مؤتمر الاستثمار الثقافي يستعرض القوة الاقتصادية للموسيقى والموضة

الرياض (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 01 اكتوبر 2025ء) أقامت وزارة الثقافة في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، ضمن أعمال مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي تنظمه، اليوم، جلسة حوارية بعنوان "توثيق التبادل الإبداعي" في مركز الملك فهد الثقافي، وجاءت على جزأين تناول الأول "كيف تصبح الموسيقى رأس مالٍ ثقافيًّا"، وشارك بها الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى باول باسيفيكو، وويل بيج، مدير شركة"Pivot"، ومؤسس "Pivotal Economics".

وفي البداية تحدث باسيفيكو عن طبيعة عمل هيئة الموسيقى الذي يركز على تحويل فن الموسيقى الذي تمتد جذوره العميقة لآلاف السنين في المملكة إلى قطاعٍ منظم تجاريًّا، مع مسارات واضحة لتطوير المواهب، وتمكين المبدعين من تحقيق عوائد اقتصادية إلى جانب القيمة الاجتماعية والثقافية.

وأشار إلى أن التقرير الاقتصادي الخاص بهيئة الموسيقى الذي صاغه ويل بيج يضع إطارًا واضحًا للجميع لما يمكن أن تساويه هذه الصناعة فعليًا، بما يتضمنه من تقديرات كثيرة من استشاريين ومتخصصين في قطاع الموسيقى، الذي يكشف عن مستقبل وظيفي واعد.

وأضاف: "هذا يجعلنا نتساءل: ما حجم الأموال التي ستتدفق إلى هذا القطاع؟ وكيف سيموَّل؟ وكيف نقنع صُنّاع القرار بأن هناك عائدًا موثوقًا على رأس المال في المستقبل؟ وماذا سيمنحكم في المقابل؟ وما العائد من هذا القطاع؟ وجوابنا لهم: استثمروا عندنا لنقوم بالمهمة، وستجدون إجابات جميع أسئلتكم ضمن هذا التقرير بجلاء ولأول مرة".

وأوضح باسيفيكو أن التقرير يركّز تحديدًا على سوق الموسيقى المسجّلة، بالتعاون مع خبراء مثل شاين شابيرو من مركز النظم الموسيقية، مؤكدًا أن قطاع الموسيقى الحية سيرفع الرقم إلى نحو "2.5" مليار دولار بحلول 2034، ولكن تبقى هناك قطع ناقصة في "أحجية" البنية التحتية، أبرزها التي ذكرها ويل في تقريره: "من سيدفع للمؤلفين والملحنين والشعراء عندما تُبث أعمالهم أو تُعرض؟ لهذا يجب بناء هياكل تضمن تدفق الأموال إلى المبدعين وحاملي الحقوق".

وحث باول رواد الأعمال والمستثمرين السعوديين والدوليين على الاستثمار في فئة المبدعين، فيما لخّص ويل بايج التقرير الذي أعده في محاور سريعة أطلق عليها "الطريق إلى نصف مليار دولار"، مشيرًا إلى أن المملكة تمتلك كل مقومات النجاح، من خلال سكانها الذين لا يتجاوز نصفهم سن 35 عامًا، ومعظمهم يحملون أجهزة هواتف ذكية، مما يُعد أمرًا أساسيًّا في تسويق الإعلام الرقمي، بما يتضمنه من مواقع للتواصل الاجتماعي والعدد الهائل لمستخدميه النشطين، إضافةً إلى الاستقرار الاقتصادي الذي تعيشه المملكة بخلاف كثير من دول المنطقة.

وأشار إلى محور العوائد الضريبية على خدمات البث، التي تعد فرصة حقيقية لتعزيز التنوع الاقتصادي.

وأكد أن البيانات جلية في تفوق المملكة العربية السعودية على دول كثيرة ذات تركيبات سكانية ضخمة، ليس على مستوى الموسيقى فقط، بل من خلال القاعدة الجماهيرية التي يمكن البناء عليها لأي مشروع ثقافي آخر.

وفي الجزء الثاني من الجلسة، الذي جاء بعنوان "قوة الموضة .. كيف تقود الهوية الثقافية النمو الاقتصادي؟"، أفصح المؤسس والرئيس التنفيذي لعلامة جواهر العرب " Authenticité" حاتم العقيل، عن أن الفكرة من وراء علامته التجارية هي الإسهام في خلق هذا التآزر الذي يحتفي بالإبداع السعودي، مشيرًا إلى أن فكرته تعتمد على تأكيد قدرة الموضة السعودية على تحقيق مكانة مرموقة على الصعيد العالمي، وانطلاقته من خلال الظهور في "ساكس فيفث أفينيو"، و"بوتيك ون".

وأضاف: "أدركتُ من خلال منصتي الإعلامية جواهر العرب أنني أردتُ التعبير عن أن التراث السعودي يتجلى من خلال القصص والروايات، وليس فقط من خلال الموضة، ومن هنا بدأنا في التعاون مع علامات تجارية عالمية".

من جانبها قالت المؤسسة والمديرة الإبداعية ريم الكنهل: "منذ 12 عامًا التقيت بصاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر، التي قدمت لي العديد من النصائح والدعم، وتعلمت منها الكثير، فعندما نبدأ في أي صناعة ناشئة في السعودية، نكون بحاجة إلى مستثمرين داعمين، يساعدوننا على تحقيق أهدافنا لنصبح مصممي أزياء عالميين".

وأضافت: "إذا كنتِ مبدعة، فإن لغة التمويل والأرقام ليست لغتكِ، لذا فأنتِ بحاجة إلى الكثير من المساعدة في مجال الاستثمار وتنمية رأس المال".

يُذكر أن مؤتمر الاستثمار الثقافي، الذي تنظمه وزارة الثقافة خلال الفترة (29-30 سبتمبر) برعايةٍ كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، يهدف إلى تعزيز مكانة الثقافة رافدًا اقتصاديًّا وطنيًّا، ويتيح آفاقًا رحبة أمام المبدعين والمستثمرين لتطوير مشاريع ثقافية مستدامة تسهم في تنويع مصادر النمو وتعزيز الحضور العالمي للمملكة.