الجهيناوي: وزراء الخارجية العرب سيبحثون عودة سوريا للجامعة العربية خلال اجتماعاتهم المقبلة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 26 كانون الثاني 2019ء) أكد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أن موضوع عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية أمر يقرره العرب في اجتماعاتهم المقبلة، لافتاً إلى أن بلاده تستضيف القمة العربية نهاية آذار/مارس المقبل وسوف يقرر وزراء الخارجية العرب ما يريدونه حول ذلك.

وقال الجهيناوي إجابة عن سؤال حول عودة سوريا للجامعة العربية، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في تونس اليوم السبت، "رجوع سوريا من عدمه للجامعة العربية ليس قرارا تونسيا، وإنما قرار يهم الجامعة العربية التي ارتأت عام 2011 تعليق عضوية سوريا في الجامعة والمؤسسات العربية"​​​.

وأضاف الجهيناوي "تونس سوف تحتضن القمة العربية في 31 آذار/مارس المقبل، ووزراء الخارجية العرب سيقررون ما يريدونه بالنسبة لسوريا"، لافتا "ما يهمنا في تونس هو أمن سوريا وخروجها من أزمتها، ووحدة سوريا الوطنية والمحافظة على الدولة السورية، وكل ما يدعم ذلك فنحن معه".

وتابع الجهيناوي "موضوع عودة سوريا للجامعة العربية قرار يأخذه العرب مجتمعون، في اجتماعاتهم المقبلة، وهم من يقرر كيفية رجوعها، ومتى ترجع، وبأي صفة".

وشدد وزير الخارجية التونسي "على المستوى الثنائي، سفارة تونس مفتوحة في سوريا، في مستوى قائم بالأعمال أي في مستوى قنصل، يقوم على رعاية التونسيين الموجودين هناك"، مؤكدا "نتابع ما يجري في سوريا، ولكل حادث حديث، وكلما تقدمت نحو مزيد من الاستقرار وسلامتها الترابية، وسوريا دولة مهمة وأساسية في الوطن العربي، وموقعها الطبيعي أن تكون على الساحة العربية".

كان مجلس الجامعة العربية قد علق، في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2011، عضوية سوريا نتيجة لضغوط عدة مارستها دول عربية، لا سيما الدول الخليجية، على خلفية الموقف من الصراع الدائر في هذا البلد، بعدما حملت الحكومة السورية المسؤولية عن مقتل مدنيين.

ومنذ بدء الصراع في سوريا، أغلقت دول عربية عدة سفاراتها في دمشق، أو خفّضت علاقاتها مع الحكومة السورية، ولكن دعوات عدّة برزت في الأشهر الأخيرة لاستئناف العلاقات واستعادة سوريا بالتالي عضويتها في جامعة الدول العربية. وأعادت الإمارات افتتاح سفارتها في دمشق الشهر الماضي، فيما قام الرئيس السوداني، عمر البشير، بزيارة لدمشق، في الشهر ذاته، التقى فيها الرئيس السوري بشار الأسد، فيما تمثل الزيارة الأولى لزعيم عربي للبلاد منذ اندلاع الأزمة السورية.

ومن جهته قال لافروف، خلال المؤتمر الصحافي، "بحثت مع وزير الخارجية التونسي كذلك الملف الليبي وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب"، متابعا "مثلما تحدثت في الجزائر والمغرب فإنني تحدثت مع الأصدقاء التونسيين عن ضرورة العمل لعودة سوريا إلى الجامعة العربية".

وأضاف وزير الخارجية الروسي "نقدر الدعم الذي أظهره الأصدقاء التونسيون تجاه جهود روسيا في إطار صيغة أستانا للتسوية في سوريا"، متابعا "أنا متأكد من أن تونس مهتمة بعودة اللاجئين السوريين الذي وجدوا المأوى في تونس إلى ديارهم ووطنهم في أقرب وقت ممكن، ونحن نقوم بكل ما في وسعنا من أجل خلق الأوضاع الملائمة لعودة اللاجئين".

ولفت لافروف "بحثت مع وزير الخارجية التونسي العلاقات الثنائية والتعاون التجاري بين تونس وروسيا وكيفية تطويره"، موضحا "الزملاء التونسيون يرون أن هناك عدم تكافؤ بين البلدين في هذا وسنعمل في اتجاه تحسينه خلال أعمال اللجنة المشتركة التي ستنعقد قريبا".

من جهته، قال الجهيناوي "اتفقنا على عودة اللجنة المشتركة التونسية الروسية خلال النصف الأول من هذه السنة، قبل حزيران/يونيو لبحث كافة الملفات من بينها الميزان التجاري، ودعوة الشركات الروسية التي نفتح أمامها المجال للمشاركة في إنجاز المشاريع المدرجة في مخطط التنمية التونسي".

وأعرب الجهيناوي عن سعادته باستقبال لافروف، قائلا "سعيد جدا باستقبال وزير الخارجية الروسي والزيارة تأتي في إطار التشاور السياسي بين البلدين"، متابعا "ركزنا في النقاشات هذا الصباح على دعم العلاقات التونسية الروسية، واستعرضت التحديات في الجانبين الاقتصادي والأمني".

وأضاف الجهيناوي "الميزان التجاري بين تونس وروسيا به خلل كبير، حيث نستورد بقيمة مليار و400 مليون دينار [نحو 463 مليون دولار أميركي] ونصدر 61 مليون دينار فقط".

وتعد هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها لافروف إلى تونس منذ عام 2014.