دراسة علمية لأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء تظهر خللا في بعض بيانات تلسكوب الفضاء "غايا"

دراسة علمية لأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء تظهر خللا في بعض بيانات تلسكوب الفضاء "غايا"

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 30 كانون الثاني 2021ء) نشر فريق بحثي من أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك التابعة لجامعة الشارقة دراسة علمية عالمية حول بيانات تلسكوب الفضاء "غايا" التي أطلقت مؤخرا والمتعلقة بالنجوم الثنائية، تظهر تناقضا ما بين ارصاد تلسكوبي الفضاء "غايا" و"هيباركوس" كما تظهر وجود خلل في نتائج "غايا" المتعلقة بقياسات بعد النجوم الثنائية، والتي بدورها تؤثر على دقة الدراسات والبحوث العلمية في هذا المجال.

تم دراسة واكتشاف ذلك باستخدام تقنيات تم تطويرها في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك.

ويضم الفريق البحثي إضافة إلى الباحث الرئيس الدكتور مشهور أحمد الوردات أستاذ الفيزياء الفلكية في قسم الفيزياء التطبيقية وعلم الفلك في جامعة الشارقة ونائب مدير عام أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك للشؤون الأكاديمية ومرصد الشارقة الفلكي، الباحث المساعد الفلكي عبدالله حسين من جامعة آل البيت في الأردن، وسعادة الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة ومدير عام أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك ورئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، والدكتور مارتن بارستو عضو مجلس أمناء جامعة الشارقة ومساعد نائب مدير جامعة ليستر البريطانية للمشاريع العلمية الاستراتيجية ومدير معهد ليستر لرصد الفضاء والأرض وأستاذ الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء في جامعة ليستر – وهو أحد أعلام الفلك وعلوم الفضاء في بريطانيا، ورئيس الجمعية الفلكية الملكية سابقا، وعضو الفريق المشرف على تلسكوب الفضاء غايا.

وقد نشر البحث تحت عنوان "مقارنة قياسات البعد من هيباركوس وغايا للنجوم الثنائية القريبة من بعضها ظاهريا وتأثيرها على تحديد الكتل النجمية" -Comparison of Gaia and Hipparcos parallaxes of close visual binary stars and the impact on determinations of their masses - في أحدى أهم المجلات العالمية المرموقة المختصة وهي مجلة منشورات الجمعية الفلكية الأسترالية الصادرة عن جامعة كامبريدج خلال شهر يناير الحالي.

وبدأت فكرة البحث قبل ما يزيد عن عامين مع إطلاق الإصدار الثاني من بيانات تلسكوب الفضاء الأوروبي "غايا" - GAIA - الذي أطلق عام 2013، وهو أحد مهمات وكالة الفضاء الأوروبية فيما يخص بيانات بعد النجوم القريبة من بعضها ظاهريا، حيث لاحظ الدكتور مشهور أحمد الوردات وجود بعض التناقضات في قياس بعد النجوم الثنائية بين أرصاد تلسكوب الفضاء غايا التي نشرت في عام 2018 وأرصاد تلسكوب الفضاء هيباركوس التي نشرت في عام 1997 وتم التعديل عليها لاحقا عام 2007 ، وقام الباحث الفلكي عبدالله حسين طالب الماجستير في قسم الفيزياء بجامعة آل البيت، بتجميع البيانات المطلوبة ليصار إلى تحليلها باستخدام "أسلوب الوردات لتحليل النجوم الثنائية والمتعددة".

وتأتي أهمية هذه الدراسة في دعم الجهود العلمية البحثية وتعزيز إمكانية تحديد المسافة إلى النجوم الثنائية والمتعددة، والتي تكمن صعوبتها في أن هذه النجوم هي عبارة عن نجمين أو أكثر تدور حول بعضها، وتكون قريبة جدا من بعضهما لدرجة أنها تبدو كنجم واحد حتى عند رصدها بالتلسكوبات، ولكن يمكن لتلسكوبات الفضاء وبعض التلسكوبات الأرضية الكبيرة أن تميز تلك النجوم عن بعضها وعلى الرغم من أن ذلك يساعد في فهم ماهية تلك الأنظمة النجمية، الا أنه يسبب خللا في دقة قياس بعدها، لأن عملية قياس البعد تعتمد على رصد النظام على فترتين يفصل بينهما ستة أشهر، وهي فترة دوران الأرض حول الشمس، بحيث تصبح قاعدة لمثلث القياس وتلك فترة كافية لتغير مركز اضاءة النجمين، مما يؤدي إلى وجود خطأ في قياس البعد، وهذا الخطأ يمكن أن يكون مقاربا لقيمة البعد نفسها.

ومن خلال هذه الدراسة من أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك بجامعة الشارقة، والتي وجدت هذا التناقض في مجموعة من الأنظمة النجمية بين أرصاد هيباركوس وأرصاد التلسكوب الحديث غايا، واستنتجت أنه يحب إعادة تحليل هذه النجوم بطريقة أخرى وهي "أسلوب الوردات لتحليل النجوم الثنائية والمتعددة"، والذي يعتبر من الطرق المبتكرة في التحليل المركب لمثل تلك النجوم، ويقوم على عدة معادلات وبرمجيات تصل إلى الحصول على الخصائص الفيزيائية والهندسية لمثل تلك الأنظمة، بالإضافة إلى البعد "الديناميكي" لها ، والذي يكون أدق من ارصاد تلك التلسكوبات في حالة النجوم الثنائية والمركبة، وبذلك يمكن الوصول إلى حكم دقيق حول تحديد بعد تلك النجوم، مما يساهم في تعزيز الدراسات والبحوث العلمية في مجال دراسة النجوم الثنائية والمتعددة، إلى جانب أنها توفر المعرفة والتوعية والبنية التحتية الضرورية لدعم الجهود المختلفة في قطاع الفضاء، وذلك بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة وإثراء العملية التعليمية محليا وإقليميا وعالميا.