لكاتب اللبناني محمد طرزي يناقش "رسائل النور" في أتيليه القاهرة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 15 يوليو 2019ء) ناقش الكتاب الروائي اللبناني محمد طرزي روايته "رسالة النور- رواية عن زمان ابن المقفع" مساء اليوم الأحد، في "أتيليه القاهرة"، بحضور أستاذ الأدب والبلاغة بجامعة القاهرة الدكتور احمد درويش، والناقد الأدبي الدكتور محمد متولي.

وتدور أحداث الرواية الصادرة عام 2015 عن "الدار العربية للعلوم ناشرون" بين زمانين في القرنين السابع والثامن، فترة خلافة الأمويين والعباسيين، وبين الزمن الحاضر في القرن الواحد والعشرين، وتناقش جانب من حياة المفكر والفيلسوف ابن المقفع، إلى جانب عرضها لإشكاليات العلاقة بين المثقف والسلطة الحاكمة​​​.

في حديثه عن الرواية، قال الكاتب محمد طرزي إن "الرواية كتبت بين عامي ٢٠١٤ و٢٠١٥، وفِي تلك الفترة كانت تشهد المنطقة العربية ثورات ما جعل الزمن الذي كتبت فيه الرواية مشابه للزمن الذي وقعت فيه الثورة العباسية".

وأضاف طرزي "في خضم تلك الثورة العباسية كانت هناك شخصيتان أساسيتان، هما عبد الحميد الكاتب وابن المقفع، لذلك الرواية مذيلة بزمان ابن المقفع وليست رواية عن ابن المقفع".

ويشرح طرزي "في ذلك الزمان، كان هناك عبد الحميد الكاتب الذي تماهي مع السلطة وتماهي مع الخليفة وقال إنه قد شارك الخليفة حياته ومن العار أن لا يشاركه مماته بعدما انفض الجميع من حوله، في المقابل أخذ ابن المقفع خيارا مختلفا، حيث تواجه مع السلطة وتناقض معها، وكتب كتابه الشهير رسائل الصحابة منتقدا الخليفة الحاكم أبي جعفر المنصور، ومع ذلك دفع الثمن نفسه الذي دفعه عبد الحميد الكاتب".

وتابع طرزي "وجه من أوجه هذه الرواية هو الحديث عن أزمة المثقف في علاقته مع المجتمع وعلاقته مع السلطة القائمة".

وتدور الراوية بشكل أساسي حول شخصيتين، هما عبد الحميد كاتب الخليفة الأموي مروان بن محمد، والذي يكتب كتابا يوجه فيه نصائح للخليفة، وصديقه ابن المقفع الذي يقصد قصر الخلافة في دمشق خصيصا، ويطلب من صديقه ان يعمل في قصر الحكم ليضع كتابا ينتقد يعاصر فيه قصور الحكام عن قرب ليكتب كتابا ينتقدهم فيه، ثم يلاقي الصديقان المصير نفسه، وهو القتل.

خلال مناقشته للرواية، قال الدكتور احمد درويش أستاذ الأدب والبلاغة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة إن "رسائل النور تعد عملا من الأعمال النادرة التي تحقق المتعة والفائدة في ذات الوقت"، مشيرا إلى أن "الجزء الأكبر من المجهود في هذه الرواية بذل قبل ان يتناول الكاتب قلمه، فهذه الرواية لم تكتلت في مقهى أو ظلال حديقة ولكنها كتبت على يد أديب ومن وحي مكتبات ولها فلسفة تبلورها".

أشاد درويش باللغة التي كتبت بها الرواية، ولكنه وجه بعض الانتقادات تدور حول وجود مواقف في الرواية تنتمي اكثر إلى العصر الحالي وليس إلى عصر ابن المقفع، ونهاية الرواية التي وصفها ب"الفانتازية قليلا" و" تخالف سياق الرواية".

وختاما، قال درويش إن "هذه الرواية تثبت أنه يمكننا إعادة مناقشة قضايانا الحديثة في ضوء ما هو قديم".

من جانبه، قال الناقد الأدبي محمد متولى خلال المناقشة إن "محمد طرزي كتب ما يمكن ان نطلق عليه الرواية التاريخية التعبيرية، فهي تستمد مادتها من التاريخ ثم تبلورها وتكييفها مع المضامين المعاصرة"، مضيفا "ربما يريد التعبير عن الوقت الحالي من خلال التاريخ".

وتابع متولى إن "الكاتب يستخدم الوقائع التاريخية للتعبير عن موقفه من الواقع الحالي، كما أن الرواية تلمح إلى أمر مهم وهو دور المثقف في محاربة الإرهاب".

وحول اللغة التي كتبت بها الرواية، قال متولى ، "أشيد بلغة الرواية الرصينة ونحن في زمن تطغى فيه اللغة المحكية والتي لا تجد صعوبة في التحول إلى رفوف المكتبات في شكل كتب ورويات معاصرة".

وعلى هامش مناقشة رسالة النور ك، وقع طرزي روايته الجديدة "ماليندي -حكاية الحلم الأفريقي"، وهي الراوية الثانية بعد رواية "جزر القرنفل"، من ثلاثية "حكاية الحلم الأفريقي" التي يرصد فيها طرزي بعض من تاريخ الامبراطورية العربية في أفريقيا.

الجدير بالذكر ان محمد طرزي هو كاتب وروائي لبناني، درس الاقتصاد والقانون في كلية لندن، وصدرت له ٦ روايات تأخذ اغلبها الطابع التاريخي.

وفاز طرزي بجائزة غسان كنفاني عام ٢٠١٧ عن روايته جزر القرنفل، وفِي عام ٢٠١٨ فازت روايته "نستالجيا" بجائزة بكار للرواية.