"أنصار الله" تؤكد عدم تسلمها رسمياً لأي مبادرة من السعودية وتعرب عن دعمها للدور العُماني

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 24 مارس 2021ء) جميل الماس. أكد القيادي في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، اليوم الأربعاء، عدم تلقي الجماعة أي مبادرة رسمية من قبل السعودية وإن ما تم هو عبارة عن دعوة في إطار الإعلام فقط، متهما المملكة بعدم الجدية في وقف الحرب على اليمن​​​.

وقال الحوثي، في مقابلة خاصة مع وكالة "سبوتنيك": " أولاً لم تُسلَّم إلينا أي مبادرة رسمية وإنما تم ذلك إعلان في الإعلام فقط. فلو كان هناك جدية في الموضوع لتم إرسالها قبلا، والحديث حولها، وأيضاً الحديث عن مسألة ما ستعلن عنه المبادرة، حتى يكون هناك موافقة من الأطراف لو أرادت أن تكون هذه المبادرة، مبادرة حقيقية، لكن طرحها للإعلام دون أن نبلغ رسمياً فهذا الأمر يوحي بأن هناك عدم جدية من قِبل السعوديين في أن يتوقفوا هم عما يقوموا به من عدوان على بلدنا".

وأضاف " كان من المفترض أن تُسلَّم رسمياً إلينا إن كانوا يريدون أن يقدموا أي مبادرة سواءً مبادرة باعتبار أنهم ينظروا إليها داخلياً أو خارجياً، وبعد ذلك ينتظروا الرد من قِبلنا"، مشيرا إلى أن ما قُدم من قبل السعودية إنما " قُدِم للإعلام ولم يُقدَّم إلينا رسمياً على الإطلاق، ولو كانوا يريدون أن يقدموا شيئا حقيقيا للجمهورية اليمنية لقدّموه رسمياً قبل الإعلان عنه وتم النقاش معهم قبل ذلك".

وتابع " نحن مع إيقاف إطلاق النار وإيقاف العدوان وفك الحصار، ولكن ليس إعلامياً، نحن نريد أن تكون هناك مواقف عملية".

كما أعلن الحوثي، دعم السلطات في صنعاء لاستمرار الدور العُماني في تقريب وجهات النظر من أجل تحقيق السلام في اليمن، داعيا في نفس الوقت السعودية والولايات المتحدة إلى وقف الحرب على بلاده.

وقال الحوثي في هذا السياق: " نحن مع استمرار سلطنة عمان وغيرها من الدول في تقريب وجهات النظر من أجل تحقيق التسوية ومن أجل إيقاف العدوان وفك الحصار، نحن لا نمانع من أن يكون لأي دولة وبالأخص عمان دور مميز في إيقاف العدوان، هذا هو شأن يجب أن يتحرك الجميع فيه من أجل أن تتوقف الحرب على بلدنا ومن أجل أن يُفَك الحصار عن بلدنا".

وأضاف " ندعو السعودية وأميركا ودول العدوان جميعاً إلى إيقاف العدوان وفك الحصار والجلوس على طاولة واحدة للتفاوض في أي شيء آخر بعد هذه الأشياء".

وتابع القيادي في "أنصار الله": " نأمل أن تُقدم دول العدوان قرارات حقيقية بإيقاف العدوان وفك الحصار بدلاً من الدعوة".

وأردف القيادي الحوثي قائلا: " كذلك لا زلنا منتظرين المبعوث الأممي الرد على ما قدمناه من "رؤية الحل الشامل للجمهورية اليمنية" وإلى اليوم لم يتم الرد علينا بخصوصها".

وفي عودة لحديثه عن المبادرة التي قدمتها الخارجية السعودية، اعتبرها غير جدية لان المبادرة لم تذكر "وقف إطلاق النار في عموم الجمهورية اليمنية" ولم تشمل تحديدا لفترة الهدنة في البلاد، لم يُحدد فيها الوقت ولا التاريخ ولا كيف سيكون وقف إطلاق النار .

وقال الحوثي " لاحظ، قال [وزير الخارجية السعودي] إنها تعلن عن مبادرة بإنهاء الأزمة تتضمن دعوة الحوثيين لوقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، ولم يقل [الوزير السعودي] بوقف إطلاق النار في عموم الجمهورية اليمنية يبدأ من كذا إلى كذا.هذا أول شيء، لم يُحدد فيها الوقت ولا التاريخ ولا كيف سيكون وقف إطلاق النار هذا شيء.

وأعتبر القيادي في "أنصار الله " أن بند الحساب المشترك في المبادرة السعودية غير واضح، وقال: "الشيء الثاني تحدثت [المبادرة ] عن إيداع الضرائب والإيرادات الجمركية من المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في حساب مشترك في البنك المركزي اليمني بالحديدة، وفق اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة. هذه صيغة غير واضحة لا يعلم منها هل هي التي ستضع هذا الشيء أم أنه شرط علينا من أجل إيقاف إطلاق النار ؟"

وواصل حديثه حول الفقرة المتعلقة بمطار صنعاء الدولي قائلا: " هذه شروط.. المبادرة التي تُقدّم دائماً لا تحمل الشروط، أما هذه هي حملت الشروط التي يتحدثون عنها منذ البداية".

وخلص الحوثي في ختام حديثه إلى "سبوتنيك " بالتالي حديثهم عن اتفاق ستوكهولم يؤكد بأنهم رفضوا اتفاق ستوكهولم ولم يتم تنفيذه، وهو اشتمل على فتح الموانئ لدخول السفن إليه وإخراج المرضى والسماح بفك الحظر الجوي إلى وجهات، ولم يتم تنفيذه من قبلهم فكان المفترض بهم أن يعلنوا قرارا أو مبادرة لفك الحظر والحصار وإيقاف إطلاق النار، ولو قالوا مبادرة بما ينسجم مع ستوكهولم لكان الأمر طبيعي".

و أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، يوم الاثنين الماضي، مبادرة جديدة لإنهاء الأزمة في اليمن، تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار بإشراف الأمم المتحدة، وفتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات، وتخصيص الإيرادات في دفع رواتب الموظفين.

ودعا وزير الخارجية السعودي، "الحكومة الشرعية والحوثيين للقبول بمبادرة إنهاء الأزمة"، معتبراً أنها "الحل الوحيد للخروج بحل سياسي".