السفير السوري في لبنان لـ"سبوتنيك": الحل السياسي يجب أن يترافق مع الحسم العسكري ضد الإرهاب

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 13 أبريل 2019ء) اعتبر السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أن الحل السياسي في سوريا يجب أن ترافق مع الحسم العسكري ضد الإرهاب، لافتاً إلى أنه برغم العراقيل التي يواجهها اتفاق سوتشي بشأن الوضع في إدلب من الجانب التركي، إلا أن ثمة تفاؤلاً في أن سوريا و حلفاءها سيصلون إلى "حلول منطقية" تستند إلى استثمار الانتصارات التي تحققت على الأرض.

وقال السفير السوري، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، إنه "برغم الاطار الدبلوماسي" الذي حرص عليه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان خلال مؤتمرهما الصحافي الذي أعقب لقاءهما الأخير، فإنّ "من نثق به ويعنينا هو الرئيس بوتين الذي اشار إلى أن إتفاق سوتشي ما زال يواجه تطبيقاً متعثراً وعرقلة معروفة الجهة التي تقوم بها، أو دعنا نسميها الترجمة غير المستجيبة، إذا اردنا استخدام التعابير الملطفة والدبلوماسية بدل اللغة الصدامية أو التشاؤمية"​​​.

وأضاف أن "سوريا، على مستوى الرئاسة وكل الجهات المعنية في الدولة، جاهزة للوصول إلى نتائج تكون قطافاً للإنجاز الذي حققه الجيش والشعب الحاضن لهذا الجيش، والقيادة برؤيتها المتمسكة بالسيادة وكل الأطر التي توصل إلى أقرب الطرق إلى الانجاز وبالتالي إلى الحل السياسي المبني على الانتصار على الارهاب، لأنه من دون ذلك يصبح الكلام بلا مضمون".

وشدد السفير السوري على أن "سوريا، والرئيس (بشار) الأسد، وكل الغيورين على السيادة السورية ووحدة التراب السوري معنيون بتحقيق هذه النتائج، فالسيادة ليست شعاراً بل تطبيقاً، وبالتالي فإنني لا استطيع أن اصدّق الرئيس التركي إذا لم يقترن كلامه بترجمة على أرض الواقع، لافتاً إلى انه "بطبيعة الحال، فإنّ الضمانة والمصداقية هما عند الحليفين الروسي والإيراني وكل الذين تعنيهم السيادة حقيقةً".

ورأى علي أن "سوريا قدّمت ما يجب أن تقدّمه، والأصدقاء الروس يدركون ذلك، والمهم هو كيفية التفاعل للبناء على الانتصار وتذليل العقبات، أخذاً بالاعتبار وجود مصالح اقتصادية وامنية وسياسية بين روسيا وتركيا، ناهيك عن دخول اميركا على الخط لجهة زيادة العقوبات ومحاولة إيجاد المشاكل واستغلال حاجات تركيا في هذا الجانب أو ذاك"، مشدداً على أن الحراك السياسي "لا يجب أن يكون على حساب نجاحات كبيرة تحققت بتحالف روسي-سوري-ايراني".

ولفت السفير الروسي إلى أن "الرئيس بوتين أشار إلى إدلب في مؤتمره الصحافي باعتبارها بؤرة إرهابية لا مصلحة لروسيا ولا لسوريا ببقائها على هذا النحو، ونحن نرى أن لا مصلحة في ذلك أيضاً لتركيا في تبني مجموعات لا تشكل مصدر أمان لها، وإن كان يمكن ان يستثمروا فيها، وفق قراءة أردوغان راهناً أو مرحلياً".

واعتبر السفير السوري أن "الانتصار على الارهاب واستئصاله جزء أساسي في أي حل، حتى لا تذهب كل الجهود التي قامت بها سوريا وجيشها وشعبها ومؤسساتها، وما قدمه الحليفان الروسي والإيراني من دعم".

وشدد السفير السوري على ضرورة "مواجهة الحصار الاقتصادي الاميركي الأوروبي لكونه يستهدف تفويت الفرصة على  النجاح الذي حققه التحالف في مواجهة الارهاب من جهة، واستمرار الخطر الارهابي على سوريا والعالم من جهة ثانية".

وحول آفاق الحل السياسي في إطار عملية آستانا، قال السفير السوري "أرى بعين متفائلة أن سوريا ومعها حلفاؤها، وروسيا في المقدمة، سيصلون إلى حلول منطقية تستند إلى استثمار الانتصارات التي نجحنا فيها أمام ارهاب معولم، استقوى بكل الجنسيات التي استطاعوا أن يحضروها، ووظف فيها المال السياسي والاستخبارات والنفوذ الذي تمتلكه الإدارة الاميركية لدى حلفائها والدول المنقوصة السيادة التي كانت تتلقى املاءات ومطالب، وتنفذها مع أنها عكس مصالح شعوبها، وحتى مصالحها كأنظمة".

وأضاف "نحن نرى أن اللجنة الدستورية ستتشكل وبالتالي يجب أن يكون صوت السيادة واحترام الشرعية ووحدة التراب السوري والإصغاء لما يمثله ضمير سوريا حاضراً، والذي جسده الجيش الذي افتدى هذه الأرض وبقي موحداً، وعلى رأس هذا البنيان ككل، رجل بغيرته وتفانيه وصلابته، أعنى الرئيس الأسد... كل هذا بتقديري مأخوذ في الاعتبار، ونحن نرى أن اللجنة الدستورية المسؤولة والمتوازنة هي قيد التشكل، وإن كانت هناك عراقيل تضعها قوى لمآربها التي لا نتسجم مع هذه العناوين التي أشرت إليها في السيادة واحترام المعايير الواضحة في مواجهة الإرهاب".

واعتبر السفير السوري أن "الحل السياسي يجب أن يكون وفقاً لما تفرضه حقائق الأرض ومصلحة السوريين، وهو يجب أن يكون قرار السوريين في ما بينهم، وليس إملاءات خارجية، مع احترامنا لقرارات الشرعية الدولية، كالقرار 2254، باعتباره ارضية ومرجعية، بالإضافة إلى مسار استانا ودور القيادة الروسية، الذي يعد عاملاً أساسياً وضرورياً".

وشدد السفير السوري على ضرورة أن "يتلازم الجانب السياسي، أي المصالحات والتسويات، مع الحسم العسكري، ولكن يجب أن تكون هناك جدية مضمونة من الجانب الروسي تجاه تركيا، لأن المجموعات الإرهابية، بكل مسمياتها، هي مواليد الدعم التركي والرعاية التركية. لذلك، فإنّ سوريا متعاونة جداً مع الأصدقاء في روسيا، ولكن يجب أن تكون هناك لغة واضحة، وأن تعطى عملية التسوية مدى محدداً وغير مفتوح، لأن هذا الجيب الكبير يشكل تحدياً كبيراً، فالإرهاب الذي تجمع في إدلب يشكل خطراً على النجاحات التي تحققت في سوريا، وارتداداته خطيرة جداً على الجوار، وأيضاً على روسيا، التي

حدودها ليست بعيدة، وكذلك على تركيا التي تتخوف من هذه الارتدادات، وقد يكون هذا عنصر اقناع في يد المحاور الروسي في الشراكة في استانا أو في الثنائية الروسية – التركية.