بعد غياب سنوات بفعل الأزمة .. السينما السورية تعود للأردن والبداية مع "أمينة" لأيمن زيدان

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 08 أبريل 2019ء) رانية الجعبري. بعد غياب دام سنوات بفعل الأزمة السورية، انطلقت قبل ساعات في الأردن فعاليات ليالي الفيلم السوري بفيلم "أمينة" لمخرجه الفنان السوري أيمن زيدان، الذي قدّم معاناة شعبه على طول سنوات الأزمة على طبق من أمل مغموس بعثرات الدهر بعيدا عن الأمل التعبوي، ليعيد إلى الأذهان حكاية آلهتنا الأولى في بلاد الشام "عشتار".

وقال الفنان زيدان، في افتتاح فيلم "أمينة "، "واحدة من أحب المدن إلى قلبي عمّان، وشرف كبير لي أن أحمل تجربتي الروائية الاولى في الاخراج السينمائي إلى عمان إلى جمهور احتفى طويلا في تجاربنا".

كما نقل زيدان للجمهور "تحية العاملين في المؤسسة العامة للسينما في سورية والذين كانوا وراء انتاج الفيلم".

وتتمحور قصة فيلم أمينة الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما عام 2017 وهو من سيناريو لسماح قتال وأيمن زيدان، ومن إخراج أيمن زيدان حول السيدة "أمينة" التي رفضت أن تُهزم فقاومت ضربات الزمن المتمثلة باستشهاد زوجها واصابة ابنها التي سلبته الحركة وأبقت له حركة عينيه.

صراع أمينة وابنتها مع رجل متنفذ في القرية، ودفاع امينة عن حُب ابنتها، وقتالها وتضحيتها حتى تتزوج ابنتها بمن تحب، والأمل الذي وهبته أمينة "المرأة القروية" إلى امرأة ثرية مقعدة لتتمكن من المشي والعودة الى الحياة، ومحاولة بث العزم في ابنها المقعد، أعاد الى الأذهان الآلهة الأولى في منطقة بلاد الشام "عشتار" وهي تخوض رحلتها الشاقة في باطن الأرض لتقنع إله الموت "آرشيكيجال" أن لا يقتل البشر.

في هذا الفيلم الذي يعي مخرجه تماماً أن الحرب السورية لم تنته بمجرد النصر العسكري، وإنما أمام الجميع معركة من نوع آخر، ولا بد من الصمود فيها، يصور بطلته في آخر مشهد وكأنها تمثل سورية بكل ما تحمل من معاني الصمود والقوة وهي تمحو آثار الحريق الذي التهم حقلها، صحيح أنها تمحو السواد بحركة دائرية سيزيفية شاقة، لكن الأمل يلوح من بين الحصيدة التي تتخلص من الرماد بفعل هذه المرأة المقاومة.  ليكون الفيلم كما أراده مخرجه بعيداً عن الأمل التعبوي قريباً من الواقع الذي يؤكد أن المعركة لم تنته بعدـ وإن ذلك لن يعني اليأس أبداً بكل الاحوال، لكن بلغة فنية عالي

وقال المخرج الأردني فراس صويلح في مداخلة، بعد عرض الفيلم "أشكر مؤسسة عبد الحميد شومان بأنها أعادت إلينا السينما السورية التي افتقدنا اليها على طول سنوات الأزمة، في حين كان يتاح المجال في الفترات السابقة لعرض الافلام الممولة خارجياً والتي تحمل اجندة ضد الدولة السورية".

وبدأت مؤسسة عبد الحميد شومان في الأردن، أمس الأحد فعاليات ليالي الفيلم السوري، وذلك بعد غياب امتد على طول سنوات الأزمة السورية، وتستمر فعاليات ليالي الفيلم السوري في عمّان من الأحد 7 نيسان/ابريل وحتى الأربعاء العاشر من الشهر. وبدأ العرض بفيلم "أمينة" لمخرجه الفنان السوري أيمن زيدان. ويعرض اليوم الاثنين فيلم "دمشق... حلب"  بطولة دريد لحام وإخراج باسل الخطيب.

كما يتم عرض يوم الثلاثاء فيلم "رجل وثلاثة أيام" من إخراج جود سعيد، وآخر الأفلام التي سيتم عرضها هو فيلم "ماورد" لمخرجه أحمد ابراهيم أحمد. وكل الأفلام المعروضة هي من انتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا في الفترة الواقعة بين الاعوام (2015-2018).

ويقدم قسم السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان في الأردن عروضاً أسبوعية منتظمة ويقيم أسابيع أفلام سينمائية منذ ما يزيد على ربع القرن. وتأتي ليالي الفيلم السوري هذه بالتعاون بين مؤسسة عبد الحميد شومان وبين المؤسسة العامة للسينما في دمشق.