افتتاحيات صحف الإمارات

افتتاحيات صحف الإمارات

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 08 اكتوبر 2020ء) سلطت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها الضوء على ذكرى رحيل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم " رحمه الله" والذي ترك وراءه إرثاً خالدا وسيرة عطرة ومنجزات وطنية عبرت عن شخصية فذة تمتعت برؤية ثاقبة فوقف سندا مع المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مراحل بناء الدولة وتأسيس الاتحاد على قاعدة صلبة .. إضافة إلى مواصلة دبي تنفيذ المبادرات النوعية سواء في تقديم الخدمات أو في دعم البيئة المعززة للتنمية وآخرها مشروع "كود دبي للبناء" الذي يدعم النمو المستدام في دبي ويحفّز على الإبداع والابتكار في تصميم المباني لجذب الاستثمارات العالمية ويهدف إلى تقليل تكلفة البناء عن المواطنين والمستثمرين بما يخفف الأعباء المالية عليهم من خلال تسهيل المتطلبات وجعلها أكثر مرونة.

وعلى الصعيد الدولي اهتمت الصحف بالمشهد السياسي في لبنان والصعوبات التي تواجه تشكيل حكومة جديدة إضافة إلى مواصلة تركيا سياساتها التي تأخذ أبعاداً استراتيجية خطيرة كونها تلعب في منطقة تتداخل فيها المصالح الدولية والإقليمية وتتشابك مع أبعاد دينية قد تؤدي إلى انفجار صراعات وحروب إقليمية.

فتحت عنوان " راشد.. السند " .. قالت صحيفة "الاتحاد" رحل راشد بن سعيد آل مكتوم منذ ثلاثين عاماً، تاركاً وراءه إرثاً خالداً وسيرة عطرة ومنجزات وطنية، عبرت عن شخصية فذة عملت بتفان وإخلاص في سبيل بناء إمارة دبي وتأسيس اتحاد الدولة على قاعدة صلبة قوامها الإنجاز لما فيه خير الوطن والمواطن.

وأضافت كان راشد يتمتع برؤية ثاقبة فوقف سنداً مع المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مراحل بناء الدولة وأسسها الحديثة بما يحقق النهضة الشاملة، ويحقق مكانة متقدمة للإمارات بين الأمم عبر التعاون والانفتاح والاستفادة من التجارب العالمية، وتوظيفها لصناعة المستقبل بالتركيز على العنصر البشري، وتمكينه علمياً وعملياً.

وتابعت كان المغفور له ينظر دوماً إلى ما يمكن تحقيقه للأجيال المقبلة، ويؤمن بأن الإنجاز أساسه التخطيط السليم، وعزيمة لا تلين، وأن الإرادة تصنع المعجزات، فعمل على مدى سنين حكمه على تطوير إمارة دبي، كما سكن الاتحاد ضميره، كونه أساس القوة والأهم في تجاوز التحديات، فعمل بإخلاص مع المؤسسين الأوائل لنصل إلى ما وصلنا إليه من نمو وازدهار.

وقالت "الاتحاد" في ختام افتتاحيتها في هذه الذكرى، نستلهم العزيمة والإصرار للمؤسسين الذين غرسوا فينا قيم البذل والعطاء والإيمان بوطن استطاع في خمسين عاماً أن يحقق ما كان حلماً في يوم من الأيام.

من جهة أخرى وتحت عنوان " نموذج دبي الريادي " .. كتبت صحيفة " البيان " نموذج رفيع ومتميز تقدمه دبي في مجال العمل الحكومي بخدمات ريادية، تواصل الجهات كافة تطويرها بما يعزز جودة حياة قاطنيها ويدعم زخم التنمية وجاذبية الإمارة للأعمال والاستثمار.

وأشارت إلى أن تأكيد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ، خلال ترؤسه المجلس التنفيذي بالأمس، على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" الواضحة بضرورة تواجد المسؤولين في الميدان، يأتي تعزيزاً لمزيد من الجهود ضمن نهج دبي الراسخ والفريد بالتفاعل الدائم مع احتياجات أفراد المجتمع، والعمل على تحقيق سعادتهم ورفاهيتهم وتحسين جودة حياتهم، وهو الأمر الذي تضعه قيادة دبي هدفاً أساسياً وأولوية قصوى في العمل الحكومي، وكذلك في التنمية.

وذكرت أنه في سبيل تحقيق ذلك، لا تتوقف دبي عن تنفيذ المبادرات النوعية، سواء في تقديم الخدمات أو في دعم البيئة المعززة للتنمية، وكما يؤكد حمدان بن محمد بالقول: «حريصون على الإبداع والابتكار في تقديم الخدمات وطرح المبادرات لصنع مستقبل أفضل لشعب يستحق الأفضل».

ولفتت إلى أن مشروع «كود دبي للبناء» الذي اعتمده المجلس التنفيذي، مثال واضح على هذه المبادرات، فهو من جهة يدعم النمو المستدام في دبي ويحفّز على الإبداع والابتكار في تصميم المباني لجذب الاستثمارات العالمية، وتحقيق الريادة والمرونة في تصميم وإنشاء المباني بشكل يخدم تنوّع المشاريع في الحاضر والمستقبل، ومن جهة أخرى فهو يهدف في الأساس إلى تقليل تكلفة البناء عن المواطنين والمستثمرين، بما يدفع باتجاه تخفيف الأعباء المالية عليهم من خلال تسهيل المتطلبات وجعلها أكثر مرونة.

وقالت "البيان" في الختام التطوير والإنجاز في دبي مستمر، لتحقيق منظومة متكاملة لتنمية مستدامة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وفي مختلف الجوانب الحيوية التي تمس حياة الناس.

من ناحية أخرى وتحت عنوان " لبنان وقاع الهاوية" .. قالت صحيفة "الوطن" ربما حتى في عز الحرب الأهلية لم يعان لبنان أوضاعاً مأساوية ومزرية كما هو اليوم، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال ضيق أفق الخروج من الأزمة الحالية الطاحنة المتمثلة بتعطيل تشكيل الحكومة والانهيار الاقتصادي وتداعيات انفجار مرفأ بيروت الكارثي، كما أنه من المعروف أن أي تشكيلة حكومية في لبنان يسبقها مشاورات مع الكتل النيابية حتى يمكن أن تمر عبر بالثقة تحت القبة البرلمانية، لكن الكارثة الكبرى أنه في ظل وجود دولة داخل الدولة والمتمثلة بمليشيات "حزب الله" الإرهابي، فإن الكارثة تزداد تعقيداً خاصة مع محاولة الاستئثار بوزارة المالية للتلاعب على العقوبات الدولية المفروضة عليه، وهذا ما يتم في معارضة واضحة للأغلبية اللبنانية وشارعها المشتعل الذي يطالب بحكومة "تكنوقراط" بعيدة عن الحزبية والطائفية، لكن من يستقوون بالسلاح غير الشرعي لا يتورعون عن وضع العصي في عجلات كل محاولة يمكن أن تتم بطريقة تحظى سواء بالإرادة اللبنانية أو بالدعم الدولي، وهو الدعم الذي لا يمكن أن يتم في ظل وجود عصابة "حزب الله" ومحاولتها تشكيل حكومة على قياس أطماعها، حيث أن المجتمع الدولي يتعامل مع حكومة شرعية وأنظمة تحظى بدعم شعوبها وليس مع مليشيات.

وأضافت أن لبنان أصبحت رهينة لمليشيات تعمل وفق أجندة خارجية ويعاني الكثير من الاستنزاف في كل ما يمكن أن يحفظ مصير البلد، فالتلويح بالحرب الأهلية والاستقواء بالتعنت الأجوف ينعكس حقيقة على حساب رغيف خبر اللبنانيين الذين لا يريدون استعادة كوابيس "تذكرة باتجاه واحد" واستنزاف الهجرة للمزيد من شبابهم ، خاصة في ظل أزمة عالمية طاحنة يعاني منها لبنان أكثر من غيره مع تخييم شبح الفراغ في السلطة التنفيذية وهو البلد الذي عانى كثيراً من فراغات مدمرة استمرت وقتاً طويلاً دون أن تأتي الحلول التوافقية الهشة بأي انفراجة على مستوى المطالب الشعبية المحقة التي تعتبر عابرة للطوائف ويطالب بها الشباب الذين ينزلون إلى الشوارع بين حين وآخر رافضين بقوة لهيمنة السلاح وجعل لبنان رهينة لمشاريع وأجندات خارجية ليس في طاقته تحملها، خاصة من حيث محاولات "حزب الله" الإرهابي الإبقاء على تلك الهيمنة والتلاعب بمصير لبنان غير آبه بالتداعيات التي يمكن أن تكون أكثر من كارثية على البلد الذي طالما عانى جنون السلاح والمليشيات والأجندات.

وقالت في ختام افتتاحيتها المجتمع الدولي يتعاطف مع لبنان رغم كل أزماته، لكنه في الوقت ذاته لن يتعامل مع أي حكومة يراها غير شرعية أو محسوبة عملياً على طرف واحد، بل يريد نظاماً يحظى باعتراف المجتمع الدولي تكون كل المساعدات والدعم الذي ينتظره البلد المنكوب عن طريق هذا النظام، أما حكومات صورية يتم تشكيلها تبعاً لمصلحة حزب مصنف إرهابي ومدرج على اللوائح السوداء فهو ما لا يمكن إلا أن يزيد معاناة البلد الغارق دون أمل بالنجاة.

من جانب آخر وتحت عنوان " حزام نار تركي " .. قالت صحيفة "الخليج" تأخذ سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبعاداً استراتيجية خطيرة، لأنه يلعب في منطقة تتداخل فيها المصالح الدولية والإقليمية، وتتشابك مع أبعاد دينية وإثنية، قد تؤدي إلى انفجار صراعات وحروب تتعدى قدرات تركيا، وتتجاوز أية إمكانات لضبطها أو لجمها، ففي المشهد البانورامي لصورة الوضع الإقليمي الممتد من منطقة البحر الأبيض المتوسط، وصولاً إلى منطقة جنوب القوقاز، نرى أن حزام النار الذي ترسمه تركيا بات يشكل خطراً فعلياً قد يؤدي إلى حروب إقليمية، وهو ما حذر منه أكثر من مسؤول عربي وأوروبي وروسي وإيراني، نظراً للعلاقة المباشرة لدولهم مع ما يسعى إليه أردوغان من خلال نزعته التوسعية والاستفزازية في الإقليم المجاور لتركيا وما بعده.

وتابعت يعتقد أردوغان أن تقاطع مصالح بلاده السياسية والاقتصادية والعسكرية مع الولايات المتحدة وروسيا وإيران، إضافة إلى صراع المصالح في ما بينها، يوفر له القدرة على المناورة التي تمكّنه من اللعب في سوريا والعراق وليبيا والحوض الشرقي للبحر المتوسط إضافة إلى جنوب القوقاز /أذربيجان وأرمينيا/، من دون أن تستطيع هذه الدول كبح جماح تدخله.

وذكرت أنه في علم السياسة، هناك قاعدة تقول إن المصالح تأتي أولاً، لكن عندما يتعلق الأمر بتجاوز هذه المصالح فإن القاعدة إياها تقول بحتمية التصادم، خصوصاً أن أردوغان لا يعير اهتماماً لمصالح الآخرين، بل هو بات يلعب في ملاعبهم وفي مجالهم الحيوي الذي يمس أمنهم القومي بالذات، وهو أمر في غاية الخطورة وإذا كانت الجهود الدولية والإقليمية تنصب حالياً على تطويق حزام النار التركي للحؤول دون توسعه وانتشاره، خوفاً من مخاطر اندلاع حروب إقليمية، فإن هذه الجهود ما زالت تصطدم حتى الآن بعناد تركي واضح، في محاولة لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة قبيل الدخول في أية تسويات من خلال المناورات السياسية المكشوفة.

ولفتت إلى أنه إذا كانت شهوة أردوغان لاستعادة أمجاد الدولة العثمانية البائدة، وتنصيب نفسه خليفة للمسلمين لا تتحقق إلا من خلال العزف على الوتر القومي والديني، فإنه بذلك يضع نفسه في مواجهة مع العالم الذي يحاول الخروج إلى آفاق الحريات الدينية والسياسية والديمقراطية والتكامل الدولي في مواجهة أمثاله من دعاة التعصب العرقي والديني والقومي.

وأكدت أن إصرار أردوغان على استمرار الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، واشتراطه إعادة إقليم ناجورنو كاراباخ إلى أذربيجان لوقفها يعنيان أنه هو من أعطى الأوامر ببدء الحرب، وهو الذي هيأ مستلزماتها ووقودها بإرسال آلاف المرتزقة التابعين له من شمال سوريا للقتال إلى جانب أذربيجان، وهو الذي بيده قرار الحرب والسلم في جنوب القوقاز، ما يعني أنه ماض في استفزاز روسيا التي يبدو أن صدرها بدأ يضيق منه، جراء سياساته الهوجاء التي تمس مصالحها القومية المباشرة في مجالها الحيوي، وفي كل من سوريا وليبيا أيضاً.

وقالت "الخليج" في ختام افتتاحيتها إن الحرب المستعرة بين أرمينيا وأذربيجان، التي يبدو أن حلها ليس قريباً طالما أن أردوغان يركب رأسه، قد تقود إلى حرب إقليمية فعلية؛ ذلك أن كلاً من روسيا وإيران المعنيتين بالمنطقة قد تضطران للدفاع عن مصالحهما في مواجهة التغوّل التركي، وهذا الأمر مرتبط بالمدى الذي يمكن لأردوغان أن يذهب إليه.