تقرير : العرس الإماراتي بين الماضي والحاضر

تقرير : العرس الإماراتي بين الماضي والحاضر

العين (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 22 أغسطس 2020ء) على مدى عقود طويلة توارثت العائلات تقاليد زواج خطها المجتمع منذ زمن البادية .و بعد مرور كل تلك السنوات لا تزال الكثير من طقوس الزفاف في المنطقة محافظةً على موروثها التقليدي الأصيل رغم ما فرضه نمط الحياة العصرية من تغييرات .

و تظل طقوس ليلة العرس و ليلة الحناء و مكسار العروس باقيةً ولم تندثر عند الكثير من العائلات في العديد من مناطق الدولة.

ويعد المهر من الشروط الأساسية لقيام أي زواج .فقد جرت العادة لدى بعض العائلات أن يكون المهر في شكل مبلغ كبير من المال يدفعه المعرس إلى والد العروس أو بتقديم مجموعة من الأغنام أو الجمال، أو إهداء حلي من الذهب من طبلة أو مرية..وتجهيز العروس بكل ما يلزمها من ذهب و ثياب و عطور و شيل و غيرها.

وعادةً ما توضع الزهبة في غرفة العروس وسط صندوق يطلق عليه اسم "المندوس "حيث تجد فيه المخاوير و المزارية و دهن العود و الزعفران و العنبر و النيل الهندي وبو قفص .

كما أن المعرس مطالب أيضًا بتقديم "مير العرس" لأهل العروس وهو عبارة عن أغنام و سكر و شاي، و مواد غذائية كالأرز و الطحين.

وجرت العادة ألا يقدم "المير" في أي يوم، بل يتوجب فعل ذلك يوم الإربعاء عصرًا وسط أجواء احتفالية من الغناء و التصفيق ويسير الموكب إلى أن يصل إلى بيت العروس حيث يستعد الجميع لاستقبال ضيوفهم من خلال تحضير أطيب الولائم و أشهاها.

وهو تقليد عريق يقضي بإلباس العروس مجموعةً كبيرةً من الحلي و الذهب حيث يوضع على رأسها و أذنيها مثلاً الكواشي و الطاسة والشغاب والشفاق بينما يحلّى الصدر بالمرية و المرتعشة و أم مفروقة. و تزين اليدان بحلي حب الهيل وأم المشاخص و أبو شوك أما فيما يتعلق بالخصر و بالأصابع، فعادةً ما يتم ترصيعها بحزام من الذهب و قطع متميزة من الخواتم المرامي والجبيرة والشاهد وغيرها .

وعادةً ما تبدأ العروس استعداداتها بشكل مبكر .فقبل 40 يومًا من موعد الزفاف تقوم الأم أو إحدى القريبات أو "الماشطة" بإعداد قناع "الورس" وهو عبارة على نبات عشبي يعرف بتأثيره الإيجابي على البشرة لما يضفيه عليها من نعومة .كما يتم دهن الشعر بالمحلب ويتم تغطية العروس بشيلة أو خمار أسود شفاف.

عادةً ما تحنى العروس في ليلتي الإربعاء والخميس في القدمين و اليدين وتقوم " الحناية" برسم النقوش بالكف على شكل "كشتبا" ويحنى المعرس "الغمسة".

نوع قديم من القماش يستعمل في أشرعة السفن يصنع به خيمة تجتمع تحتها مجموعة من النسوة من أهل العروس لعرض الزهبة والهدايا أمام المدعوات و حظي هذا التقليد باهتمام كبير قديما حيث كانت التحضيرات تستلزم أسبوعًا كاملًا تجتمع خلالها نساء الحي تحت المكسار من أجل تجهيز لوازم العروس من ملابس و بهارات و مستحضرات تجميلية وأدوات منزلية.

ويقوم أهل العروس باستضافة المعرس سبعة أيام بلياليها تقام خلالها احتفالات الزواج قبل أن تتم مراسم الزفة إلى منزل الزوج ليلة الجمعة بعد عقد القران.

وتبرز خلال هذه المناسبة أواصر الروابط و التضامن التي يتسم بها المجتمع الإماراتي حيث يقوم الأهل و الأصدقاء بالمساعدة في إتمام مراسم الزواج و كل ما يسبقه من تحضيرات علاوةً على ما يقدمونه من هدايا و ذبائح وتسمى "العينية" . ولاتزال الكثير من العائلات تحرص على مصاهرة الأقارب لإيمانها الراسخ بأهمية النسب في توطيد الروابط الأسرية و تمتين الصلة بينها .

واتسمت الأعراس الإماراتية بعروضها الفنية المميزة ومن أشهرها رقصة العيالة التي عادةً ما تؤدى خلال احتفالات أهل العروس و فيها يصطف ما يقارب من سبعين مؤديا في صفين متقابلين يقومون بالرقص و الغناء الجماعي على نغمات الدفوف والطارات والطوس.

أما في موكب الزفة، فتقام رقصات أخرى على مثل الليوا و المالد والمناهيل .

وكانت الأعراس في الإمارات فرصةً فريدةً لتناول أشهى مأكولات المطبخ الإماراتي الأصيل حيث جرت العادة أن يتم تقديم طبق الهريس .كما يحظى الضيوف بمأكولات مثل الفقاع والمرقوق والخبيص والحلوى المصنوعة من النشاء والذي يتم تحضيره بلباب البر مع السمن والسكر حتى يغلى و يقدم قبل ليلة الزفاف.

وفي الماضي أيضا كانت العروس الإماراتية تسكن مع أسرة زوجها في بيت واحد حيث تعد لها غرفة خاصة تكون مجهزةً بصندوق لوضع الثياب ومرآة ومبخرة وبعض العطور. أما في فصل الصيف فيخصص لها عريش يتكون من جريد النخل وسعفه و يكون عادةً مفروشًا ومزينا بالحصير و مجهزًا بسرير من الخشب.