مزار يحمل اسم آيا صوفيا في ريف حماة بعد أيام من تحويل الصرح الأثري إلى مسجد

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 29 يوليو 2020ء) محمد معروف. أعلن قائد الدفاع الوطني بمدينة السقيلبية في ريف حماة السورية، نابل العبد الله، عن مبادرة لبناء مزار في المدينة يحمل اسم آيا صوفيا، فيما جاء ذلك بعد أيام قليلة من رفع آذان صلاة الجمعة في الكاتدرائية التاريخية بمدينة اسطنبول التركية​​​.

وقال العبد الله، في تصريح لوكالة سبوتنيك، "البناء هو عبارة عن كنيسة رمزية صغيرة المساحة لا يتجاوز طولها 4 أمتار وعرضها 4 أمتار، أي عبارة عن مزار صغير لإظهار صورة سوريا الحقيقية كونها مهد للتعايش والحضارات والثقافة خاصة بهذه المدينة التي استقبلت أكثر من 4000 لاجئ من إدلب (شمال غرب سوريا) الذين هربوا من وجه الإرهاب".

وهاجم العبد الله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، متهما إياه بحمل أفكار تناقض قيم التسامح والوطنية، والعودة للتاريخ العثماني الملئ بالدماء، مشددا على أن "أردوغان، الذي يريد دخول الاتحاد الأوروبي، وهو نفسه الذي قصف مدينتنا السقيلبية بـ 7000 صاروخ ما أدى إلى مقتل 160 شخصا".

وأوضح عبد الله أن "الكنيسة أو المزار المقرر بناؤه لا يشبه آيا صوفيا إلا بالاسم. وستبنى في أرض تعود ملكيتها له وبجهد فردي" .

واستطرد قائد الدفاع الوطني بمدينة السقيلبية، قائلا "عضو  مجلس الدوما الروسي، فيتالي ميلونوف سمع بالفكرة وأعلن دعمه لها، وشجعها كما بارك هذه الخطوة البطريرك، يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، والبطريرك إفرام الثاني بطريرك السريان للروم الأرثوذكس، وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا".

وأضاف "نحن في هذه المدينة المتاخمة للإرهاب والتي استطاعت بفضل التضحيات ومساعدة الجيش السوري الحفاظ على لونها كما حافظت باقي الأطياف السورية على الاستمرار بالحياة الطبيعية".

وختم عبد الله بالقول ان "تاريخ إنهاء العمل بالكنيسة سيتزامن مع تاريخ تحويل، أردوغان إلى مسجد لتصبح ذكرى سنوية إضافة إلى أننا سنقيم فيها صرحا لشهداء المدينة والشهداء الروس في سوريا".

يشار إلى أن آيا صوفيا تأسست في عهد الإمبراطور البيزنطي جستنيان وتم افتتاحها في 27 كانون الأول/ديسمبر عام 537 ميلادية. وظلت هذه الكاتدرائية المعبد الأكبر في العالم المسيحي على مدى أكثر من ألف عام.

وبعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية وسقوط الإمبراطورية البيزنطية عام 1453 للميلاد، تم تحويل الكاتدرائية إلى مسجد، ولكن منذ عام 1934، تحول (مسجد آيا صوفيا)، بموجب مرسوم أصدره مؤسس الدولة التركية الحديثة، كمال أتاتورك، إلى متحف وأدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

ويوم الجمعة الماضي رفع الرئيس التركي الأذان في آيا صوفيا، حيث أقيمت صلاة الجمعة الأولى منذ عام 1934.

جاء ذلك بعدما ألغت المحكمة الإدارية العليا في تركيا، في 10 تموز/يوليو الجاري، مرسوم مؤسس الدولة التركية الحديثة. وعقب قرار المحكمة مباشرة وقع الرئيس أردوغان مرسومًا بتحويل المتحف إلى مسجد وبدء صلوات المسلمين هناك.

ودعت عدة دول أنقرة للتراجع عن القرار. ويوم الجمعة، اعتبرت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية أن قرار تحويل كاتدرائية "آيا صوفيا" من متحف إلى مسجد، قرار متسرع وذو دوافع سياسية.