منطقة النفوذ الأميركي شرق الفرات تحتل الأولوية في اجتماع أستانا غدا – نمرود سليمان

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 24 أبريل 2019ء) اعتبر المحلل السياسي، عضو وفد المعارضة السورية السابق، نمرود سليمان، أن الدول الضامنة لـ أستانا تعتبر منطقة الشمال الشرقي في سوريا أولوية لها الآن لأنها منطقة النفوذ الأميركي الذي لا يرضي أي من الدول الضامنة الثلاث.

وقال سليمان، في حديث مع وكالة "سبوتنيك" اليوم الأربعاء، حول توقعاته لاجتماع أستانا غدا والأولويات التي سيناقشها: "الثلاثي الأستاني (تركيا وروسيا وإيران) أولويتهم الآن متعلقة فقط بالشمال الشرقي، أي بالمحافظات الثلاث الحسكة والرقة ودير الزور أي بمعنى آخر بالمنطقة التي تحت السيطرة الأميركية، وهذا لا يعني انهم لا يهتمون بادلب و لكن بالنسبة لهم أدلب ليست أولوية"

وأما الأسباب التي لا تجعل من ادلب أولوية الآن فبينها السياسي السوري المعارض بالقول " لأن ادلب واضحة المعالم السياسية والاقتصادية والعسكرية والديموغرافية، فهي واقعة تحت سيطرة النصرة وتقع على الحدود التركية ويمكن القضاء عليها بسهولة، ولكن الأولوية الأولى هي الشمال الشرقي، ومن هنا تم تأجيل قضية من أيلول السنة الماضية إلى هذه اللحظة​​​."

وأوضح سليمان، لماذا تعتبر منطقة شرق الفرات أولوية للدول الثلاث بأن " اردوغان ليست لديه مشكلة إلا الأكراد وهم متواجدون بالشمال الشرقي وخاصة في محافظة الحسكة، واردوغان شغله الشاغل وأولويته الأولى هي الأكراد وهم متواجدون في منطقة النفوذ الأميركي"، مضيفا " كذلك لروحاني وإيران الشمال الشرقي أولويتهم الأولى، فهم متواجدون في العراق وعلى الحدود السورية العراقية وهناك بعض الأخبار تقول ان الأميركان يريدون السيطرة على البوكمال والميادين، لأنهم يريدون قطع الطريق الواصل من إيران إلى العراق إلى سوريا إلى لبنان، وعندما يكون الأميركان متواجدين في هذ

ه المنطقة يشكلون خطرا أساسيا على إيران وخاصة في هذه المرحلة التي فرضت فيها عقوبات عليها، الأولوية بالنسبة لإيران هي منطقة النفوذ الأميركي في هذه المحافظات الثلاث وليست إدلب".

وأوضح أن " الروس أيضا أولويتهم هي الأمريكان، فالنسبة لهم من السهولة القضاء على ادلب ولكن المشكلة هي في مناطق النفوذ الأميركي، وإذا لم تحل هذه العقدة لا يمكن الحل والاستقرار في سوريا، لذلك الاستانيون همهم الوحيد هو كيف العمل على حل مشكلة شرق الفرات كأولوية، وعندما أقول أولوية هذا لا يعني انهم غير مهتمون بادلب، من هذا المنطلق ذاهبون إلى اجتماع الغد في نور سلطان وسيتم بحث هذه المواضيع".

وتوقع السياسي المعارض أن تكون هناك صفقة قد تمت بين ضامني أستانا والجانب الأميركي بخصوص مسألة تشكيل اللجنة الدستورية مستندا بذلك إلى أن "هناك بعض الأخبار تقول ان [ المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا]، جيمس جيفري سيجتمع مع المبعوث الأممي بيدرسون في جنيف، وبيدرسون سيغادر غدا إلى نور سلطان، وربما حدثت صفقة بين الأميركان وضامني أستانا لحلحلة اللجنة الدستورية، فتقريبا اللجنة الدستورية أصبحت شبه جاهزة وهذا يعني انه بدأ الحل السياسي".

وأوضح انه " من المؤكد انه عندما يجتمع المبعوث الأميركي ببيدرسون قبل بدء اجتماع أستانا، فهذا له مدلوله في هذه المرحلة، هناك تنازل من الجميع بخصوص اللجنة، وهذا التنازل ثمنه صفقة اقتصادية تتعلق بالنفط بسوريا وبالوضع الاقتصادي."

وختم سليمان حديثه بالقول "الجميع يعلم انه بدون الاتفاق الأميركي الروسي لا يمكن حل القضية السورية، والعلاقة الآن بين أميركا وروسيا علاقة ضبابية ولكن هناك بعض الإشارات يستنتج منها انه حدث نوع من التقارب على مستوى الملف السوري".