أوسلو (پاکستان پوائنٹ نیوز 04 يونيو 2025ء) عقدت مجموعة المانحين لدعم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) اجتماعها رفيع المستوى في مدينة أوسلو برئاسة مملكة النرويج، وبمشاركة ممثل المملكة في مجموعة المانحين مساعد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للتخطيط والتطوير الدكتور عقيل بن جمعان الغامدي، وبحضور وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر.
وأكد الدكتور الغامدي حرص المملكة على تعزيز فعالية الاستجابة الإنسانية من خلال الشراكة البنّاءة والتخطيط المشترك، مع التركيز على ضرورة تعزيز المبادئ الإنسانية وتحقيق أثر مستدام يلبي احتياجات المجتمعات المتضررة في إطار تقييم العمل الإنساني الميداني.
وشهد الاجتماع نقاشًا معمقًا حول مبادرة "إعادة ضبط العمل الإنساني أحد أبرز التوجهات الإصلاحية في المرحلة الراهنة"، وفي هذا السياق أوضح الدكتور الغامدي أن المملكة تدعم هذه المبادرة بوصفها خطوة محورية لإعادة توجيه العمل الإنساني نحو تمكين المجتمعات المحلية، وتعزيز المرونة، والاستجابة طويلة الأمد المبنية على الأدلة، مشيرًا إلى ضرورة الربط بين التخطيط الإستراتيجي والممارسات الميدانية لتحقيق أثر فعلي ومستدام.
وعبّرت المملكة خلال النقاشات عن رؤيتها لتطوير الشراكة مع مكتب أوتشا، داعية إلى توسيع آليات التنسيق وزيادة الشفافية، بما يعزز التخطيط متعدد السنوات والمساءلة الجماعية، ولاقت هذه الرؤية ترحيبًا من عدد من الدول المانحة التي أكدت أهمية هذه التوجهات في تحسين جودة الاستجابة الإنسانية وتعزيز الثقة بين الأطراف الفاعلة.
أما على صعيد التمويل، فقد أكد الدكتور الغامدي ضرورة تعزيز استدامة الموارد من خلال تنويع مصادر التمويل واعتماد نماذج مرنة ومبتكرة، موضحًا أن المملكة بصفتها أحد أبرز المانحين لأوتشا، تدعم الأدوات التي تسمح بسرعة الاستجابة، مثل التمويل المرن والمباشر، خاصة في ظل تزايد الأزمات وتنافس الأولويات الإنسانية.
وخلال مداولات الاجتماع التي تناولت حماية المدنيين والمبادئ الإنسانية، جددت المملكة احترامها القانون الدولي الإنساني الذي يمثل ركيزة أساسية في نهجها الإنساني، مشيرة إلى مبادرات نوعية أطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة في البيئات المتأثرة بالنزاع لتعزيز الوصول الإنساني ودعم الفئات الأكثر ضعفًا، بما يعكس التزامًا عمليًا بقيم الحماية والكرامة الإنسانية.
واختتم الاجتماع بتسليم رئاسة مجموعة المانحين من مملكة النرويج إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وبهذه المناسبة عبّر الدكتور الغامدي عن تقدير المملكة للدور الفاعل للنرويج، وهنأ ألمانيا على توليها الرئاسة، معربًا عن تطلع المملكة إلى تعزيز التعاون مع الرئاسة الجديدة والشركاء الدوليين لمواصلة تطوير منظومة العمل الإنساني متعددة الأطراف.