مؤتمر الاستثمار الثقافي يشهد توقيع اتفاقيات استثمارية بين المنظومة الثقافية والقطاع العام والخاص وغير الربحي

الرياض (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 30 سبتمبر 2025ء) شهد مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي تُنظمه وزارة الثقافة في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض تحت شعار "من ثقافتنا نبني اقتصادنا"، توقيعَ عدة اتفاقياتٍ بين المنظومة الثقافية ومجموعة من المؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، والتي تعكس حجم الاستثمارات الكبيرة في القطاع الثقافي، والفرص النوعيّة التي يُقدمها، وشملت هذه الاتفاقيات عدة مجالاتٍ مختلفة.

وجاءت الاتفاقية الأولى بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة شركة جزال، حيث وقعت "جزال" اتفاقية شراكة إستراتيجية مع شركة سيلك روود فيجوال (Silk Road Visual) الصينية؛ للعمل على تنفيذ مشاريع ثقافية مبتكرة داخل المملكة بقيمةٍ إجمالية 50 مليون ريال، وستكون جزال الممثل الحصري لسيلك روود فيجوال في المملكة للعمل على مشاريع مشتركة في مجالات العروض المتحفية الرقمية، والتقنيات التفاعلية، ونقل المعرفة، وتبادل الخبرات، بما يضمن بناء قدرات وطنية في مجالات العرض المتحفي المبتكر.

فيما وقعت وزارة الثقافة مع شركة بيوت اتفاقية بقيمة 12 مليون ريال؛ لتأجير وتشغيل 5 مبانٍ تاريخية في جدة التاريخية، وتحويلها إلى نُزلٍ تُدار بنظام التأجير اليومي بما يسهم في رفع الطاقة الاستيعابية وجودة خدمات الضيافة, كما اتفقت الوزارة مع شركة "كور" للضيافة بقيمة 17 مليون ريال لتشغيل مجموعة من الفنادق التراثية -اختارتها مجلة التايم ضمن أفضل 100 وجهة عالمية في عام 2025- في جدة التاريخية؛ لتقديم تجربة تجمع بين الأصالة والرفاهية، في صورةٍ تمزج بين الطابع التراثي العريق والخدمات الفندقية الحديثة, وكذلك وقعت اتفاقية بقيمة 72 مليون ريال لتشغيل مركز الفنون المسرحية في ميدان الثقافة بجدة التاريخية -الذي استضاف الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي-، وذلك لتأجير وتشغيل مبنى المركز الواقع على ضفاف بحيرة الأربعين, وأيضًا وقعت الوزارة اتفاقية مع شركة تطوير البلد بقيمة 30 مليون ريال لاستثمار أرضٍ تجاريّة تقع بجوار مبنى باب البنط التاريخي في جدة التاريخية؛ لتحويل الأرض إلى وجهةٍ حيويّة تجمع بين الأنشطة التجارية والسياحية والترفيهية، في تكاملٍ مع مشروع متحف البحر الأحمر والمخطط العام للواجهة البحرية.

ووقعت وزارة الثقافة خلال المؤتمر مع شركة هاسنكامب العربية؛ لبناء شراكةٍ إستراتيجية في مجال الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد، والتي ستسهم في تمكين المنظومة الثقافية من تنفيذ مشاريعها بكفاءة عالية، وتعزيز قدرتها على التوسع والوصول إلى جمهورٍ محليّ ودوليّ، مع الالتزام بمعايير الاستدامة والحفاظ على الإرث الثقافي والفني.

من جانبه، وقع الصندوق الثقافي اتفاقية تعاون مع مجموعة إم بي سي لبحث مجالات التعاون في الاستثمار والتمويل لدعم نمو وتطوير قطاع المحتوى والأفلام في المملكة؛ وذلك بهدف استكشاف فرصٍ استثمارية وتمويليةٍ مشتركة، وبناء شراكاتٍ إستراتيجية تسهم في تمكين المشاريع النوعية في صناعة المحتوى والإنتاج السينمائي، وتعزيز حضور الأعمال السعودية على المستويين الإقليمي والعالمي, كما وقّع اتفاقية تعاونٍ مع روتانا ستوديوز لاستكشاف الفرص الاستثمارية والتمويلية المعنيّة بتمكين نمو مجالات القطاع الثقافي الإبداعية، وتهيئة فرص نوعية في مجالات الموسيقى، والأفلام، والمحتوى الترفيهي، بما يثري الحراك الثقافي والإبداعي، ويفتح آفاقًا أوسع أمام المبدعين والفنانين والممارسين للوصول بإنتاجاتهم إلى المنصات العالمية.

وكذلك شهد المؤتمر توقيع هيئة التراث اتفاقية تعاون مع شركة عبداللطيف جميل المتحدة للتمويل؛ لدعم المستفيدين في القطاع التراثي، وتمكين روّاد الأعمال من تطوير مشاريعهم التجاريّة, فيما وقّعت شركة دبرة -الرائدة في التمكين الإستراتيجي للأعمال- وشركة STTA الأوروبية -المتخصصة في التقنيات المتقدمة- مذكرة تفاهم إستراتيجية تهدف إلى رقمنة التراث الثقافي السعودي باستخدام أحدث تقنيات الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والتصوير ثلاثي الأبعاد، وتعتمد الاتفاقية على خبرة شركة STTA -التي تزيد عن 15 عامًا في رقمنة أكثر من 50,000 قطعة تراثية-؛ لإنشاء وتطوير متاحف افتراضية، ومنصات تعليمية مبتكرة، وبرامج سياحية ثقافية متطورة، وذلك في خطوةٍ تهدف إلى توظيف التقنيات الرقمية لخدمة القطاع الثقافي السعودي، وتقديم محتوى ثقافيٍّ ومتحفيٍّ ثريٍّ للمجتمع المحلي والدولي ليُجسّد ما تزخر به المملكة من غنىً ثقافيٍّ، وإرثٍ تاريخي فريد.

وأبرمت هيئة فنون الطهي خلال المؤتمر اتفاقيتين مع القطاع الخاص لتعزيز الابتكار والتطوير في القطاع، حيث جاءت الأولى مع شركة الخزامى متضمنة مجموعة من مجالات التعاون؛ من بينها تطوير ردهة الطعام السعودية في مركز الفيصلية مول بالرياض عبر تقديم الاستشارات المتخصصة لتقديم تجربة طهي مبتكرة تعكس الهوية الوطنية، وإدماج روّاد الأعمال السعوديين في مجالات المطاعم والاستفادة من كفاءات الطهاة المحليين، إلى جانب التعاون مع المزارعين ومشاركة منتجاتهم المحلية بما يعزز الشراكة المجتمعية، والتفاهم حول تطوير مفهوم مطعم "Maiz" التابع لشركة الخزامى للاستثمار ليكون وجهة طهي سعودية ثقافية معاصرة؛ لضمان تقديم تجربة أصيلة ومبتكرة, وأما الاتفاقية الثانية فكانت مع شركة الرياض القابضة مشتملة على عددٍ من المجالات المشتركة؛ من أبرزها تطوير مبادرات واحات الرياض فود سفير، وبلانت سفير كمراكزٍ تعليميّة وثقافيّة مبتكرة تعزز الابتكار والاستدامة، والمشاركة في ورش العمل والفعاليات الثقافية التي تُقام في واحات الرياض لتعزيز تبادل المعرفة والخبرات، وإجراء أبحاث علمية متقدمة مرتبطة بالمحتوى الغذائي والطهوي، وتمكين روّاد الأعمال والقطاع الغذائي عبر مساحات وتجارب عملية وفرص تجارية داخل واحات الرياض، وإبراز الهوية الثقافية للمملكة عبر برامج وفعاليات مشتركة تسهم في دعم الاقتصاد الإبداعي.

ومن جانبها، وقّعت شركة "أعالي للتكنولوجيا" السعودية وشركة "شو كندا" الكندية مذكرة تفاهم لتأسيس مصنعٍ متخصص في صناعة الهياكل الفنية والمعدات المسرحية في مدينة الرياض؛ لصناعة الديكورات المسرحية والمجسمات الفنية الضخمة، وذلك للإسهام في دعم مشاريع الشركتين بمنطقة الشرق الأوسط، وتطوير قطاع الثقافة والترفيه والتقنيات المصاحبة له، وذلك سعيًا إلى تعزيز المحتوى المحلي، وتوطين صناعة الترفيه في المملكة، عبر نقل التقنيات والخبرات العالمية، وتوفير فرص عمل مستدامة للسعوديين.

ووقعت شركة حلقة الوصل الإبداعية السعودية خلال المؤتمر شراكة إستراتيجية مع وكالة كريتڤ ريسورس العالمية -المتخصصة في الاستشارات الفنية والخدمات اللوجستية للأعمال الفنية والتراثية-؛ وتهدف الشراكة إلى بناء أساس تشغيلي متين لدعم المشهد الثقافي المزدهر في المملكة، وذلك باستثمار مبلغٍ مبدئيّ يتراوح بين 110 إلى 130 مليون ريال سعودي؛ وذلك بهدف نقل الخبرات العالمية وتبادل أفضل الممارسات في مناولة الأعمال الفنية وإدارة المشاريع الثقافية، والتعاون في تنظيم وتنفيذ المعارض والفعاليات الفنية محليًا وعالميًا، مع العمل على إنشاء مستودع فني متخصص في الرياض يقدّم خدمات حفظ وتخزين الأعمال الفنية بمعايير دولية.

وتُمثّل هذه الاتفاقيات والإعلانات انعكاسًا لحجم الاستثمارات في القطاع الثقافي، والتي خرجت من خلال مؤتمر الاستثمار الثقافي في دورته الأولى، وذلك في إطار تعزيز البُنية التحتية للقطاع الثقافي، وتوسيع أثره الاقتصادي والاجتماعي ضمن مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.