دمشق وموسكو تؤكدان على وحدة الأراضي السورية وتعزيز العلاقات في المجالات كافة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 07 سبتمبر 2020ء) أكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أن الوفد الروسي الذي يزور دمشق، برئاسة نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف، ومشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ناقش مع الرئيس بشار الأسد تعزيز التعاون في مجالات عدة، أبرزها العسكرية والاقتصادية والسياسية.

وقال المعلم في مؤتمر صحافي مشترك جمعه ببوريسوف، ولافروف في دمشق اليوم الاثنين، "أجرى الوفد لقاء بناء ومثمرا مع الرئيس الأسد شمل التعاون السياسي والوضع في سوريا والمنطقة"​​​.

وأضاف "الزيارة هي انعكاس لعمق العلاقات القائمة بين البلدين"، مؤكدًا "مستقبل العلاقات الثنائية واعد ومبشر بالخير".

من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي، أن هناك قوى خارجية تسعى لتمرير أجندات انفصالية، و"خنق الشعب السوري"، من خلال العقوبات الأحادية، لافتًا إلى أن موسكو تؤكد على سيادة الدولة السورية.

وقال لافروف "ليست كل القوى الخارجية راضية عن التطورات الإيجابية بسوريا وتحاول تمرير أجنداتها الانفصالية وخنق الشعب السوري من خلال العقوبات أحادية الجانب".

وأضاف "زيارتنا لدمشق مكرسة لمناقشة الأفق المستقبلية لتطوير العلاقات الثنائية في ضوء التطورات في سوريا والمنطقة والعالم"، مؤكدًا أن "الميزة الأهم للمرحلة هو أن سوريا بدعم من روسيا انتصرت في حربها على الإرهاب".

ولفت لافروف إلى أن "المعلم و(نائب رئيس الوزراء الروسي) بوريسوف ناقشا بشكل مفصل أولويات تعاوننا التجاري والاقتصادي"، مؤكدًا أنه "في إطار المناقشات المطولة مع الرئيس الأسد ناقشنا الوضع الراهن في سوريا واتفقنا أن الوضع ميدانيا هو هدوء نسبي وعلى السوريين توحيد صفوفهم داخليا".

وأوضح لافروف، أن الوفد الروسي "أكد مجددا الالتزام الصارم بسيادة سوريا وسلامة ووحدة أراضيها"، مضيفًا "السوريون وحدهم هم من يقررون مصيرهم".

من جهته، قال بوريسوف "نحظى بعلاقات شراكة وصداقة بين سوريا وروسيا ونبذل الجهود لتعزيزها عسكريا وسياسيا واقتصاديا".

وأضاف "أجرينا مباحثات بناءة ومفيدة مع رئيس الحكومة الجديد وبحثنا سبل تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي".

وتابع بوريسوف "نعمل بنشاط في إطار اللجنة السورية الروسية المشتركة".

وحول صياغة الدستور الجديد، أكد المعلم، أنه لا يوجد جدول زمني لصياغة الدستور الجديد، لافتًا إلى أنه شأن يتوصل إليه أعضاء اللجنة الدستورية من الجانبين.

وقال المعلم إن "الدستور يحتل قدسية خاصة للشعب ويجب أن ينجز بما يحقق مصلحة السوريين".

وتابع "ما يتعلق بالدستور القادم فهذا شأن ما يتوصل اليه أعضاء اللجنة الدستورية من الجانبين، إذا كانوا يريدون تعديل الدستور القائم أو إنتاج دستور جديد"، مؤكدًا أنه "في كلا الحالين المنتج سيعرض على الاستفتاء الشعبي".

وأضاف "ستجري انتخابات رئاسية في سوريا حرة ونزيهة وكل من تتوفر به شروط الترشح بإمكانه أن يترشح"، مؤكدًا "نحن في سوريا لا ندعم أي اتفاق يتعارض مع الدستور السوري".

وفي سياق متصل، كشف وزير الخارجية الروسي، عن اختلافات بين موسكو وأنقرة وطهران في كيفية سير الأزمة السورية، مؤكدا في الوقت ذاته أن الدول الثلاث تجمعهم "السعي الصادق" لمنع تكرار سيناريو العراق وليبيا.

وأضاف أن "وجود إيران في سوريا متعلق بالإرادة السيادية للحكومة الشرعية السورية".

وأردف "تعاوننا مع تركيا بمنطقة إدلب لخفض التصعيد هو أهم مجال لتعاوننا وتم التوصل لاتفاقات أهمها الفصل بين المعارضة المعتدلة والمتطرفين وتأمين الطريق (إم 4)".

وتابع "كل المواثيق والوثائق الخارجة عن مسار أستانا تنص حرفيا على التزام روسيا وتركيا بسيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية".

واستطرد قائلا "الأراضي تحت سيطرة الحكومة السورية اتسعت مساحتها بشكل ملحوظ بعد توقيع الاتفاقية الروسية التركية".

وحول مسار أستانا، أكد لافروف أن "مسار أستانا تبلور عندما امتنعت الأمم المتحدة عن اتخاذ خطوات ملموسة بالملف السوري".

من جهته أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أنه "لا ربط بين التعاون الاقتصادي والعلاقات السياسية بين روسيا وسوريا وهي تتطور فيما يحقق المصلحة العامة للشعبين".

وحول التعاون في مجال الطاقة، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، أن مشروع الاتفاقية الجديدة بين سوريا وروسيا تضم أكثر من 40 مشروعاً جديداً في مجال إعادة إعمار قطاع الطاقة، مشيرًا إلى أن معاناة السوريين تأتي بسبب الحصار الاقتصادي وقانون قيصر الأميركي، ويتم العمل على "خرق" هذا الحصار.

وقال بوريسوف إن "مشروع الاتفاقية الجديدة بين سوريا وروسيا تضم أكثر من 40 مشروعًا جديدًا في مجال إعادة إعمار قطاع الطاقة".

وأضاف "للأسف الشديد معظم حقول النفط والغاز خارج سيطرة الحكومة السورية ما يمنعها من استئناف استخراج النفط"، كما أشار أيضًا إلى أن الأمر نفسه ينطبق على محاصيل زراعية مثل القمح كانت سوريا تصدرها والآن تستوردها.

وتابع "حققنا إنجازات هامة في اللجنة المشتركة السورية الروسية كتطوير ميناء طرطوس".

وأوضح أن "الشعب السوري لا يشعر بالتحسن بسبب الحصار الاقتصادي وقانون قيصر بجانب أزمة وباء كورونا"، مشيرًا إلى أن بلاده سوف تتعاون مع سوريا من أجل "خرق" هذا الحصار.

وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، أكد اليوم الإثنين، في لقاء مع بوريسوف، أن بلاده مهتمة بنجاح الاستثمارات الروسية في البلاد.

وقال الأسد، في بداية اللقاء "أعلم أنه كان لديكم لقاء مع وزير شؤون رئاسة الجمهورية وأنكم تمكنتم من إحراز تقدم نحو التوصل إلى حل مقبول للطرفين للعديد من القضايا"، مشددا "مهتمون بجدية في إنجاح الاستثمارات".

من جانبه، أشار بوريسوف إلى أن روسيا "تقيم تقييمًا عاليًا علاقات الشراكة القائمة بين بلدينا".

كما هنأ الأسد بفوز "الجبهة الوطنية التقدمية" في الانتخابات البرلمانية.

وعبر الرئيس السوري عن امتنانه لقيادة الحكومة الروسية "على المساعدات الإنسانية التي تم نقلها إلينا في مكافحة الوضع الوبائي الصعب".

كما شكر روسيا على مساعدتها "طوال فترة الحرب ضد الإرهاب، مشيراً إلى أن "هذا ينطبق على الدعم في الحرب ضد الإرهاب وأيضًا على الدعم السياسي.".

ولفت الأسد إلى أهمية الزيارة الحالية في ضوء التعاون الثنائي، مؤكدا أن الزيارة تأتي بعد أيام قليلة من تجديد تشكيلة مجلس الوزراء السوري.

ويذكر أنه في 30 آب /أغسطس المنصرم، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما رئاسيا يقضي بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة المهندس حسين عرنوس، وتتألف الحكومة الجديدة من 29 وزيرًا.