زعيم "أنصار الله" يدعو السعودية إلى إثبات حسن النوايا بمعالجة الملف الإنساني

القاهرة، 9 أغسطس - (پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك) - جدد زعيم جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، عبد الملك الحوثي، تمسك جماعته بأولوية معالجة الملف الإنساني المتمثل برفع القيود التي يفرضها التحالف العربي بقيادة السعودية على مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة غرب اليمن اللذين تديرهما الجماعة، كمدخل لإحلال السلام في اليمن.

وقال الحوثي، في كلمة متلفزة بثتها قناة "المسيرة" الناطقة باسم "أنصار الله"، بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية، مخاطباً السعودية: "إذا كان لديكم نوايا جادة للسلام فأول خطوة هو معالجة الملف الإنساني الذي يمثل حقا مستحقا للشعب اليمني، أثبتوا نواياكم في الملف الإنساني ثم أوقفوا الغارات وانهوا الاحتلال (في اشارة إلى تواجد قوات التحالف) ونحن من جانبنا سنتوقف".

وأضاف لقد "قلنا للمبعوث الأممي السابق والوساطة العمانية إذا أعلنت السعودية وقف العدوان (عمليات التحالف العربي) والحصار سنرحب بذلك على الفور"​​​.

وتابع: "عليهم وقف العدوان والحصار ومعالجة ملفات الحرب كملف الأسرى وتعويض الأضرار والكف عن التدخل في شؤون البلد".

واستطرد: "جاهزون للسلام الحقيقي وليس الخداع وقدمنا مبادرات عدة وعندما أتى العمانيون إلى صنعاء قدمنا مبادرات مهمة. نحن نريد السلام ونحن من يعاني من استمرار العدوان والحصار".

ورأى زعيم "أنصار الله" أن "المشكلة في إصرار دول العدوان على استمرار عدوانهم وحصارهم والمراوغة بدون اتخاذ خطوات عملية حتى على الملف الإنساني"، مشدداً على "أنه لا يمكن القبول بعنوان السلام مع استمرار الغارات والهجمات والتجاوزات والحصار الخانق".

وشكك الحوثي في جدية الإدارة الأميركية لتحقيق السلام في اليمن، بالقول إن "حديث الأميركي عن السلام مجرد خداع، وما تقدمه أمريكا من كلام لإخفاء وحشيتها ونزعتها الإجرامية فهو لذر الرماد على العيون وتضليل الرأي العام".

وأشار إلى "حديث بعض أعضاء الكونغرس الأميركي أن واشنطن لو أرادت بجد وقف العدوان على اليمن لأوقفته فوراً".

واعتبر أن "مفهوم السلام على الطريقة الأميركية هو الاستسلام، والقبول بالاستباحة للأرض واستمرارية العدوان والحصار أمر غير مقبول".

واتهم الحوثي، أمريكا بـ "استهداف العملة بنقل البنك أولاً، وطباعة الأوراق النقدية وغيرها من السياسات المضرة بالقدرة الشرائية للشعب اليمني"، مضيفاً أن "الفئة الواسعة من أبناء الشعب اليمني مصنفة تحت خط الفقر ورغم معرفة الأميركي بذلك إلا أنه أصر على ضرب العملة".

وقال إن "الاستهداف الشامل يكشف حقيقة نوايا الأمريكيين، وأن حربهم هي حرب على كل الشعب اليمني".

وانتقد زعيم "أنصار الله" قرار الحكومة المعترف بها دولياً، رفع التعرفة الجمركية معتبراً أنه "يصب في اتجاه الاستهداف الشامل لكل الشعب"، مضيفاً: "من يسمون أنفسهم الشرعية كل قراراتهم وإجراءاتهم وتصرفاتهم ضد أبناء الشعب اليمني".

ووصف الحوثي "الشرعية" بأنها "كذبة وعنوان زائف"، معتبراً أن "لا شرعية للفساد والظلم والخيانة وبيع الوطن".

وأشاد زعيم "أنصار الله" بإجراءات الجماعة في مقاضاة أعضاء البرلمان المؤيدين للرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي المؤيد له، واصفاً ذلك بأنها "خطوة مهمة وشجاعة تستحق الإشادة".

وجدد الحوثي عرضه للسعودية الإفراج عن ضباط أسرى لدى الجماعة مقابل إطلاق الرياض سراح معتقلين فلسطينيين من حركة حماس، بالقول: "نجدد إدانتنا للأحكام السعودية الظالمة بحق المختطفين الفلسطينيين، ونؤكد من جديد عرضنا للنظام السعودي لتبادل ضباطه الأسرى لدينا مقابل الإفراج عن المختطفين".

وأضاف أن "النظام السعودي يتودد إلى العدو الإسرائيلي بأحكامه الجائرة بحق المختطفين الفلسطينيين وتجريم دعم المقاومة الفلسطينية لدى النظامين السعودي والإماراتي ومن معهما يمثل انحرافا خطيرا".

واعتبر زعيم "أنصار الله" أن "مشكلة النظامين السعودي والإماراتي مع (حماس) هي في مقاومتها للعدو الإسرائيلي في المقام الأول".