موجة احتجاجات جديدة في لبنان بسبب استمرار انهيار سعر صرف الليرة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 29 نوفمبر 2021ء) موجة جديدة من الاحتجاجات الشعبية انطلقت في لبنان اليوم الاثنين على خلفية تردى الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار بشكل وصف بـ "الجنوني"، واستمرار انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار، في وقت يقوم فيه رئيس البلاد ميشال عون بزيارة إلى الدوحة.

ومنذ ساعات الصباح الباكر، قطع المحتجون العديد من طرق العاصمة بيروت بإطارات السيارات المشتعلة، وحاويات النفايات، بعد دعوات مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، لتنظيم احتجاج واسع وإقفال للطرقات وإضراب عام​​​.

وقد غطت سماء مدينة بيروت، التي تقطعت أوصالها، سحب من الدخان الأسود المتصاعد من الإطارات المحترقة على الطرقات.

كما شهدت مناطق الشمال والبقاع وعاصمة الجنوب صيدا، وكسروان في جبل لبنان، احتجاجات مماثلة، قطع خلالها شبان ورجال غاضبون المفاصل الرئيسية التي تربط المناطق بعضها ببعض.

وتوقف السير منذ الصباح عند مدخل الشمال اللبناني في منطقة شكا، وفي مدينة طرابلس، عاصمة لبنان الثانية، وصولاً إلى مناطق الضنية وعكار. كما تم قطع طرقات في منطقة البقاع الأوسط شرق البلاد. 

وحاول محتجون دخول مؤسستي كهرباء لبنان في صيدا جنوباً، وفي حلبا شمالاً، اعتراضاً على ساعات التقنين القاسي للتيار الكهربائي إذ تعيش هذه المناطق كما سائر أنحاء البلاد عتمة شبه شاملة.

وجاب شبان على دراجاتهم النارية شوارع العاصمة بيروت لحث المواطنين على المشاركة في هذا التحرك الذي دفع مدارس عدة إلى إقفال أبوابها أمام الطلاب بسبب صعوبة التنقل، خصوصاً بعدما كلف وزير التربية اللبناني عباس الحلبي مديري المدارس الحكومية والخاصة اتخاذ القرار المناسب بالإقفال أو عدمه حسب موقع كل مدرسة.

وتجمع مئات المواطنين في منطقة كورنيش المزرعة (بيروت) الذي يمتد من منطقة المتحف شرقي العاصمة إلى الروشة عند شاطىء المتوسط، وأطلق المشاركون في التجمع ما أسموها "صرخة غضب" ضد سياسة التجويع واللامبالاة التي تنتهجها السلطات الرسمية، مع احتجاز أموال المودعين في المصارف، والارتفاع الجنوني في أسعار المحروقات والسلع والمواد الغذائية.

ونفى المشاركون في الاحتجاجات أن يكونوا مدفوعين من أحزاب سياسية لتنفيذ تحركاتهم، وأكدوا أنهم نزلوا إلى الشوارع مدفوعين بحالة الفقر والجوع التي تعيشها عائلاتهم.

وتركزت احتجاجات اليوم الاثنين في المناطق ذات الغالبية الإسلامية، ولم تشهد مناطق نفوذ التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية أي احتجاجات لافتة للانتباه.

وترافقت الاحتجاجات مع سفر الرئيس اللبناني ميشال عون إلى قطر واجتماعه هناك مع أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى بيروت بعد زيارة إلى الفاتيكان.

وفور عودته عقد ميقاتي سلسلة اجتماعات أبرزها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بهدف استئناف اجتماعات الحكومة اللبنانية التي توقفت منذ أحداث الطيونة في منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

يذكر أن سعر صرف الدولار الأميركي الواحد تجاوز في الأسواق اللبنانية صباح اليوم عتبة الخمسة وعشرين ألف ليرة لبنانية بزيادة نحو 25 بالمئة مقارنة بالشهر الماضي، في ارتفاع قياسي تشهده الأسواق اللبنانية منذ حوالي أسبوع، فيما سعر الدولار الرسمي في مصرف لبنان مستقر عند مستواه 1507 ليرات.