مطلوب اتخاذ خطوات عملية حيال ضم إسرائيل أراض بالضفة الغربية – السفير الروسي لدى الأردن

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 23 يوليو 2020ء) أكد السفير الروسي لدى الأردن، غليب ديسياتنيكوف، أن ضم إسرائيل أراض من الضفة الغربية سيؤدي لتداعيات غير متوقعة، داعيا إلى اتخاذ  خطوات عملية من دون انتظار حدوث سيناريوهات سلبية.

وقال ديسياتنيكوف، في تصريح لوكالة سبوتنيك حول الخطوات العملية التي ستقوم بها روسيا الاتحادية في حال قيام إسرائيل بضم أراض من الضفة الغربية، "كما قلت فإنه إذا تم ضم أراضي الضفة الغربية، فقد يصبح تأثيره غير متوقعا بالنسبة للجميع، لذلك  فمن المطلوب اتخاذ خطوات عملية الآن من دون انتظار حدوث سيناريوهات سلبية"​​​.

وأضاف "هذا هو الاتجاه الذي نخطط للعمل فيه بنشاط في الوقت الراهن. والهدف الرئيس في هذا السياق حسب رأينا هو إعادة الوضع  الحالي إلى [مسار] المفاوضات حول موضوعات الوضع  النهائي. وكما بينت الممارسة فإن تحقيق نتائج إيجابية خارج إطار المفاوضات هو أمر يصعب تحقيقه".

وحول الموقف الروسي في حال قامت إسرائيل  فعليا بضم غور الأردن وأراضي الضفة الغربية إليها في المستقبل، قال ديسياتنيكوف "كما  هو  معروف، ما كان مخططاً من ضم جزء  من  الأراضي بالضفة الغربية حتى نهر الأردن في الأول من تموز/يوليو (الجاري)، لم يحدث. وتوجد عدة أسباب لذلك بما فيها اليوم - كما يبدو - انعدام  الوحدة لدى المبادرين بخطة ترامب للشرق الأوسط المعروفة بـ "بصفقة القرن".

واستطرد السفير الروسي لدى الأردن قائلا ""لكن ذلك لا  يعني أن مثل هذا الخيار رُفع تماما من جدول الأعمال. الموقف الروسي منه  معروف للجميع.  وبطبيعة الحال لا نستطيع  أن ندعم أية [محاولة] من مصادرة  الأراضي [بصورة] أحادية  الجانب، والتي من شأنها تقويض  حل الدولتين، و(في نهاية المطاف)، تقويض العملية السلمية بالكامل".

وأشار إلى أنه "لا  يجوز  نسيان  احتمال وقوع أسوأ التبعات لمثل هذه الخطوة في مجال  الأمن بما في ذلك بالنسبة لإسرائيل نفسها. وفي  هذا السياق نواصل العمل مع الإسرائيليين، آملين أن يأخذوا، في نهاية  المطاف، هذه التحذيرات بعين الاعتبار".

وحول أبرز الخطوات التي تسعى روسيا الاتحادية للقيام بها للدفع باتجاه تعزيز فرص السلام فيما يخص القضية الفلسطينية، قال السفير الروسي لدى الأردن، "بالفعل فإن مواقف بلدينا الصديقين تجاه التسوية الشرق أوسطية، تتشابه، وحتى أنها برأيي، تتطابق، مما يشترط كثيرا تشابه  الأساليب التي تستعملها الدولتان من أجل المساهمة في تحقيق السلام، والأمن الدائمين في الشرق الأوسط، إذ  ليس بإمكاننا بدون ذلك حل  القضايا الأخرى في المنطقة".

واضاف "نستمر بشكل حاسم في طرح هذا الموضوع خلال التواصل مع جميع  ممثلي المجتمع  الدولي ونعمل على تنشيط  [الرباعية الدولية]، ونستعد للنظر في أية مقترحات خاصة بذلك".

وحول الوحدة والمصالحة الفلسطينية، قال السفير ديسياتنيكوف "كما نهتم بتقديم المساعدة في إعادة الوحدة الفلسطينية التي رتبنا من أجلها  في العام الماضي بموسكو اجتماع  زعماء الفصائل الفلسطينية. وحال دون عقد  اللقاء الجديد  إغلاق الحدود بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، لافتا إلى أنه "بعد رفع إجراءات الحجر نهائيا ننوي تكثيف الخطوات بكافة الاتجاهات، والتي قد تؤدي إلى حل النزاع  الشرق  أوسطي بأسرع  ما يمكن".

تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد خلال اتصال هاتفي مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي، جوزيب بوريل في 16 حزيران/يونيو الماضي خطورة تنفيذ الخطط الإسرائيلية الرامية إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية، وأشار إلى أن خطوة كهذه من شأنها أن تؤدي إلى جولة جديدة من العنف في المنطقة.

وكان السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، قد أعلن، بوقت سابق فيما يتعلق بالموقف الروسي من "صفقة القرن" أن خطط الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، أو ما يسمى بـ "صفقة القرن" لا تتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة. ودعا الجانب الروسي قبل ذلك إلى تفعيل الرباعية الدولية.

وقد حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية في أيار/مايو الماضي، من أنه إذا انهارت السلطة الوطنية الفلسطينية فإنه سيكون هنالك مزيدا من الفوضى والتطرف في المنطقة. وأكد أنه إذا ما ضمّت إسرائيل بالفعل أجزاءً من الضفة الغربية في تموز، فإن ذلك سيؤدي إلى صِدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية.

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو قد عبر، بوقت سابق، عن ثقته في أن الولايات المتحدة "ستسمح لإسرائيل بالمضي قدما في خطة لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، حيث حدد موعد الأول من تموز/يوليو 2020 لمناقشة بسط سيادة إسرائيل على أجزاء من الضفة الغربية وضم غور الأردن.

وقد كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية أن نتنياهو أبلغ جهات وشخصيات إسرائيلية بأنه يدرس تنفيذ مخطط ضم مناطق واسعة من أراضي الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية على مرحلتين، الأولى تشكل 10 بالمئة من مساحة الضفة الغربية وتشمل ما أسمته (المستوطنات المعزولة) الواقعة خارج الكتل الاستيطانية وفي عمق الضفة الغربية، والثانية سيتم ضم 20 بالمئة تشمل منطقة الأغوار ومناطق أخرى في الضفة".

وأواخر حزيران/يونيو الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، خلال اجتماع عقده مع وفد أميركي برئاسة آفي بركوفيتش مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، إن الأول من تموز/يوليو ليس موعدا مقدسا لتنفيذ خطة الضم الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية، ما مثل إشارة لاستمرار تباين المواقف داخل الحكومة الإسرائيلية حول موعد بدء تنفيذ الخطة ومساحة الأراضي التي سيجري ضمها.