قطر 2019 .. اتصالات مع الرياض وقمة كوالالمبور ومشاركة دول المقاطعة في أحداث رياضية بالدوحة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 28 ديسمبر 2019ء) نزار عليان. مثّل الإعلان عن مفاوضات بين قطر والسعودية "من دون شروط مسبقة" لتجاوز أزمة الخليج التي تتواصل منذ عامين ونصف، أحد أبرز أحداث 2019؛ وتوج أحداث العام الذي يوشك أن يغادرنا بعد جملة من الأحداث قد لا تقل أهمية أبرزها مشاركة منتخبات 3 دول مقاطعة للدوحة في بطولة كأس الخليج لكرة القدم بقطر، ثم الإعلان المثير للجدل عن مشاركة قطر في قمة إسلامية مصغرة بماليزيا، رافقه تنديد من منظمة التعاون الإسلامي بعقد القمة.

أعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في 6 كانون الأول/ديسمبر الجاري، عن مباحثات مع السعودية حول الأزمة الخليجية.

وقال الوزير القطري، في كلمة ألقاها أمام منتدى حوارات المتوسط الذي استضافته العاصمة الإيطالية روما، "هناك مباحثات مع الأشقاء في السعودية ونأمل أن تسفر عن نتائج إيجابية.. انتقلنا من طريق مسدود في الأزمة الخليجية إلى الحديث عن رؤية مستقبلية بشأن العلاقة مع السعودية"، مؤكدا أن الحديث لم يدر عن المطالب الخليجية - المصرية الـ13، لعودة العلاقات مع الدوحة.

كان ذلك أول تصريح رسمي من الدوحة حول تطورات ملف المصالحة الخليجية، بعد أكثر من عامين من إعلان السعودية والإمارات والبحرين، ومعها مصر، عن قطع العلاقات كافة مع قطر لـ "دعمها وتمويلها الإرهاب"، واتخاذ تدابير عقابية بحقها، من بينها إغلاق الحدود البرية ومنع استخدام الموانئ والأجواء وغيرها.

وكان من بين أبرز الاتهامات لقطر العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في الدول الأربع؛ وهو الاتهام الذي رد عليه وزير الخارجية القطري بقوله "لم ندعم الإسلام السياسي ولا حركة الإخوان المسلمين، لكن دعمنا كان للشعوب وليس للأحزاب السياسية"، مؤكدا أن الإخوان المسلمين ليس لديهم وجود رسمي في قطر.

وبشأن العلاقة مع إيران، أكد وزير الخارجية القطري التزام بلاده بعلاقة حسن الجوار مع طهران، لافتًا إلى أن الدوحة "لن تنسى أنها (إيران) فتحت أجواءها لقطر بعد الحصار".

وحول المطالب الأخرى من قطر، بما فيها إغلاق القاعدة العسكرية التركية في البلاد، أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن شؤون قطر الداخلية لن تكون محل تفاوض مع أي طرف؛ مضيفا "لدينا سياستنا المستقلة".

وجاء ذلك، بعد تقارير إعلامية تحدثت عن انفراجة قريبة في الأزمة الخليجية، التي اندلعت، في الخامس من حزيران/يونيو 2017 بدعوى دعم قطر للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة بشدة، واعتبرت أنه محاولة للسيطرة على قرارها السيادي.

كأس الخليج لكرة القدم:

على الرغم من الإعلان عن عدم مشاركة منتخبات السعودية والإمارات والبحرين في دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم "خليجي 24" بقطر؛ إلا أن منتخبات الدول الثلاث شاركت في البطولة، التي جرت أحداثها بين 24 تشرين الثاني/نوفمبر والسادس من كانون الأول/ديسمبر 2019؛ وفاز بها المنتخب البحريني على حساب نظيره السعودي.

وكانت هذه المرة الأولى التي تشارك فيها المنتخبات الثلاثة، في بطولة مقامة على أراضي قطر، منذ الأزمة الخليجية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة.

وسبق للسعودية والإمارات والبحرين أن امتنعت عن المشاركة في "خليجي 23"، بين نهاية العام 2017 ومطلع 2018، نظرا لأن قطر كانت المضيفة. لكن البطولة نقلت إلى الكويت قبل أيام من موعدها المقرر، كبادرة من الاتحاد الخليجي بعدما رفع الاتحاد الدولي (فيفا) الإيقاف الذي كان مفروضا على الكويت، ما دفع المنتخبات الثلاثة إلى خوض المنافسات.

قمة كولالمبور الإسلامية المصغرة:

شارك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في القمة الإسلامية المصغرة بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، في 19 كانون الأول/ديسمبر 2019؛ على الرغم من تنديد منظمة التعاون الإسلامي بعقد القمة خارج إطار المنظمة، التي تضم 57 دولة إسلامية، وتتخذ من مدينة جدة السعودية مقرا.

وقال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، في افتتاح القمة، إنه لا يريد الحديث عن الدين، ولكن عن شؤون المسلمين، في ظل المآسي والأزمات التي تعيشها الأمة الإسلامية، وذكر منها أزمات اللجوء والحروب الداخلية وفشل الحكومات واحتلال الأرض وظاهرة الإسلاموفوبيا.

وشارك في القمة إلى جانب رئيس وزراء الدولة المضيفة، أمير قطر، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الإيراني حسن روحاني، وعدد من المسؤولين من دول إسلامية أخرى، وممثلين عن حركة حماس الفلسطينية.

وشهدت القمة غياب رئيس الوزراء الباكستاني، والرئيس الإندونيسي؛ وتحدث تقارير صحافية عن ضغوط شديدة مارستها السعودية عليهما، الأمر الذي نفته السفارة السعودية لدى باكستان.