افتتاحيات صحف الإمارات

افتتاحيات صحف الإمارات

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 19 سبتمبر 2020ء) دعت افتتاحيات صحف الإمارات الصادرة اليوم إلى الالتزام بالقرارات الصادرة عن الجهات المختصة بمكافحة وباء " كوفيد - 19 " في الدولة والتي هدفها الأساسي الحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين والزائرين.

وأشارت في هذا الصدد إلى الإعلان عن بروتوكول تنظيم المناسبات الاجتماعية كون التجمعات وعدم مراعاة التدابير الوقائية فيها شكلت مؤخرا سببا في إعادة نشر العدوى من جديد بعد أن تمكنت الدولة بداية أغسطس الماضي من تسطيح المؤشر الوبائي لأقل النسب عالميا إصابة ووفيات.

كما سلطت الصحف المحلية في افتتاحياتها الضوء على استمرار "الجسر الجوي الإنساني" الذي أطلقته الدولة بتوجيهات القيادة الرشيدة لدعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة التي تعاني من جائحة " كورونا " ضمن مبادراتها التي تعكس أصالة النهج الإنساني في السياسة الإماراتية.

وتناولت الصحف أيضا جولة الحوار الرسمية التي انطلق بين وفدي الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في محاولة لحل الأزمة الأفغانية القائمة منذ أكثر من 19 عاما والتي أدت إلى مصرع عشرات الآلاف من المدنيين إضافة إلى دمار هائل في شتى أرجاء البلاد.

فمن جانبها وتحت عنوان " وقايتنا بالالتزام " كتبت صحيفة " الاتحاد " : " يفترض أن يدرك جميع أفراد المجتمع أن استمرار الحياة بشكلها الطبيعي الكامل، في ظل انتشار فيروس كورونا في العالم، أمر مستحيل، وكل ما يتم اتخاذه من إجراءات حاليا يضمن من جهة تحقيق التوازن بين الحفاظ على الصحة العامة بصفتها أولوية، ومن جهة أخرى تسيير الأمور المعيشية للأفراد وتحريك عجلة الاقتصاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن كل القرارات الصادرة عن الجهات المختصة بمكافحة الوباء في الدولة، وبتوجيهات من القيادة الرشيدة، هدفها الأساسي الحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين والزائرين، ما يوجب الالتزام بها لتخفيف الضغط عن الفرق الصحية والوبائية التي تعمل بكامل طاقتها منذ بداية الأزمة، على توفير الرعاية الصحية للمصابين وشمولية إجراء الفحوص التي تجاوزت 8 ملايين فحص.

ولفتت إلى أنه من هذا المنطلق، جاء بروتوكول تنظيم المناسبات الاجتماعية في الدولة، كون التجمعات وعدم مراعاة التدابير الوقائية فيها شكلت مؤخرا سببا في إعادة نشر العدوى من جديد بعد أن تمكنت الدولة بداية أغسطس الماضي من تسطيح المؤشر الوبائي لأقل النسب عالميا إصابة ووفيات.

وخلصت " الاتحاد " في ختام افتتاحيتها إلى أن الالتزام، هو سيد الموقف في ظل انتشار الوباء، والكمامة والتباعد الجسدي والنظافة الدائمة تشكل، حتى هذه اللحظة، العلاج في التعامل مع الفيروس الذي تسابق الإمارات ودول كثيرة الزمن من أجل الوصول إلى لقاح ناجع له، ينهي معاناة الإنسانية، ويعيد الحياة لطبيعتها كما عهدناها سابقا، وحتى يحصل هذا الأمر ليس أمامنا سوى الالتزام لحماية أنفسنا وعائلاتنا ومجتمعنا.

أما صحيفة " البيان " فكتبت تحت عنوان " الإمارات وطن الإنسانية " : " تستمر مسيرة الإنجازات والمبادرات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات على جميع المستويات، المحلية والإقليمية والدولية، وتتطور هذه المبادرات وتكبر وتتسع لتشمل ملايين البشر في مختلف دول العالم".

وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات التزمت منذ تأسيسها، بنهج العطاء الموجه للإنسانية جمعاء، خاصة في المحن والأزمات، وقد أكدت الأزمة التي خلقتها جائحة «كوفيد 19» على مستوى العالم، ثبات هذا النهج وفاعليته، حيث يتوالى «الجسر الجوي الإنساني» الذي أطلقته دولتنا، بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، منذ اليوم الأول لانتشار فيروس «كورونا» المستجد، في إمداد الدول المنكوبة بالوباء، بالمساعدات الطبية والإنسانية، التي وصلت إلى 1471 طنا، وطالت نحو 118 دولة، استفاد منها نحو مليون ونصف المليون من العاملين في المجال الطبي، ما ساهم بشكل فعال في مواجهة جائحة الفيروس التاجي المستجد على مستوى العالم.

ولفتت إلى أن مساعدات الإمارات تأتي استمرارا للدعم المستمر والعمل الدؤوب الذي تقوم به الدولة لتعزيز قدرات العاملين في المجال الطبي لمواجهة الجائحة، حيث تشتمل المساعدات خصوصا على معدات الحماية الشخصية، وأجهزة فحص كورونا «المسحات»، فضلا عن الأدوية والأجهزة الطبية، والمساعدات الإغاثية .

واختتمت " البيان " افتتاحيتها بالقول " إن استمرار تسيير الدولة للمساعدات الطبية إلى جميع مناطق العالم، بلا استثناء، على مدار الأشهر التسعة الماضية، يعد شاهدا على تبني القيادة الرشيدة للدولة نهج الوقوف بجانب الدول الشقيقة والصديقة في مختلف الظروف، لذا فإن الإمارات نالت بحق وسام وصفها بأنها « وطن الإنسانية »، وتعكس مبادراتها أصالة النهج الإنساني في السياسة الإماراتية، التي لطالما وقفت - قيادة وشعبا - إلى جانب الدول والشعوب في الأزمات والمحن.

وفي شأن آخر كتبت صحيفة " الخليج " تحت عنوان " تحديات الحوار الأفغاني " : " قد نكون أمام مشهد أفغاني جديد مع انطلاق جولة الحوار الرسمية بين الوفد الحكومي ووفد حركة طالبان، في حال اقتناع الطرفين بأن لا حل عسكريا للأزمة الأفغانية، القائمة منذ أكثر من 19 عاما، والتي أدت إلى مصرع عشرات الآلاف من المدنيين، إضافة إلى دمار هائل في شتى أرجاء البلاد التي تفتقد أساسا لكل أشكال الحداثة والتطور، ناهيك عن الفوضى العارمة في مختلف القطاعات الحياتية، وحالة الخوف من مستقبل غير معروف إذا ما فشلت المحادثات القائمة في التوصل إلى إيجاد مقاربة مشتركة لطريقة الحكم في بلد يخضع لنظام قبلي، من جهة يسعى لامتلاك أدوات الديمقراطية ممثلا بالحكومة الحالية، ويخضع من جهة أخرى لنظام ديني متخلف، لا يزال متمسكا بأفكار قرنوسطية حول إدارة البلد، متمثلا بحركة طالبان".

ولفتت الصحيفة إلى أن المحادثات انطلقت من منظورين مختلفين، ومشروعين متناقضين؛ أحدهما يتطلع للمستقبل، وآخر مشدود إلى الماضي، وعليهما التوصل إلى نقطة التقاء؛ لطي صفحة دامية من تاريخ أفغانستان، وهذا أمر يفترض تقديم تنازلات ليست هينة من الطرفين، وهو ما أدى إلى تأجيل الحوار بعدما كان من المقرر أن يبدأ فور اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان قبل سبعة شهور، والذي يقضي بسحب القوات الأمريكية في مايو/أيار 2021، بشرط التزام طالبان بضمانات أمنية محددة.

وقالت " كان واضحا لدى افتتاح المحادثات قبل ثلاثة أيام أن هناك هوة واسعة بين الجانبين تجاه القضايا الخلافية، فالوفد الحكومي الذي يترأسه عبدالله عبدالله طالب في الجلسة الأولى «بوقف العنف، والاتفاق على وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن»، مشيرا إلى أن هذا الطلب هو «أحد أهم الموضوعات التي تشغل بال المواطنين الراغبين في وقف الحرب بشكل سريع»، في حين لم يرد وفد طالبان برئاسة عبد الغني برادر على هذا الطلب؛ بل أكد أن طالبان «تريد أن تصبح أفغانستان مستقلة وموحدة، وخاضعة للشريعة الإسلامية بشكل متساو، وبكل مكوناتها القبلية والعرقية من دون أي تمييز».

وأضافت " من الواضح أن التحديات التي تواجه الحوار الأفغاني تبدو صعبة، فالخلاف واضح حول طبيعة النظام السياسي والحريات الشخصية، ومنها مسألة الديمقراطية والانتخابات وحقوق المرأة والمجتمع المدني، فالوفد الحكومي يضم أربع نساء من أصل 21 عضوا، فيما لا توجد أية سيدة ضمن وفد طالبان، وهذا مؤشر على نظرة الحركة إلى المرأة في المجتمع الأفغاني، وهذا ما أثار المخاوف من انهيار التقدم الهش الذي شهدته البلاد في مجال حقوق المرأة، ويتم التضحية به في سبيل تقدم المحادثات.

واختتمت " الخليج " افتتاحيتها بالقول " مهما تكن النظرة لهذا الحوار الصعب والشاق، والتوقعات الممكنة إزاء نتائجه، يبقى له رمزية خاصة كأول لقاء مباشر بين وفدي «الإخوة الأعداء»، لعله يكون بداية لنهاية حرب طويلة ومريرة، وإذا كان السلام يعني الطرفين فعلا، فقد حان الوقت لإثبات ذلك".