الأديب أبو سليم: لولا الجبهة الشَّعبيَّة والاتحاد السوفياتي ما تمكنت من تجاوز صعاب الحياة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 08 يونيو 2020ء) رانية الجعبري. قال الأديب الأردني – الفلسطيني أحمد أبو سليم إن الفقر كان عنوان المراحل الَّتي عاشها، وكان يشكِّل حاجزاً حقيقيَّاً بين طموحه، وإمكانيَّة تحقيقه، أَو تحقيق جزء منه، معتبرًا أن انتماءه للجبهة الشَّعبيَّة لتحرير فلسطين ذات يوم علّمه الكثير وذلَّل أَمامه صعابًا ما كان يمكنه تجاوزها وحده، كما أنه لولا الاتِّحاد السُّوفياتي وجامعة الصَّداقة بين الشُّعوب، وموسكو، ما كان يمكنه أَن أيكمل دراسته الجامعيَّة، وأن يصبح مهندسًا​​​.

يتحدث أبو سليم، في مقابلة خاصة مع وكالة سبوتنيك، عن بداياته قائلاً "الفقر كان عنوان المراحل الَّتي عشتها، وكان يشكِّل حاجزًا حقيقيَّاً بين طموحي، وإمكانيَّة تحقيقه، أَو تحقيق جزء منه، لذا سأَنتهز فرصة هذا اللِّقاء لأُعبِّر عن شكري العميق لجهتين: الأُولى هي الجبهة الشَّعبيَّة لتحرير فلسطين الَّتي انتميت إليها ذات يوم، وعلَّمني هذا الانتماء الكثير، وذلَّل أَمامي صعابًا ما كان يمكن لي أَن أَتجاوزها وحدي، والثَّانية هي الاتِّحاد السُّوفياتي حيث درستُ، وجامعتي جامعة الصَّداقة بين الشُّعوب، وموسكو، الَّتي لولاها ما كان يمكن لي أَن أُكمل د�

�استي الجامعيَّة، وأُصبح مهندسًا".

وعن حياته في موسكو يقول أبو سليم "في موسكو بدت الحياة سهلة للغاية، استطعت أَن أُمارس هواياتي، تعلَّمت العزف على الغيتار. مارست السِّياسة، والكتابة أَحيانًا، حيث كانت السِّياسة تبعدني عن الأَدب، وقرأتُ كثيرًا، وكانت فيها بداية انطلاقي في الحياة، كانت المنح الَّتي يوفِّرها الاتِّحاد السُّوفياتي والمنظومة الاشتراكيَّة آنذاك للطلَّاب الفقراء، الوسيلة الوحيدة الَّتي تمكنُّهم من ممارسة الحياة كما يشتهون....إذ لم تعد الإشكاليَّات الماديَّة عائقاً أَمام ذلك".

ويتحدث أبو سليم عن أبرز أعماله "كنتُ قد أَعددتُ مجموعة قصصيَّة للنَّشر عام 1993 أي بعد تخرُّجي من الجامعة مباشرة، ولم تسمح الظُّروف بنشرها، وبقيتُ أُراسل بعض الصُّحف بين الحين والآخر وأَنشر فيها، وأَجريت عدَّة محاولات لكتابة روايات معظمها لم يكتمل، وشاء القدر أَن تكون أَولى أَعمالي المنشورة ديوان شعر (دم غريب) ثمَّ تتالت الأَعمال الشِّعريَّة".

ومن هذه الأعمال الشعرية "مذكرات فارس في زمن السُّقوط، والبوم على بقايا سدوم، وآنست دارًا"، ثم كتب أبو سليم الرواية ومن بين أعماله "رواية الحاسَّة صفر، ثمَّ رواية ذئاب منويَّة، ثمَّ رواية كوانتوم، ثمَّ ديوان شعر بعنوان ضدَّ قلبك، ثمَّ أَخيراً رواية بروميثانا" التي يرى أبو سليم أنه سخَّر تجربته مع موسكو في جزء منها...هذا عدا طبعاً عن بعض الأَعمال المشتركة مع آخرين.

دائماً ما كان أبو سليم ينظر للأَدب عبر عين الفلسفة، فيقول "الأَدب ليس قيمة فنيَّة فحسب بنظري، وينعكس ذلك على الفنون جميعها بالضَّرورة، إذ يتوجَّب على العمل الفنيِّ أَن يحمل قيمة إنسانيَّة رفيعة من أَجل أَن يؤدِّي مهمَّته الإنسانيَّة وإلاَّ فقد معناه لحظة تلقِّيه، وانتهى، وقد يشبه ذلك إلى حدٍّ ما الفرق بين عود الثِّقاب الَّذي يشتعل لحظة ويحترق وينطفئ، والشَّمعة أَو المصباح الَّذي ينير لنا الدَّرب ويكون موجوداً لحظة حاجتنا إليه".