(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 09 يونيو 2021ء) جميل الماس. أكد السفير القطري لدى روسيا، الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني ، اليوم الأربعاء، أن روسيا شريك استراتيجي ومهم بالنسبة لدولة قطر وأن هناك تعاون شامل بين الدولتين في جميع المجالات، بما في ذلك في المجال العسكري التقني، وأن منتدى بطرسبورغ سيعطي دافعا قويا لتعزيز الشراكة ومضاعفة مستوى التبادل التجاري بين البلدين.
وقال أحمد بن ناصر في حوار خاص مع وكالة "سبوتنيك" عن نتائج منتدى بطرسبورغ، بأنه : "تم التوقيع خلال هذا المنتدى على أكثر من 60 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين مؤسسات حكومية وقطاع خاص من دولة قطر مع المؤسسات والشركات المشابهة. ونطمح في البلدين إلى رفع مستوى التبادل التجاري إلى مستوى أعلى مقارنة بما هو موجود نظراً لأن البلدين يتمتعان بإمكانيات اقتصادية كبيرة وخبرات غنية وفرص متنوعة للتعاون".
وأشار السفير القطري إلى أن " حجم الاستثمارات القطرية في السوق الروسية بلغ حوالي 13.5 مليار دولار وهي أكبر الدول المستثمرة في روسيا، وتتركز في قطاع الطاقة وفي البناء والتجارة ومجالات أخرى".
وأضاف آل ثاني "هناك توجهات لدى البلدين لتوسيع الشراكة الاقتصادية وسيعلن عن بعضها بعد المنتدى. عندنا حجم استثمارات كبير بين قطر وروسيا، ولكن بعد هذا المنتدى وتواجد دولة قطر كضيف شرف، سيعطي دافع لتكثيف التبادل التجاري والاستثمارات"،
وتابع " خطاب سمو الأمير كان واضحاً جدا في هذا المنتدى، وقد أعطى سموه توجيهات سامية خلال هذا المنتدى برفع مستوى الشراكة التجارية بين دولة قطر وروسيا الاتحادية، وأمر بمضاعفة هذه العلاقات المتميزة بين البلدين، والجميع يعلم أن روسيا ذات اقتصاد قوي، وهي بلد يملك شراكات موثوقة، لذلك قطر كما فعلت في السابق وفي الحاضر وأيضا في المستقبل، فهي مستعدة للتعاون والشراكة مع روسيا".
وفي سياق متصل نفى السفير القطري لدى روسيا، صحة التقارير الصحفية في بعض وسائل الإعلام الغربية حول رفض أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، الحضور إلى منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي بسبب عدم تنظيم لقاء شخصي مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وقال السفير القطري في هذا الصدد " بخصوص هذا الأمر كنت أتمنى لو أن وسائل الأعلام هذه كانت حاضرة في منتدى بطرسبورغ لتشاهد المشاركة، وبالنسبة لزيارة سمو أمير دولة قطر، فجائحة كورونا لا زالت موجودة ولم تختف، ولذلك لسلامة الرؤساء في هذا المنتدى وسلامة سمو الأمير، تم تغيير شكل المشاركة إلى مشاركة مرئية (عبر الفيديو) وهذا الأمر كذلك كان ساريا ليس فقط بالنسبة للأمير، إنما المستشار النمساوي والرئيس الأرجنتيني والرئيس البرازيلي كلهم شاركوا بالفيديو عن بعد".
وأضاف آل ثاني" وهذه الأخبار عن سبب عدم الحضور غير صحيحة، وكذلك الخبر حول خفض عدد الوفد القطري هو خبر غير صحيح، فالعدد كان كبيراً جداً، وسعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، كان على رأس الوفد وممثلا لسمو الأمير ولم يتغير شيء".
وواصل السفير القطري في موسكو حديثه بالقول" أود التأكيد على أن الرئيس فلاديمير بوتين له علاقات شخصية جيدة جداً مع سمو الأمير تميم، وتهنئة الرئيس بوتين لسمو الأمير بمناسبة عيد ميلاده وخروجه عن البرتوكول المتعاهد دليل على متانة هذه العلاقات الشخصية، وهي بالفعل علاقات قوية وتقود مجمل التعاون الثنائي بين البلدين".
كما وأعلن السفير القطري لدى روسيا، الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني، بأن هناك العديد من الاتفاقات الكبيرة التي ستعقد في الفترة القادمة بين روسيا وقطر بتوجيهات من سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر ووزير الخارجية.
وعرج أحمد بن ناصر في حديثه مع "سبوتنيك" عن آفاق صفقة امتلاك قطر لجزء من مطار فنوكوفو في موسكو والاستثمارات القطرية في البنية التحتية لقطاع الطيران في روسيا، قائلا : " الاتفاقات بين قطر وروسيا في هذا المجال تقريبا شبه مكتملة، وبتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر المفدى، ومن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، هناك اتفاقيات كبيرة وبفضل الدفعة التي أعطاها منتدى بطرسبورغ إن شاء الله تكون هذه الاتفاقات جاهزة ومكتملة".
وأضاف السفير القطري " لنا علاقات مميزة مع الجانب الروسي في التجارة والاقتصاد والثقافة وكذلك في المجال العسكري، وليس فقط مع موسكو وإنما مع أقاليمها أيضاً، وكما تعلم هناك قمة قازان والتي ستعقد نهاية يونيو، وهي قمة اقتصادية كبيرة، وهناك دعوة من الرئيس التتارستاني لدولة قطر، وإن شاء الله سأكون من الحاضرين في هذه القمة".
وأوضح آل ثاني، في حديثه عن التعاون في المجال العسكري، قائلا إنه: " بالنسبة للتعاون العسكري بين روسيا وقطر فهناك تعاون قائم وكانت هناك وفود قدمت إلى روسيا وهناك وفود قادمة إلى روسيا من قطر في مجال التدريب ومجال المعلومات ومجالات أخرى، وقطر لها علاقات مميزة مع روسيا وكما أخبرتك فهي لا تنحصر في مجال واحد فقط، فقطر وروسيا عازمتان على توسيع التعاون الثنائي وتعميقه. وروسيا بالنسبة لدولة قطر هي شريك استراتيجي وشريك مهم في جميع المجالات".
وشدد السفير القطري بقوله، إن " العلاقات العسكرية مهمة جدا ولنا علاقات مميزة مع وزارة الدفاع الروسية. وقد وقع البلدان اتفاقية التعاون العسكري التقني عام 2018 في الدوحة. أما بالنسبة لاتفاقية صواريخ الدفاع الجوي "إس 400" فلا جديد في هذا الموضوع و لا زال هذا الموضوع مطروحاً، ولكن لا نتائج في الوقت الراهن".
كما تطرق الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني، عن الوضع القائم لجائحة كورونا والتعاون في المجال الصحي، منوهاً إلى وجود تعاون في المجال الصحي والطبي مع روسيا بما في ذلك وفي مجال اللقاحات.
وأردف قائلاً، حول التعاون الروسي القطري في المجال الصحي واهتمام قطر في إنتاج اللقاحات الروسية: " هذه أكيد بلا شك توجيهات سمو الأمير واضحة بالنسبة لنا جميعا، وقبل يومين من بدء المنتدى جرى اتصال مرئي بين سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري مع سعادة وزير الصحة الروسي، وهذا أعطى تقارباً جدياً في هذا المجال، وهناك تعاون في المجال الصحي أيضاً وليس فقط مسألة اللقاح".
وأختتم السفير القطري " روسيا بلد عريق في التقدم العلمي ولديها خبرة واسعة في المجال الطبي. وقد أشاد سمو الأمير، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمنتدى، بالتقدم الروسي في مجال إنتاج اللقاحات وتوزيعها".
هذا وتشهد العلاقات الروسية القطرية تحسنا ملحوظا في السنوات الأخيرة، تبدي من خلالها الدوحة اهتماماً بتعزيز استثماراتها الخارجية في روسيا، التي ترى فيها كثيرا من الفوائد الاقتصادية وما يساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين.
هذا وعقد منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي-2021 تحت شعار "معا مرة أخرى - اقتصاد الواقع الجديد"، حضوريا في الفترة من 2 إلى 5 حزيران/يونيو، وكان الوفد القطر أكبر الوفود المشاركة في المنتدى، وحظي الجناح القطري باهتمام واسع خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي.
وكان عدد المتحدثين في الجلسات والفعاليات من الجانب القطري – 100 شخص (منهم 63 شخصية كبيرة) كما شارك القطريون في 27 جلسة من جلسات المنتدى، وأجريت 19 فعالية في ردهة الدوحة، وتم التوقيع على 62 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وإجراء حوالي 200 لقاء عمل.
كما شارك في المنتدى 13000 شخصا من 140 بلد في العالم، وتحدث في الجلسة الافتتاحية الرئيسية للمنتدى الرئيس الروسي وخمسة رؤساء آخرين بمن فيهم الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والتي كرست للحديث عن نتائج جائحة كورونا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وشارك حوالي 1000 ممثل لوسائل الاعلام الأجنبية من 45 بلداً
