تحت رعاية سمو ولي العهد.. انطلاق أعمال مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025 بالرياض

تحت رعاية سمو ولي العهد.. انطلاق أعمال مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025 بالرياض

الرياض (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 29 سبتمبر 2025ء) تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، انطلقت اليوم أعمال مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025 في مركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض، الذي نظمته وزارة الثقافة، بحضور صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، ومشاركة أكثر من 150 متحدثًا و1500 مشاركٍ من كبار صناع القرار وقادة الثقافة والاستثمار على مستوى المملكة والعالم.

وأعلن سمو وزير الثقافة في كلمته الافتتاحية قرب انطلاق جامعة الرياض للفنون، التي ستكون حجر الأساس للتعليم الإبداعي والابتكار، لرفد القطاع الثقافي بالمواهب والمبدعين بالشراكة مع أبرز المؤسسات الأكاديمية والثقافية الدولية، مشيرًا إلى أن تأسيس الجامعة الثقافية الجديدة يأتي امتدادًا لدعم القيادة الرشيدة للقطاع، وأن الهدف هو أن تكون الجامعة ضمن قائمة أفضل 50 جامعة دولية متخصصة في الفنون والثقافة، وذلك انطلاقًا من حرص المملكة على بناء القدرات الثقافية التي تعدّ إحدى ركائز خطتها لتطوير قطاعاتها الثقافية.

وقال: "نسعد بانطلاق أعمال أول نسخة من مؤتمر الاستثمار الثقافي، الذي يبحث مستقبل الاستثمار الثقافي، وآفاقه وإمكاناته التنموية"، مبينًا أن القطاع الثقافي السعودي شهد منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نقلة تاريخية قفزت بنسبة مساهمته في الناتج المحلي إلى 1.6%، وارتفع عدد العاملين فيه إلى 234 ألفًا، وبلغت قيمة الدعم المالي المتدفق إليه ما يُقارب ملياري دولار في عام 2024، فيما بلغت استثمارات بنيته التحتية مستويات تاريخية تجاوزت 81 مليار ريال.

وأكد أن القطاع الخاص يأتي بصفته شريكًا إستراتيجيًا في رحلة تطوير القطاع الثقافي السعودي، لافتًا إلى أن المؤتمر يسهم في تعزيز هذه الشراكة الأساسية، وسيشهد توقيع 89 اتفاقية بقيمة تُقارب 5 مليارات ريال.

ويشهد المؤتمر مشاركة نخبة من الشخصيات البارزة في المجال الثقافي والاستثماري، في مقدمتهم معالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ومعالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ فيصل بن فاضل الإبراهيم، ومعالي نائب وزير الثقافة الأستاذ حامد بن محمد فايز، ومعالي مساعد وزير الثقافة الأستاذ راكان بن إبراهيم الطوق، والرئيس التنفيذي لدار "سوذبيز" تشارلز ستيوارت، ورئيس مجلس إدارة دار "كريستيز" غيّوم سيروتي، والرئيس التنفيذي لـ"آرت بازل" نواه هوروفيتز، والرئيس غير التنفيذي لـ"سوني بيكتشرز إنترتينمنت" توني فينتشيكويرا، ومؤسس "إيغلز بيكتشرز" طارق بن عمار، ورئيس هيئة "هيستوريك إنجلاند" عميد كلية أورييل بجامعة أوكسفورد اللورد نيل ميندوزا، والمؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة "جينيسيس" جون ستودزينسكي.

ويتناول المؤتمر على مدى يومين، أكثر من 38 جلسة حوارية وورشة عمل، تتضمن أحدث التوجهات في مجالات الاستثمار الثقافي، واستعراض التجارب الدولية الناجحة في دعم وتمويل الصناعات الإبداعية، إضافة إلى استكشاف الأسواق الناشئة، والقطاعات غير المستغلة، وبحث إستراتيجيات تقليل المخاطر الاستثمارية وتعزيز ثقة المستثمرين.

وتتناول الجلسات موضوعات متنوعة تشمل الذكاء الاصطناعي والتقنيات التفاعلية في تمويل الثقافة، وأهمية العمل الخيري في دعم نمو القطاع، إلى جانب ريادة الأعمال الإبداعية، وصناديق الاستثمار الثقافي العالمية، والشراكات المبتكرة في التمويل العام.

ويأتي انعقاد المؤتمر، للمرة الأولى في المملكة، ليشكل منصة عالمية رائدة تستشرف مستقبل الاستثمار الثقافي، وتعزز دوره في بناء اقتصاد إبداعي مستدام؛ بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 المتعلقة بتنويع الاقتصاد الوطني، وترسيخ الهوية الثقافية، وتعزيز مكانة المملكة قوةً مؤثرةً على الساحة الدولية.

ويهدف المؤتمر إلى تقديم الثقافة بوصفها فرصةً استثماريةً جاذبة، من خلال استعراض نماذج تمويل مبتكرة، وبناء شراكات إستراتيجية، وتطوير آليات جديدة تسهم في دعم الصناعات الإبداعية، وتعظيم دور رأس المال الثقافي في تحفيز النمو الاقتصادي العالمي، كما يسلط الضوء على إسهام الاستثمار الثقافي في تمكين المواهب الوطنية، وتعزيز العدالة والشمول، وتوسيع نطاق التأثير الثقافي خارج الحدود الوطنية عبر الدبلوماسية الثقافية.

ومن خلال هذه المحاور، يؤكد مؤتمر الاستثمار الثقافي التزام المملكة بدورها الريادي في قيادة التحولات العالمية في مجال الاقتصاد الإبداعي، وترسيخ الرياض عاصمة دولية للثقافة والاستثمار، بما يعكس رؤيتها الطموحة ومكانتها المتنامية في المشهد الثقافي والاقتصادي العالمي.