43 دولة معنية بأزمة الأطفال في مناطق النزاع في سوريا – مسؤول أممي لـ"سبوتنيك"

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 11 مارس 2019ء) أكد المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خيرت كابالاري وجود 43 دولة معنية بحل أزمة الأطفال في مناطق النزاع في سوريا، معربا عن استعداد المنظمة الأممية للمساعدة عبر برامجها في إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال.

وقال كابالاري، رداً على سؤال لوكالة "سبوتنيك" حول ما يسمّى بظاهرة "أطفال داعش" خلال مؤتمر صحافي اليوم الاثنين في الذكرى الثامنة لبدء النزاع في سوريا، إن "ما نعلمه اليوم، ثمة 43 دولة معنية بمشكلة الأطفال من الجنسيات الأجنبية، وبعض هذه الدول لديها عدد كبير من هؤلاء الأطفال، والبعض الآخر عدد قليل، ولا سيما في منطقة شمال سوريا"​​​.

ولفت كابالاري إلى أنه "من المهم الإشارة إلى أننا غير قادرين حالياً على الوصول إلى كلٍّ هؤلاء الأطفال من الجنسيات الأجنبية، ولهذا السبب فإننا نجدد مطالبتنا بإتاحة المجال للتواصل مع كل طفل وطفلة".

وأضاف "ما شاهدناه خلال السنوات الماضية، وبشكل خاص في الأشهر الماضية، حيث تزايد الاهتمام بهذه الفئة من الأطفال وأمّهاتهم، هو أن بعض الدول بدأت في تحمّل مسؤوليتها - ولا بد من التأكيد هنا أن هذه مسؤولية ذات أولوية خاصة للبلدان الأصلية - وقد تم تحقيق بعض النجاحات بالنسبة إلى بعض الأطفال في ما يتعلق بإعادة التأهيل، ولكنها هذا لم يشمل إلا عدد قليل".

وأشار كابالاري إلى أن "عدداً من الدول تعهدت باستعادة هؤلاء الأطفال إلى وطنهم، ولكن  هذه عملية معقدة، وبالتالي فإننا نقدّر بعض الخطوات التي اتخذتها بعض الدول، ولكن تقديرنا سيكون أعظم في حال تمّ إيجاد حل لكل طفل".

وحول الدور الذي يمكن أن تقوم به "اليونيسيف" في إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال، قال كابيلير إن "من المهم التأكيد، قبل أيّ شيء آخر، على أن هؤلاء أطفال وليسوا إرهابيين، وعلينا العمل على هذا الأساس، ونحن طوال السنوات الماضية عملنا مع أطفال انخرطوا أو كانوا ضحايا نزاعات مسلّحة، وحققنا نجاحات في إعادة دمجهم في بيئتهم وعائلاتهم، وبالتالي، فمن وجهة اليونيسيف، ثمة حاجة إلى إتاحة مستقبل مشرق لهؤلاء الأطفال، ولكننا نحتاج إلى رؤية تحمّل للمسؤوليات، ولا سيما معالجة أوضاعهم في مخيمات اللجوء، حيث يعيش الأطفال في ظروف قاسية".

وكمثال على ذلك، أشار مخيم "الهول" في مدينة الحسكة حيث يعيش حالياً أكثر من 65 ألف لاجئ، ما يتجاوز ثلاث أضعاف قدرتهم الاستيعابية المحددة بنحو 20 ألفاً، مشيراً إلى أن "واقعاً كهذا يقف عائقاً أمام أية جهود لتأمين مستقبل طبيعي للأطفال لكي يعيشوا بسلام".

جدير بالذكر أن ظاهرة "أطفال داعش" أو "أطفال الخلافة" تطلق على أولئك الأطفال الذي ولدوا خلال السنوات الأخيرة في مناطق سيطرة التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.

ولا توجد إحصائيات دقيقة حول أعداد هؤلاء الأطفال، ولكنّ تقريراً صدر في آذار/مارس 2016 عن مؤسسة "كيليام" وهي مؤسسة بحثية تعنى بقضية التطرف الإسلامي مقرها لندن، أشار إلى أن 31 ألف امرأة حملت في الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول) في الفترة ما بين الأول من آب/أغسطس 2015 و9 شباط/فبراير 2016.