المدرسة الأميرية أولى المدارس النظامية وبداية الحركة التعليمية في الأحساء

المدرسة الأميرية أولى المدارس النظامية وبداية الحركة التعليمية في الأحساء

الدمام (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 18 سبتمبر 2019ء) تعد "المدرسة الأميرية" أو"مدرسة الهفوف الأولى" في محافظة الأحساء على الرغم من مرور 82 عاماً منذ إنشائها، أحد أبرز المعالم والبدايات للحركة التعليمية النظامية في المنطقة، وشاهدةً للانطلاقة الأولى لمسيرة وتاريخ التعليم في المملكة.

وأُطلق على المدرسة منذ إنشائها بحسب سيرتها التاريخية مسميات عدة بدايةً بمسمى مدرسة الأحساء الأميرية ثم مدرسة الأحساء الأولى فمدرسة الهفوف وأخيراً "بيت الثقافة"،وقد تخرج منها عدد من المسؤولين الذين خدموا الوطن في مواقع مختلفة .

وأوضح مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالأحساء المهندس عمر بن أحمد الفريدي أنه تم إنجاز 80% من أعمال الترميم في مدرسة الهفوف الأولى (الأميرية)، مشيرا إلى أن الهيئة ستفتح المدرسة لزيارتها بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتأهيل في غضون خمسة أشهر المقبلة.

وتتوسط "المدرسة الأميرية" التي أنشئت في تاريخ 1937هـ، وافتتحت في فبراير 1941هـ، وتشهد إقبالا من السواح والمهتمين بالتراث ــ الأسواق الشعبية، أبرزها سوق الخضار وسوق القصابية وسوق الذهب وسوق القصيرية التاريخي، ومدخلها الرئيس في وسط الضلع الشرقي للمبنى، ويتميز ببوابته ذات الدورين، حيث تعلوها شرفة، كما يقود المدخل إلى جناحين بغرف كبيرة نسبيا عن باقي الغرف، ومدخل آخر يقود إلى الفناء بالشكل الخلاب، كما يشمل الموقع الحالي للمبنى والساحة التابعة، ويحدها من جهاتها الشرقية والجنوبية والشمالية شوارع، وهو بمساحة 1200م.

وتعد المدرسة التي تتميز بمبناها وتصميمها التراثي، وفنون الهندسة المعمارية وجمال الأحجار والبنيان، وما تحتضنه هذه العمارة من إرث معماري وتاريخي وتعليمي كبير، من أقدم المدارس الحكومية النظامية، من خلال انطلاقها 1356هـ، وافتتاحها رسميا في محرم 1360هـ، إذ تختزن تاريخا وصفحات لمجموعة من الشخصيات والأعلام في مجالات الأدب والثقافة والاقتصاد، من أبرزهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكة المكرمة الذي درس القرآن الكريم والسنتين الأولى والثانية الابتدائيتين في الأحساء، ومعالي الوزير الدكتور غازي القصيبي ــ رحمه الله ــ ، وقد تخرجت أول دفعة في المدرسة، التي بلغ عددها 70 طالباً، سنة 1943م.

ويقول الباحث في التاريخ والآثار خالد الفريدة، أن الأحساء تميزت قديما بطلب العلم وبكثرة العلماء والكتاتيب والأسر العلمية، مشيرا إلى قصة التعليم شبه النظامي بالأحساء تعود لما قبل عام 1019م.

وأوضح أن بداية المدارس النظامية في مدينة الأحساء تعود مع تأسيس مدرسة الراشدية عام 1319هـ في وسط حي الكوت، وبعد فتح الأحساء عام 1331هـ على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - أقفلت المدرسة الراشدية، وفي عام 1343هـ تم تأسيس مدرسة النجاح بحي النعيم بالنعاثل بالهفوف.

وأشار إلى أنه في 1356هـ تم افتتاح أول مدرسة حكومية نظامية بالأحساء عرفت باسم" مدرسة الأحساء الأميرية" واختير لها مبنى الحميدية الذي اشتهرت به والكائن بجوار سوق القيصرية في الهفوف الذي كان في الأصل دار للبلدية وسجل فيها 40 طالباً وفي خلال عدة أسابيع بلغ عدد طلابها 160طالباً.

وبين الفريدة أنه في عام 1358هـ تم تشكيل جهاز الشرطة في الأحساء فطلب الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي من المسؤولين عن المدرسة إخلاء مبنى الحميدية ليكون مقراً للشرطة فدخلت المدرسة أزمة البحث عن مقر وتبرع الشيخ محمد بن الشيخ حمد النعيم بمنزله لمدة عام ليكون مقراً للمدرسة، ونظراً لحماس الأهالي للعلم ورغبتهم في استمرار الدراسة بالمدرسة وبفضل جهود مدير المدرسة محمد النحاس الذي تمكن من جمع الأموال والمواد لبناء مدرسة رسمية حيث كان يزور الأهالي من منزل لآخر ويحثهم على التبرع لبناء المدرسة فتبرع الشيخ إبراهيم السبيعي بتقديم الأخشاب وتبرع آخرون بمبالغ نقدية بلغت 3200 ريال.

0175


اليوم الوطني / المدرسة الأميرية أولى المدارس النظامية وبداية الحركة التعليمية في الأحساء/ إضافة أولى واخيرة وقال :" إن البلدية أسهمت شراء بستان الشعيبي وخصصت قطعة منه لبناء المدرسة نظير أربعمائة ريال، ومن هنا تمكن الأهالي من بناء مقر للمدرسة باسم "مدرسة الأحساء الأميرية"، إذ شيدت المدرسة على هضبة أم الخبيصي التي كانت في الأصل بستاناً يملكه أحد أفراد أسرة الشعيبي اشتري منه لتقام عليه المدرسة ويقع في الجزء الشرقي من مركز مدينة الهفوف القديمة بحي النعاثل بالقرب من أسواق الأحساء الشهيرة مثل سوق الدهن وسوق اللحم وسوق الغنم وسوق التمر وسوق السويق وسوق الحراج وسوق الصيرفة وسوق القيصرية ".

وبين الفريدة، أن المدرسة الأميرية افتتحت يوم الاثنين 11 محرم من سنة 1360هـ ، ولا زالت السجلات الرسمية للمدرسة محفوظة وتظهر أعداد المعلمين والطلاب والمستخدمين والصفوف منذ تأسيسها عام 1356هـ إلى عام 1374هـ بعد أن تم تغيير اسمها إلى مدرسة الهفوف الأولى، ثم في عام 1388هـ تم تخريج أول دفعة، وقد تلقى طلاب المدرسة بداية علوم الدين وعلوم الحساب والرياضيات والعلوم التجارية وبعد الافتتاح عام 1360هـ التحق بالمدرسة عدد من الطلاب بالإضافة للطلاب المسجلين ما بين عام 1356هـ وحتى عام 1360هـ الذين درسوا في بيت النعيم ومدرسة الأحساء الأميرية . وقد تخرج أول فوج من المدرسة وعددهم 70طالباً سنة 1362هـ .

وشيد مبنى المدرسة وأقسامه على الطراز الإسلامي، حيث أن مدخل المدرسة الشرقي تم تصميمه وفقاً لفن العمارة العربي الإسلامي بحيث يبرز عن الجدار الشرقي للمبنى باتجاه الشرق مشكلاً شرفة يرقى إليها الداخل عبر سلمي درج على جانبي المدخل ويتوج المدخل أربعة عقود اثنان مقابلان للباب المؤدي إلى داخل المدرسة يحملهما ثلاثة أعمدة وآخران متقابلان يعلوان نهاية درج المدخل من أعلى وتتخلل جدران المبنى الخارجي من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية نوافذ كبيرة مستطيلة الشكل تطل من خلالها غرف المبنى على الشارع.

ويتوسط المبنى من الداخل فناء جميل مربع الشكل تقريباً تحيط به من الجهات الأربع أروقة تحملها عقود نصف دائرية تتوج صفوف الأعمدة المطلة على الفناء بحيث تبرز فنون العمارة المحلية المستقاة من فنون العمارة العربية والإسلامية، ويوجد بهذه الأروقة عدة أبواب تنفذ من خلالها إلى قاعات الدراسة التي بدورها تطل نوافذها على الشارعين الشمالي والجنوبي.

ويظهر للداخل إلى المدرسة عبر بابها الرئيس على جانبي المدخل مباشرة غرفتان متقابلتان إحداهما شمالية والأخرى جنوبية، وكان يشغل هاتين الغرفتين طلاب السنوات الخامسة والسادسة، وبعد هاتين الغرفتين توجد قاعتان كبيرتان متقابلتان إحداهما شمالية مخصصة لأعضاء هيئة التدريس بالمدرسة وجنوبية مخصصة للرسم، وفي مواجهة كل قاعة مدخل فسيح وكانت القاعة التي في الجهة الشمالية تستخدم لمحاضرات وندوات أعضاء هيئة تدريس المدرسة، ويلي القاعتين غرفتان متقابلتان إحداهما شمالية وبها مكتب مدير المدرسة والأخرى جنوبية وبها مكاتب إدارة المدرسة وبمحاذاة بابي مكاتب الإدارة يوجد مقعدان مستطيلان متقابلان بالممر وهو نفسه المؤدي إلى فناء المدرسة .كما أضيف لاحقاً لمبنى المدرسة دور علوي على المدخل والغرف الجانبية. وكانت تزين حيطان الصفوف المتقدمة مثل الصف الخامس والسادس خريطة أو أكثر من خرائط القارات السبع لأغراض تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا، وتقع دورات المياه بالجهة الغربية من المدرسة وأمامها ساحة واسعة مكشوفة.