صندوق النمر العربي وهيئة البيئة العُمانية يدشّنان عيادة بيطرية متنقلة لحماية النمر العربي بظفار

صندوق النمر العربي وهيئة البيئة العُمانية يدشّنان عيادة بيطرية متنقلة لحماية النمر العربي بظفار

المدينة المنورة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 11 سبتمبر 2025ء) دُشّن في العاصمة العُمانية مسقط اليوم أول مشروع إقليمي يتمثل في عيادة بيطرية متنقلة لحماية النمر العربي في محافظة ظفار، وذلك بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سلطنة عُمان الأستاذ إبراهيم بن سعد بن بيشان، ورئيس هيئة البيئة العُمانية الدكتور عبدالله بن علي العمري، ونائب رئيس مجلس أمناء صندوق النمر العربي وليد الدايل.

ويأتي المشروع بدعم من صندوق النمر العربي وبالتعاون مع هيئة البيئة في سلطنة عُمان، بهدف تقديم الرعاية البيطرية الطارئة للنمور العربية في بيئتها الطبيعية، خصوصًا في المناطق الجبلية الوعرة بظفار، التي تُعد من آخر المواطن المتبقية لهذا النوع المهدد بالانقراض في شبه الجزيرة العربية. وقد جُهزت العيادة المتنقلة بأحدث المعدات الطبية لتكون وحدة متكاملة قادرة على التدخل الميداني السريع، ويصاحبها فريق بيطري متخصص، إلى جانب تنفيذ برامج تدريبية لتأهيل الكوادر المحلية في ظفار على تقنيات التعامل مع الحياة البرية.

وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سلطنة عُمان، إبراهيم بن سعد بن بيشان، أن هذه العيادة تجسد التزام المملكة وصندوق النمر العربي بتسخير الابتكار والتعاون الدولي لمواجهة التحديات البيئية على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن تمكين الكوادر البشرية يمثل حجر الزاوية لضمان استدامة جهود الصون.

من جانبه، أكّد رئيس هيئة البيئة في سلطنة عُمان الدكتور عبدالله بن علي العمري، أن هذه الشراكة الإستراتيجية تعزز جهود السلطنة الممتدة منذ عقود في الحفاظ على النمر العربي ومنظومته البيئية المتكاملة، مضيفًا أن العيادة تمثل إضافة نوعية للقدرات الميدانية وتؤكّد النهج التشاركي في حماية هذا الإرث البيئي والثقافي. وأشار إلى أن السلطنة تواصل ريادتها في مجال حماية الحياة البرية، من خلال إنشاء المحميات الطبيعية وتطبيق أنظمة صارمة لمنع الصيد الجائر، إلى جانب استخدام تقنيات حديثة مثل الكاميرات التي أظهرت دلائل إيجابية على وجود النمر العربي في بيئته الطبيعية.

وتواصل هيئة البيئة جهودها في تتبع سلوك النمر العربي وجمع البيانات البيولوجية اللازمة لدراسته، مع التركيز على إشراك المجتمع في جهود الحماية من خلال التوعية بأهمية التعايش مع هذا النوع المهدد والحد من الأنشطة المؤثرة على بيئته الطبيعية. وتندرج هذه المبادرة ضمن الجهود المشتركة لتعزيز حماية النمر العربي، المصنف من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) ضمن الأنواع المهددة بالانقراض بشدة، حيث تشير التقديرات إلى أن أعداده في الحياة الطبيعية لا تتجاوز 120 نمرًا. كما يشمل التعاون بين الصندوق والهيئة تنفيذ دراسات بحثية مشتركة، وتطوير برامج لبناء القدرات البشرية، وإطلاق مبادرات توعوية موجهة للمجتمع المحلي والمدارس، بما يؤكّد أهمية حماية التوازن البيئي وإشراك المجتمع في جهود الصون.

يُذكر أن صندوق النمر العربي تأسس بموجب مرسوم ملكي عام 2020، بهدف حماية النمر العربي من الانقراض ودعم المبادرات المحلية والدولية المرتبطة بالاستدامة البيئية، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.