ملتقى الاستمطار يناقش تشكل السحب في منطقة الخليج العربي وابتكارات تعزيز هطول الأمطار

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 26 كانون الثاني 2021ء) تواصلت أعمال الملتقى الدولي الخامس لاستمطار في نسخته الافتراضية المقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وينظمه المركز الوطني للأرصاد، من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار التابع له، حيث شهدت أعمال اليوم الثاني والختامي للملتقى عدداً من الجلسات والفعاليات المتخصصة التي ناقشت مواضيع تشكل السحب في منطقة الخليج العربي والابتكارات في تعزيز هطول الأمطار وتقييم نتائج عمليات الاستمطار.

وألقى البروفيسور بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كلمة في جلسة تحت عنوان "تقييم نتائج عمليات الاستمطار" أكد فيها ان برنامج الاستمطار الذي نفذته دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى السنوات الماضية عزز الجانب العلمي لدى المنظمة حول إمكانات الاستمطار، حيث أصبح نقص المياه أكثر حدة ويهدد ازدهار القطاعات الرئيسية لبقاء الحياة البشرية، وخاصة في البلدان الأقل نمواً التي تعتمد على الزراعة لبقاء شرائح واسعة من السكان.

و قال تالاس نحن ممتنون لدولة الإمارات على برنامجها الرائد لتعزيز هطول الأمطار الذي أجرى العديد من الدراسات العلمية المهمة. ويعد التخفيف من حدة تغير المناخ وتنفيذ اتفاقية باريس أمرًا ضروريًا، ولكن التكيف أيضًا أمر بالغ الأهمية لأن الاتجاه السلبي في المناخ سيستمر حتى عام 2060 على الأقل.. وتعتبر الاستثمارات في خدمات الإنذار المبكر وعلوم المناخ من الوسائل القوية للتكيف مع الكوارث المتزايدة بما في ذلك الجفاف. ويسر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تتعاون مع دولة الإمارات في تلك المجالات.

ومن جانبه قال سعادة الدكتور عبدالله المندوس، مدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية ان الملتقى الدولي الخامس للاستمطار شهد نقاشات مهمة ستسهم في صياغة مستقبل علوم الاستمطار وتعديل الطقس، وتعكس المشاركة الكبيرة ورفيعة المستوى من العلماء والخبراء الذين يمثلون منظمات دولية وجهات أكاديمية وبحثية عالمية، مكانة الملتقى كمنصة رئيسية لاستعراض أبرز الدراسات والمشاريع التي جرت في هذا المجال، والجهود المبذولة على المستوى الدولي للمساهمة في الحد من شُحّ المياه بالاعتماد على أحدث التقنيات والوسائل، كما أنها تؤكد على دور الملتقى المحوري في تعزيز أواصر التعاون بين أفراد المجتمع البحثي بما يسهم في دعم المساعي الرامية إلى تأمين موارد مستدامة للمياه تضمن استمرارية وصولها لكافة سكان العالم.

ومن جهتها قالت علياء المزروعي، مدير برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار ان التعاون البحثي الدولي في مجال علوم الاستمطار يعد أحد أبرز وسائل ضمان الأمن المائي، وهذا ما يسعى برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار إلى تحقيقه من خلال الملتقى الدولي للاستمطار الذي جمع في نسخته الخامسة الخبراء المحليين والدوليين لمناقشة سبل التعاون لإيجاد تقنيات مبتكرة يمكنها توفير موارد المياه العذبة في جميع أنحاء العالم، حيث أتاح الملتقى للمشاركين منصة للتعرف عن أحدث الابتكارات والدراسات التي يجري تنفيذها في مجال الاستمطار للمساهمة في معالجة تحديات شُحّ المياه.. ومن خلال الإعلان عن اطلاق الدورة الرابعة للبرنامج وبدء استقبال مقترحات المشاريع البحثية، نجدد التأكيد على مواصلة مساهمة البرنامج في تقدّم علم الاستمطار والتكنولوجيا المستخدمة فيه وتطبيقاته، والتشجيع على ضخ المزيد من الاستثمارات في تمويل البحوث والشراكات البحثية على مستوى العالم لزيادة معدلات هطول الأمطار محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وركزت الجلسة الأولى ضمن أعمال اليوم الثاني على آلية تشكل السحب وهطول الأمطار في منطقة الخليج العربي، وتضمنت عروضاً تقديمية سلطت الضوء على الدراسات التي تعزز فهمنا لعمليات تشكل السحب في الغلاف الجوي، وكذلك الظروف التي تؤدي إلى هطول الامطار في منطقة الخليج العربي. وتناولت الجلسة عدداً من المحاور المتعلقة بتشكل الحمل الحراري وتكوين التيارات الصاعدة اصطناعياً، فضلاً عن العمليات الديناميكية والفيزيائية الدقيقة التي تؤدي إلى تشكل الأمطار داخل السحب، إضافة إلى القياسات الموضعية للسحب والخواص الفيزيائية الدقيقة للهباء الجوي في السحب الحرارية الصيفية.

وتحدث خلال هذه الجلسة على التوالي كل من البروفيسور علي أبشاييف، باحث أول، مركز أبحاث تفتيت البرد، روسيا، والحاصل على منحة الدورة الثالثة لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، والدكتور لولين تشويه، كبير العلماء، معهد الصين "هوا شين تشوانغ تشي" للعلوم والتكنولوجيا، والحاصل على منحة الدورة الثالثة لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، والبروفيسور ماساتاكا موراكامي، جامعة ناغويا، والحاصل على منحة الدورة الأولى لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار.

أما الجلسة الثانية فتناولت موضوع "الابتكارات في تعزيز هطول الأمطار: المنهجيات والرؤى الجديدة"، وتم خلالها استعراض البحوث المبتكرة والتطورات في المواد والأساليب المطبقة في مجال تعزيز هطول الأمطار.

وشملت محاور الجلسة تطبيق تقنية النانو لتطوير مواد جديدة لتلقيح السحب، ودراسة آثار الشحنات الكهربائية على تشكل قطرات المياه في السحب، والخوارزميات المساعدة على تحديد الظروف الملائمة لتلقيح السحب، وتكامل جهود النمذجة المتعددة والبيانات الجديدة لإنشاء نموذج موحد للتنبؤ بالطقس.

وشارك في هذه الجلسة على التوالي كل من البروفيسور مارتن أمباوم، أستاذ الفيزياء وديناميكيات الغلاف الجوي، جامعة ريدينج، قسم الأرصاد الجوية، المملكة المتحدة، والباحث المساعد في فريق البروفيسور جايلز هاريسون، الحاصل على منحة الدورة الثانية لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، والبروفيسورة ليندا زو، جامعة خليفة، والحاصلة على منحة الدورة الأولى لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، والدكتورة ديانا فرانسيس، عالمة رئيسية، مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية، جامعة خليفة، و الدكتور ريكاردو فونسيكا، باحث لمرحلة ما بعد الدكتوراه في مجال علوم الغلاف الجوي، جامعة خليفة.

وركزت الجلسة الثالثة التي افتتحها البروفيسور بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، على تقييم نتائج عمليات الاستمطار، حيث ناقش المشاركون فيها الأساليب والتقنيات التي يتم تطويرها والاستفادة منها لتقييم نتائج عمليات الاستمطار. وتناولت الجلسة عدة مواضيع سلطت الضوء على أهمية جهود التقييم، والمنهجيات التي يتم الاستفادة منها في التقييم، بالإضافة إلى الأساليب التي تم استخدامها مؤخراً في تقييم أداء النموذج العددي من خلال الاختبارات العملية.

وتحدث خلال هذه الجلسة على التوالي كل من البروفيسورة هانيلو كورهونين، رئيسة مجموعة نمذجة الغلاف الجوي والمحيط، المعهد الفنلندي للأرصاد الجوية، والحاصلة على منحة الدورة الثانية من برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، والدكتور بول لوسون، باحث علمي، شركة سبيك، والحاصل على منحة الدورة الثانية من برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، والدكتورة ساره تسندورف، عالمة مشاريع، مختبر تطبيقات البحوث، المركز الوطني لبحوث الغلاف الجوي.

يشار إلى أن الملتقى الدولي للاستمطار يعد منصة عالمية تحتضنها العاصمة الإماراتية أبوظبي وتجمع تحت مظلتها نخبة من الخبراء والباحثين والعلماء وذوي العلاقة المحليين والدوليين من أجل مناقشة ومعالجة القضايا الرئيسية الأكثر إلحاحاً في مجال الاستدامة المائية.