مؤتمر دعم لبنان: تعهدات بمساعدات بعشرات الملايين وبدعم النهوض الاقتصادي بعد انفجار بيروت

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 09 أغسطس 2020ء) أعرب المشاركون في المؤتمر الدولي لدعم لبنان، الذي عُقد عبر الإنترنت اليوم الأحد بدعوة من فرنسا، عن استعدادهم لدعم النهوض الاقتصادي والمالي لبنان، خاصة عقب الانفجار الذي وقع بمرفأ بيروت الثلاثاء الماضي وأوقع عشرات القتلى وآلاف المصابين وأدى أيضا إلى تضرر منشآت العاصمة اللبنانية وأبنيتها بشكل بالغ.   

ونقلت الرئاسة اللبنانية، على صفحتها على "تويتر" البيان الختامي لـ "مؤتمر الدعم الدولي لبيروت وللشعب اللبناني" الذي جاء فيه "الشركاء مستعدون لدعم النهوض الاقتصادي والمالي للبنان، ممّا يستدعي، في إطار استراتيجية لتحقيق الاستقرار، التزام السلطات اللبنانية بالكامل القيام سريعاً بالإجراءات والإصلاحات التي يتوقّعها الشعب اللبناني"​​​.

وأضاف البيان الختامي "قرر المشاركون العمل بحزم وبالتضامن لمساعدة بيروت والشعب اللبناني على تجاوز نتائج مأساة الرابع من آب/أغسطس، واتفقوا على حشد موارد مهمة في الأيام والأسابيع القادمة بهدف تلبية الاحتياجات الفورية لبيروت والشعب اللبناني".

كما أكد البيان الختامي "توافق المؤتمرون على أن تكون مساعداتهم سريعة وكافية ومتناسبة مع احتياجات الشعب اللبناني ومنسّقة جيداً تحت قيادة الأمم المتحدة، وأن تُسلَّم مباشرةً للشعب اللبناني، بأعلى درجات الفعالية والشفافية".

وأشارت الرئاسة اللبنانية أنه "شارك في المؤتمر الذي عقد في باريس لمساعدة بيروت والشعب اللبناني 36 دولة ومؤسسة دولية".

وخلال المؤتمر، أعلنت المفوضية الأوروبية عن حشد مساعدات إنسانية إضافية إلى لبنان تبلغ قيمتها 30 مليون يورو.

وجاء في بيان صحفي اليوم الأحد على الموقع الإلكتروني للمفوضية الأوروبية، "تعهدت المفوضية الأوروبية، في المؤتمر الدولي لمساعدة ودعم بيروت والشعب اللبناني. بتمويل جديد بقيمة 30 مليون يورو للمساعدة في تلبية الاحتياجات العاجلة للمتضررين من الانفجار الدامي الذي وقع في بيروت في 4 آب / أغسطس."

وتقدم المساعدات الجديدة، بعد أن أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عن تعبئة مبلغ أكثر من 33 مليون يورو، يوم الخميس الماضي إلى بيروت.

وأوضح البيان أن المساعدات الأوروبية ستوجه إلى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية لصرفها وسيتم مراقبة العملية بدقة.

فيما أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عبر حسابه الرسمي على تويتر، عن حشد مبلغ وقدره 20 مليون يورو من المساعدات، معلقا "الشعب في بيروت بحاجة ماسة إلى مساعدتنا وهم بحاجة إلى سبب للأمل. لذلك يسعدني جدا أن أتعهد اليوم بمبلغ 20 مليون يورو إضافية إلى لبنان من صناديق المساعدات الإنسانية والتعاون الإنمائي."

كما أكدت المملكة المتحدة، في بيان صحفي على الموقع الإلكتروني للحكومة البريطانية،" عن تعبئتها مبلغا إضافيا وقدره 20 مليون استرليني، بجانب مبلغ 5 مليون، أعلن عنها مؤخرا لتوفير الغذاء للمواطنين المتضررين من حادثة الانفجار.

 عربيا، قال أمير قطر ، تميم بن حمد، إن قطر ستعلن قريبا عن مساهمتها في إعادة إعمار بيروت خلال البرامج التي سيتم إقرارها، وقدمت المساعدات الغذائية بقيمة 50 مليون دولار.

واعتبر أمير قطر أن لبنان لا يستطيع بمفرده تجاوز هذا الظرف الأليم؛ مشددا على أن مواجهة هذه الأزمة وتداعياتها السلبية الخطيرة رهينة بتعزيز الوحدة الوطنية وتوحيد وتكثيف الجهود الحكومية والمجتمعية في لبنان، وتقديم المجتمع الدولي لكافة أشكال المساعدات من الإغاثة وإعادة الإعمار.

من جهته، أعلن رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، استعداد الكويت لتقديم الدعم إلى لبنان في مواجهة كارثة انفجار مرفأ بيروت، بالتزامات مسبقة على الصندوق الكويتي للتنمية، يعاد تخصيصها لصالح لبنان، بما يقارب ثلاثين مليون دولار.

وأضاف الشيخ صباح الخالد، في كلمة له في المؤتمر الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي بدعوة مشتركة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أنه سيتم التنسيق بشأن ذلك مع السلطات اللبنانية، لدعم الأمن الغذائي، إضافة إلى مساعدات طبية وغذائية عاجلة تصل إلى أحد عشر مليون دولار، إضافة إلى تبرعات الجمعيات الخيرية الكويتية.

بدوره، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان  المملكة من أوائل الدول التي قدمت مساعدات إنسانية عاجلة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

وقال وزير الخارجية السعودي، "نقف مع لبنان الشقيق، ونؤكد على أهمية إجراء تحقيق شفاف ومستقل لكشف الأسباب التي أدت إلى الانفجار المروع".

أما الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، فقال في كلمته، "نأمل أن تكون هذه المساعدات السريعة، والتي ستليها، قد خففت قليلاً من معاناة اللبنانيين خلال هذا الوقت العصيب، وأنا على ثقة أن الجميع، بمن فيهم طبعاً مجموعة دعم لبنان، سيقومون بما في وسعهم من أجل حفظ الأمن والاستقرار فيه".

فيما أكد أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن "كل العالم يؤكد عدم ترك اللبنانيين لوحدهم، والأولوية هي لإعادة الإعمار وإعادة الناس إلى منازلهم، مؤكدا أن الجامعة "ستقوم بوضع كل مواردها وخبرتها من أجل تحقيق هذا الهدف، ويحق للبنانيين معرفة حقيقة الحادث وتحقيق العدالة".

وعقد المؤتمر الدولي الافتراضي للمانحين، الذي دعت إليه فرنسا، عقب انفجار مرفأ بيروت، الثلاثاء الماضي؛ وذلك بغية حشد دعم دولي للشعب اللبناني.

وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمة أمام المؤتمر، بأن تكون المساعدات التي ستوجه للبنان مستقلة وتحت إشراف الأمم المتحدة؛ وأنه سيكون هناك تحقيقا حياديا للوقوف على أسباب الانفجار.

وكان انفجار قد وقع، مساء الثلاثاء الماضي، في مرفأ العاصمة اللبنانية وأدى، حتى الآن، إلى مقتل 158 شخصا، وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين، ولا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين.

وتسبب الانفجار في دمار هائل بالمرفأ وبالمناطق المجاورة له؛ وأعلن لبنان، إثر ذلك، بيروت مدينة منكوبة والحداد العام.

وقال مسؤولون إن الانفجار، وفق المعلومات الأولية، حصل جراء اشتعال وانفجار مواد كيميائية كانت مخزنة بالمرفأ منذ 6 سنوات.

ودعا الرئيس اللبناني الدول الصديقة للإسراع بمساعدة بلاده جراء الدمار الشديد الذي سببه الانفجار وسط أزمة اقتصادية حادة تعيشها البلاد.