"صناعة الثقافة في مملكة البحرين" محاضرة في معرض الرياض الدولي للكتاب

الرياض (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 20 مارس 2019ء) أقيم اليوم ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمملكة البحرين ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب 2019، محاضرة بعنوان (صناعة الثقافة في مملكة البحرين من الريادات التأسيسية إلى الثقافات الكونية)، ألقتها أستاذة السرديات والنقد الأدبي الحديث بجامعة البحرين الدكتورة ضياء الكعبي.

وأشارت الكعبي في بدء المحاضرة إلى دور السعوديين في التأسيس الأول لبعض المؤسسات الثقافية الكبرى في مملكة البحرين، أمثال: مقبل الذكير، وعائلة القصيبي والبسام والعجاجي والمشاري وغيرهم، حيث كانوا من النخب التجارية المشكلة ثقافيًا في البحرين الحديثة، وهو ما يؤكد عمق الروابط الثقافية بين البلدين، أيضًا الاتفاقية الثقافية بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين في عام 1974م تعد أولى الاتفاقيات الموقعة بين دول المنطقة.

كما قدمت الكعبي، في محاضرتها، مسحًا ثقافيًا شاملًا لكل ما يخص الثقافة البحرينية الحديثة والمعاصرة من البدايات التأسيسية الأولى حوالي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي وصولًا إلى عصرنا الحاضر، وسلطت الضوء على الحركات الثقافية الكبرى لـ (صناعة الثقافة البحرينية) من جهود المثقفين الرواد الأوائل إلى جهود المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية مثل وزارة الثقافة، وهيئة البحرين للثقافة والآثار، وأسرة الأدباء والكتاب البحرينية، والمراكز والملتقيات والأندية الثقافية والجمعيات والمسارح والجامعات، وركزت على المشاريع الثقافية الاستثنائية الكبرى لوزارة الثقافة البحرينية سابقًا وهيئة البحرين للثقافة والآثار حاليًا، وهي مشاريع انتبهت إلى صناعة الثقافة البحرينية بصورة استثنائية ومغايرة تنظر إلى موقع الثقافة البحرينية من الثقافات الكونية.

وعرجت على بواكير الحركة الثقافية في عهد الشيخ عيسى بن علي، والذي تسميه الكعبي بـ (ظهور الوعي الثقافي المؤسس)، فهو بداية التنوير للبحرين الحديثة وتنوير منبثق بالأساس عن حركة النهضة العربية الحديثة وتجلياتها المعرفية الكبرى منذ بدايات القرن التاسع عشر الميلادي.

واختممت الكعبي المحاضرة بتأكيدها أن الثقافة إن أحسن استثمارها ستكون واحدة من أعمدة التنمية الاقتصادية في البلاد، عبر توظيف الثقافة في خدمة الاقتصاد، فالصناعات الثقافية والسياحية العائلية والثقافية وقطاع الثقافة والفنون بلا شك مجالات يمكن أن تسهم بدور كبير في التنمية الاقتصادية، لأنها توفر العديد من فرص العمل ولأن عائداتها مجزية، كما تسهم في تدوير رؤوس الأموال المحلية، وفي الوقت ذاته هي وعي وفعل تأسيسي وتراكم معرفي وفعل تواصل حضاري وانفتاح مع الآخر.