة والهوية، والترجمة وحوار الحضارات ..وغيرها.

وفي ختام كلمته تقدم مدير عام الأرشيف الوطني بأسمى آيات الشكر إلى العاملين في الأرشيف الوطني، القائمين على تنظيم المؤتمر، وإلى المشاركين والمتحدثين؛ كبار الأساتذة في الجامعات العالمية الكبرى، ودعا جميع المهتمين لمتابعة جلسات المؤتمر التي تبثّ من أبوظبي عاصمة إمارات التسامح والمحبة وهي تستهدف الارتقاء بحركة الترجمة حول العالم خدمة لمجتمعنا وأمتنا والبشرية جمعاء.

ورحب حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف الوطني والذي أدار الجلسة الافتتاحية بالمتحدثين والمتابعين والمشاركين أينما كانوا، ورفع أسمى آيات الشكر إلى إدارة الأرشيف الوطني التي أتاحت هذا المنبر الافتراضي لمؤتمر الترجمة العالمي لكي يناقش أهم التحديات التي تواجه حركة الترجمة، وتسعى للارتقاء بترجمة النص التاريخي مع الحفاظ على مضامينه بأمانة للأجيال.

وألقى البروفيسور صديق جوهر خبير الترجمة في الأرشيف الوطني كلمة المؤتمر الرئيسية، بعنوان "الترجمة وحفظ ذاكرة الوطن: مشروع ترجمات نموذجاً"، بدأها بقول مؤرخ نظريات الترجمة البريطاني البروفيسور بيتر نيومارك: "إن الترجمة ركن أصيل من أركان الحياة الثقافية لكل شعب متحضر"، ثم ركز في دور الأرشيف الوطني على تعزيز التلاقح الحضاري وخطاب الآخر والدعوة للإخاء والسلام.

وتطرقت كلمة المؤتمر الرئيسية إلى مشروع ترجمات الذي أطلقه الأرشيف الوطني ليكون مظلة مهمة للترجمة من وإلى شتى اللغات لأهمية الترجمة في الحراك الثقافي العالمي إبان الألفية الجديدة، وذلك انطلاقاً من كون الأرشيف الوطني يهتم بترجمة التاريخ من أجل حفظ ذاكرة الوطن.

وكشف جوهر عن أهمية الترجمة في تعريف العالم بأمجاد الماضي والحاضر وإثراء التراث الإنساني، مؤكداً اهتمام الأرشيف الوطني بالترجمة للحفاظ على التراث الوطني والتاريخي الممتد إلى مرحلة ما قبل نشأة الدولة مروراً بمرحلة التأسيس بعدما وضع الآباء المؤسسون لبناتها الأولى، وصولاً إلى مرحلة التقدم والنماء، حتى المرحلة الراهنة التي تتبوأ فيها الإمارات مكانة مرموقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وإلى جانب رصد التاريخ فإن الترجمة تبرز الإنجازات الإماراتية الحضارية الراهنة، وترجمة ما كتب عن الإمارات.

ويأتي الاهتمام بالترجمة في إطار السياسة الحكيمة للقيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي حولت الإمارات إلى نبراس ثقافي لنشر العلوم والمعارف والآداب، وجعلتها مركزاً مهماً لتنشيط حركة التبادل التجاري العالمي في مرحلة شهد العالم بأسره بأهمية الإنجازات الحضارية التي حققتها دولة الإمارات في شتى المجالات طوال مسيرة التقدم والازدهار.

وشهدت الجلسة الافتتاحية عرض فيلم وثائقي يرصد أهم المراحل التي مر بها الأرشيف الوطني وهو يوثق ذاكرة الوطن على مدار قرابة ثلاثة وخمسين عاماً، وهو يجمع الوثائق والمعلومات، حتى غدت مقتنياته مرجعاً معتمداً للبحوث المتعلقة بتاريخ الخليج العربي عامة والإمارات خاصة.

وانعقدت الجلسة الأولى من المؤتمر، تحت عنوان: "الترجمة وحوار الحضارات" وأدارتها عائشة الظاهري رئيس قسم الترجمة والنشر بالأرشيف الوطني، وبدأت الجلسة بورقة للبروفيسور نيل سادلر من جامعة كوينز في المملكة المتحدة، وناقشت "الترجمة وتوثيق البيانات"، وأشار فيها الباحث إلى الانتشار المتزايد للبيانات، وتحويل هذه البيانات يثير أسئلة للترجمة كممارسة ولدراسات الترجمة كنظام، وبهذا الصدد سلط الضوء على تحويل البيانات التي لم تعد ترجمتها مجرد مهمة مستهدفة بحد ذاتها ولكنها صارت مصدر إلهام لمزيد من المعلومات؛ فالبيانات التي يحتفظ بها المترجمون تتزايد أهميتها، ولذلك فتحويل البيانات يتطلب اهتماماً أكبر بأشكال الترجمة.

وتلتها ورقة البروفيسور كارل شتايينتز من جامعة هارفارد الأمريكية، بعنوان "الترجمة والتعاون العالمي" والتي بحثت في مدى إمكانية تشكيل فرق علمية عالمية متعددة التخصصات لمعالجة المشكلات المعقدة في الدراسات العلمية والعالمية التي تتطلب مزيداً من التعاون.

وناقشت ورقة البروفيسورة إيغور مافير من جامعة ليوبليانا في سلوفينيا "الترجمة من الألمانية إلى الإنجليزية: ترجمات جيمس مكاولي لأشعار جورج تراكل"، وفيها أكدت أن الترجمة يجب ألا تكون حرفية ولكنها يجب أن تستطيع نقل النص الأصلي بما يحمله من عواطف ومشاعر، وناقشت ترجمة الشاعر الأسترالي الشهير جيمس مكولي لشعر الشاعر النمساوي جورج تراكل إلى اللغة الإنجليزية، وتأثير هذا الأخير على شعر مكاولي "الموسيقى في وقت متأخر من الليل".

وبينت ورقة البروفيسور ليزلي ترامونتيني من جامعة ماربورغ الألمانية "ضياع معاني الأشعار أثناء الترجمة: المزالق والتحديات التي تكتنف ترجمة الشعر العربي" أن ترجمة الشعر تعد تحدياً كبيراً، وركز في الحديث عن الصعوبات والتحديات التي تعتري ترجمة الشعر العربي لعالم ومترجم أروبي، وقد اعتمد على أمثلة عديدة في الشعر الجاهلي او الكلاسيكي.

وفي جلسته الثانية في يومه الأول التي أدارتها السيدة شاهيناز النجار من الأرشيف الوطني، والتي جاءت بعنوان: "آليات العولمة وطرائق الترجمة في العصر الرقمي"، تمت مناقشة الورقة الخامسة التي أعدها الأستاذ الدكتور شارلوت بوسوس من جامعة أدنبرة في المملكة المتحدة، بعنوان: "الهوية في الترجمة: التعددية اللغوية في المسلسل التلفزيوني /جين العذراء/ في نسختيه الفرنسية والإسبانية".

وقدمت الورقة السادسة التي قدمها البروفيسور طارق شما من جامعة نيويورك من بنجهامتون الأمريكية " مختارات تاريخية من الترجمة العربية: تحديات وآفاق"، والورقة السابعة قدمها البروفيسور صلاح باسلامه من جامعة أوتاوا الكندية "ترجمة النصوص الإسلامية: حوار في / مع الحداثة العربية"، وقدم البروفيسور عبد الرحمن بيكار من جامعة ويلفريد لورير الكندية الورقة الثامنة بعنوان: "إعادة صياغة الماضي من خلال الترجمة: ألبار نونييث كابيثا دي فاكا /حكايات حطام السفن والتعليقات"، وجاءت الورقة التاسعة بعنوان: "من الإليكتروم إلى الكهرباء: الإقليمية والعالمية ومشكلات الترجمة في العصر الرقمي" وقدمها البروفيسور مارك شيل من جامعة هارفارد الأمريكية.

وحفلت الجلستان اللتان عقدتا في اليوم الأول بالعديد من الأسئلة المهمة في إطار الموضوعات التي تمت مناقشتها.