السوشيال ميديا أعادت تأطير العلاقات السياسية وقللت قدرة المعارضة على المنافسة – باحث أردني

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 02 مايو 2021ء) اعتبر الوزير الأردني السابق والباحث، محمد أبو رمان، إلى أن "السوشيال ميديا" (وسائل التواصل الاجتماعي)، أعادت تأطير العلاقات والقوى والأدوار؛ وبالتالي أصبحت مدى قدرة أحزاب المعارضة الأردنية، على المنافسة في المجال السياسي الجديد، "محدودة وضعيفة".

وأشار إلى أن، سبب غياب المعارضة التقليدية في الأردن، خلال أحداث مهمة مثل حادثة وفاة مرضى في مستشفى السلط، وقضية الفتنة؛ يعود إلى أن "العالم الافتراضي"، أعاد تعريف المجال العام​​​.

وقال أبو رمان، لوكالة "سبوتنيك"، "من وجهة نظري أن هذه الظاهرة، رغم أنها كانت بارزة في الأردن في الفترة الأخيرة؛ إلا أنها ظاهرة عالمية".

وأضاف، "بعد ثورة الاتصالات، وتطور دور مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول العالم نحو الشبكية والرقمية؛ أصبحت أحزاب المعارضة التقليدية، التي ما تزال في بنيتها وفي أداوتها وخطابها التقليدي، تعاني من التخلف عن التحولات السياسية نفسها".

وشهد الأردن، في 13 آذار/ مارس الماضي، حالة غضب عام، جرّاء وفاة 7 من مرضى فيروس كورونا بمستشفى السلط، بسبب نقص الأوكسجين.

وفي 3 نيسان/ أبريل الماضي ضج الشارع الأردني، بخبر اعتقال الشريف حسن بن زيد، وباسم إبراهيم عوض الله، وآخرين، لأسبابٍ أمنيّة.

كما نشرت مصادر إعلام غربية، حينها، خبر فرض الإقامة الجبرية على ولي العهد السابق الأمير حمزة.

ورغم النفي من قبل مؤسسة الجيش الأردني لخبر الإقامة الجبرية؛ أعلن الأمير حمزة، عبر فيديو مصوّر، أنه قيد الإقامة الجبرية. 

وفي الحادثتين، بدا واضحا حضور "السوشيال ميديا" و"الهاشتاغات"؛ في حين غابت المعارضة التقليدية عن المشهد بامتياز.

وأكد أبو رمان، أن هذا ارتبط بالنظريات السياسية الجديدة؛ مبيناً أن هنالك إعادة تعريف للمجال العام نفسه.

وأوضح، أن المجال العام، الذي كان فيه اللاعبين التقليديين (الحكومات والمعارضة والقوى السياسية والأحزاب التقليدية)، يخضع لنظريات "الاتصال التقليدية"؛ واليوم هذا المجال العام، يُعاد تشكيله عبر "ما يفرضه العالم الافتراضي، من لاعبين جدد دخلوا إلى المسرح".

وقال في هذا الصدد، "تم اليوم، بشكل أقوى، إعادة تعريف، أو إعادة هيكلة السياسات وأدوات الاتصال السياسي، وقلب المعادلات رأساً على عقب".

وفي العقود السابقة، وفقا لأبو رمان، كانت المعارضة تتحرك بالقيادات الكاريزمية والخطابات الشعبوية والمنشورات، واليوم كثير من الأحزاب ما زالت قائمة على هذه الأسس؛ في حين أن المعارك اليوم تدار عبر "الهشتاغ".

ويرى أبو رمان، أن العالم الافتراضي "أعاد تعريف المجال العام"؛ حيث أن المجال العام، في السابق، كان محدد ومؤطر بالحكومات، مع عدد من اللاعبين السياسيين من أحزاب وقوى.

"واليوم أصبح هنالك انفجار للمجال العام .. اليوم أي شخص يمكن أن يكون جزءاً من المجال العام .. وبعد الثورة الرقمية أصبح هنالك تحول كبير"؛ يقول الوزير السابق والباحث، الذي بين أن ما سبق "انعكس على مدى قدرة أحزاب المعارضة على التكيف مع التطورات الجديدة والتحولات الجديدة". وبحسب أبو رمان، فإن أحزاب المعارضة الأردنية التقليدية "متأخرة كثيراً"، كما أنها "تبني خطابها ولغتا وتصوراتها على فرضيات، لم تعد تمثل أولويات الشارع، خاصة الخطابات الأيديولوجية التقليدية".

ويستشهد بالحدث الخاص بولي العهد السابق، قائلاً "مثلاً ظهرت لدينا ظاهرة (المعارضة الخارجية) أو القيادات من الخارج. عندما كان المعارض من الخارج يبث فيديو بخصوص قضية الأمير حمزة، على سبيل المثال، يتابعه ما يقارب 70 ألفاً .. لا يمكن لأي حزب معارض، مهما كانت قوته وحضوره وقدراته، أن يجمع أكثر من 7 آلاف".