وفاة البطريرك الماروني نصرالله صفير في بيروت عن عمر يناهز 99 عاماً

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 12 مايو 2019ء) توفي فجر اليوم الأحد، البطريرك الماروني السابق نصرالله بطرس صفير، عن عمر يناهز 99 عاماً.

ونعت الكنيسة المارونية، بطريركها السابق، في بيان جاء فيه: "بالألم والحزن الشديدين المقرونين بالرجاء المسيحي، يعلن غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي خبر وفاة المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، أيقونة الكرسي البطريركي وعميد الكنيسة المارونية وعماد الوطن"​​​.

وأضاف البيان "عند الساعة الثالثة من فجر اليوم ، الأحد 12 أيار/مايو، اسلم الروح بالتسليم المطلق لإرادة الله، منتقلا إلى بيت ألآب في السماء، بعد ثلاثية صلاة رافقته في هذا العبور من البيوت والكنائس والأديار وسواها، وبعد أيام من العناية الطبية الفائقة في مستشفى أوتيل ديو" في بيروت.

وطلب البطريرك الماروني "قرع الأجراس حزنا في جميع الكنائس عند الساعة العاشرة، والصلاة لراحة نفس الراحل الكبير في كل قداسات هذا الأحد الذي فيه ذكرى قيامة المسيح من الموت".

من جهته، نعى الرئيس اللبناني العماد ميشال عون البطريرك صفير قائلاً: "ستفتقد الساحة الوطنية رجلاً صلبا في دفاعه عن سيادة لبنان واستقلاله وكرامة شعبه"، مضيفا "بغياب البطريرك صفير تفقد الكنيسة المارونية واحداً من أبرز بطاركتها ورعاتها، كانت له بصمات مشرقة، مدبراً لشؤونها، ومحافظاً على تقاليدها وتراثها التاريخي، ومجدداً رتبها الطقسية، وساهراً على حاجات أبنائها".

وتابع لبرئيس اللبناني: "أسأل الله تعالى أن يرحم غبطة البطريرك صفير الذي رحل عنا اليوم إلى دنيا الحق، ويسكنه في مساكنه الأبدية، ويجعل ذكراه طيبة على مدى الأجيال".

والبطريرك الراحل من مواليد بلدة ريفون في منطقة كسروان في لبنان بتاريخ 15 أيار/مايو 1920.

أتمّ دروسه الابتدائيّة والتكميليّة في مدرسة مار عبدا - هرهريا في عرمون - كسروان، ثم دروسه الثانوية في المدرسة الإكليريكيّة البطريركيّة المارونيّة في غزير - كسروان، وفي المعهد الإكليريكي الشرقيّ التابع للجامعة اليسوعيّة، حيث تابع دروسه الفلسفيّة واللاهوتيّة.

في 7 أيّار/مايو عام 1950، رقّي إلى درجة الكهنوت، وعيّن خادماً لرعيّة ريفون وأمين سرّ أبرشيّة دمشق (صربا اليوم) وأمين سرّ البطريركية المارونيّة.

رُقِّي إلى الدرجة الأسقفيّة وعيِّن نائباً بطريركيّاً في 16 تمّوز/يوليو عام 1961، ثم عيّن مدبراً بطريركياً ورئيسًا للّجنة التنفيذيّة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وممثلاً لرئيس مجلس البطاركة الكاثوليك في لبنان لدى كاريتاس لبنان، ومستشاراً للّجنة الخاصّة بإعادة النظر في الحق القانوني الشرقي ومرشداً روحياً لمنظّمة فرسان مالطة ذات السيادة.

انتخبه مجلس المطارنة بطريركاً في 19 نيسان 1986، وهو البطريرك السادس والسبعون في سلسلة البطاركة الموارنة.

شغل منصب رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وشارك في ستة مجامع عامة لسينودوس الأساقفة، وفي جمعية سينودوس الأساقفة الخاصة بلبنان، وسينودس مسيحيّي الشرق الأوسط، وهو عضو مؤسّس لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، وقد عَقد المجمع البطريركي الماروني عام 2003 وهو الأول بعد المجمع اللبناني الذي انعقد عام 1736.

في في 26 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1994، عُيّن صفير كاردينالاً، ثم عضواً في المجلس الحبري لتفسير النصوص التشريعيّة، وعضواً في المجلس الحبري لراعوية الخدمات الصحية.

كتب العديد من المؤلفات والترجمات من بينها "من ينابيع الإنجيل" و"غابت وجوه" و"عظة الأحد" و"رسائل الصوم" وكتابي "رتبة العماد" و"الزواج".

قام البطريرك الراحل بزيارات رسمية وراعوية إلى العديد من دول العالم، كالفاتيكان والاتحاد السوفياتي والجزائر والولايات المتّحدة والكويت وقبرص وألمانيا وأفريقيا الجنوبية ومصر والأردن واستراليا والبرازيل ونيجيريا وغانا وشاطئ العاج وتوغو وبنين والسنغال وكندا والأرجنتين والمكسيك والأورغواي وبلجيكا وسويسرا والسويد وبريطانيا وقطر وأسبانيا.

خلال مسيرته البطريركية لعب البطريرك صفير أدواراً مهمة في الحياة السياسية في لبنان، لا سيما في مرحلة الحرب الأهلية خلال ثمانينيات القرن الماضي، وبعد الحرب الأهلية، بات مرجعية سياسية للمسيحيين، في ظل الغياب الذي خلفه نفي زعيم "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون إلى فرنسا وسجن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

وفي مطلع عام 2011، تقدّم البطريرك صفير باستقالته، طالباً إعفاءه من المهام البطريركيّة والانصراف إلى التأمّل والصلاة. فانتُخب المطران بشارة الراعي بطريركاً للموارنة في آذار/مارس 2011، وهو البطريرك السابع والسبعون للكنيسة المارونية.