جلسة حوارية لـ"ترجمان" في "الشارقة للكتاب"

جلسة حوارية لـ"ترجمان" في "الشارقة للكتاب"

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 04 نوفمبر 2018ء) نظم مجلس أمناء جائزة ترجمان التابعة لهيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الدورة الـ 37 من معرض الشارقة الدولي للكتاب جلسة حوارية بحث خلالها أهمية وفرادة الجائزة ودورها في تعزيز أسس الحوار بين الشرق والغرب بلغة الفكر والثقافة.

شارك في الجلسة كلٌ من الأكاديمي والناقد اللبناني الفرنسي الدكتور صبحي البستاني والدكتور لويس ميغيل كانيادا مدير مدرسة طليطلة للمترجمين بإسبانيا عضوي مجلس أمناء جائزة ترجمان والكاتب والمؤرخ السوري فاروق مردم بيك مدير سلسلة سندباد التابعة لدار نشر أكت سود الفائزة بجائزة ترجمان لهذا العام عن كتاب طبائع الاستبداد لعبدالرحمن الكواكبي.

وقدم فاروق مردم بيك لمحة عن سلسلة سندباد التابعة لدار سندباد – أكت سود التي تعنى بالدرجة الأولى بترجمة الآداب العربية الكلاسيكية والمعاصرة إلى اللغة الفرنسية ..لافتاً إلى أنها نشرت حتى الآن 60 كتاباً خلال 20 عاماً نصفها من الأدب العربي القديم ..مؤكداً اعتزازهم في سندباد بهذا الاهتمام المتعاظم بالأدب العربي الكلاسيكي.

وأشار فاروق مردم بيك الى وجود ضعف شديد في نقل ترجمة الأدب العربي إلى الفرنسية حيث تشير الإحصاءات الى أن الترجمات التي تتم في هذا المجال سنوياً في فرنسا لا تتعدى نسبتها 0.6 بالمائة فعدد دور النشر التي تعني بالترجمة من العربية إلى الفرنسية قليل جداً.

من جانبه تحدث الدكتور صبحي البستاني عن جائزة ترجمان التي انطلقت في العام 2017 من النواحي التقنية والموضوعية إلى جانب الشروط والأهداف ..وقال إن جائزة ترجمان جاءت تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وهي تهدف إلى تشجيع الترجمات العالمية الراسخة التي تتخذ من المنجز الإنساني منطلقات قويمة ترتكز عليها في بناء حضارة الإنسان ومد جسور التواصل بين الشرق والغرب وتعريف العالم بالثراء المعرفي والأدبي والفكري الذي تزخر به الحضارة الإسلامية والعربية.

وأضاف البستاني أن الجائزة تضع حزمة من الشروط والمعايير التي تضبط المشاركة أهمها أن تكون النسخة الأصلية من العمل المترجم قد نشرت بالعربية وأن يكون الاصدار مستلهماً من الثقافة العربية والإسلامية إلى جانب قيمته ودوره في تعريف الغرب بالثقافة العربية والإسلامية وتغيير النظرة النمطيّة تجاههما والتأكيد على أنهما متجذرتان في التاريخ الإنساني منذ القدم ولا تشترط الجائزة أن يكون الكتاب المترشح في الأدب فهي تستهدف شتى مجالات المعرفة.

من جانبه سلط الدكتور لويس ميغيل كانيادا الضوء على تجربة مدرسة طليطلة للمترجمين التي ترجمت إصدارات لعدد من أبرز الشعراء والمفكرين والمبدعين العرب من أمثال أبي العلاء المعري وجبرا إبراهيم جبرا وبدر شاكر السياب ومحمد بنيس وغيرهم ..مؤكداً أن طليطلة تهدف إلى بناء جيل جديد المترجمين من العربية إلى الإسبانية.

وتابع كانيادا ان نشاط الترجمة من العربية إلى الإسبانية كان مرتبطاً إلى حدٍ كبير بالمجالات الأكاديمية حيث كان يهتم به الأكاديميون وأساتذة الجامعات ولكن وبعد نيل نجيب محفوظ جائزة نوبل حدثت انتعاشة حيث بدأ الاهتمام بالترجمة من العربية إلى الإسبانية يتجاوز الحيز الأكاديمي وازدهرت الكثير من دور النشر التي اهتمت بالأدب العربي الكلاسيكي والحديث.

وحول نسبة المترجم من العربية إلى الإسبانية أشار كانيادا إلى أن سوق النشر الإسباني شهدت في العام 2017 إصدار وطباعة 90 ألف كتاب جديد 21 بالمائة منها كتب مترجمة و 50 بالمائة منها مترجمة من الإنجليزية بينما تبلغ نسبة الكتب المترجمة من العربية 0.3 بالمائة ..لافتا إلى أن مدرسة طليطلة تنظم برنامج ماجستير في الترجمة تشارك فيه مجموعة من الجامعات العربية إلى جانب تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها.

وأجمع المتحدثون في الجلسة على الدور الكبير الذي تلعبه جائزة "ترجمان" في فتح قنوات حوار بين الشرق والغرب أساسه الثقافة والفكر والمعرفة وذلك لكونها تسهم في تسليط الضوء على الثراء الكبير الذي تزخر به الثقافة العربية والإسلامية وإبراز إسهامات المسلمين والعرب الأوائل في حقول العلم والفكر.