السيسي في الأردن .. تمهيد للمصالحة الفلسطينية وإعادة ملف التفاوض مع إسرائيل إلى واشنطن

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 18 كانون الثاني 2021ء) سلمى خطاب ورانية الجعبري. يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأردن اليوم الاثنين بدعوة من الملك عبد الله الثاني، وهي الزيارة التي تكتسب بعدا خاصا، كونها تأتي قبل يومين من تولي الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن مهامه رسميا، ورحيل الرئيس دونالد ترامب عن السلطة، بعد كل المكاسب التي حققتها إسرائيل في عهده.

واعتبر باحثان سياسيان أن زيارة السيسي للأردن في هذا الوقت تأتي في إطار العمل تمهيد المصالحة الداخلية بين الفلسطينيين، خاصة بعد إعلان إجراء الانتخابات في الداخل الفلسطيني، وموافقة حركة حماس على المشاركة للمرة الأولى، وعلى الصعيد الدولي، تمهد هذه الزيارة لإعادة واشنطن على خط المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين بعد رحيل إدارة ترامب التي رفضتها السلطة الفلسطينية، واعتبرتها وسيطا غير نزيه، بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها.

وقال الباحث والمحلل السياسي الأردني عريب الرنتاوي، في تصريح لوكالة سبوتنيك، إن "العنوان الرئيسي [للزيارة] هو تمهيد الطريق أمام إدارة بايدن لاستئناف مسار التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي، وإغلاق الملف الفلسطيني خلال سنوات [حكم] بايدن الأربع القادمة، وضمان أن تكون التطورات الفلسطينية الداخلية - بالذات موضوع الانتخابات - خطوة في هذا الاتجاه وليس خطوة في الاتجاه المعاكس".

وأوضح الرنتاوي أن الاتجاه الذي تريده واشنطن لدعم إغلاق الملف الفلسطيني هو أن "تأتي نتائج الانتخابات بشريك فلسطيني في عملية السلام، وتأتي منسجمة مع جهود الاستعداد لاستقبال الإدارة الأميركية، وإطلاق مبادرة سياسية وخلق شريك فلسطيني قادر على التعامل معها والاطمئنان إلى سلامة الإجراءات بما يضمن بقاء الفلسطينيين في اللعبة السياسية وليس خروجهم منها".

في السياق ذاته، قال المحلل السياسي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع لوكالة سبوتنيك، "على الصعيد الدولي، تأتي هذه الزيارة في إطار الزيارات الدبلوماسية المتبادلة، فهناك مجموعة ميونخ التي تقود مساعيها الآن مصر بهدف استئناف المفاوضات وتدوير محددات عملية السلام في إطار تغيير الإدارة الأميركية وتولى إدارة جديدة بهدف دعم حل الدولتين".

وأضاف "أما على الصعيد الداخلي فتهدف إلى تصحيح الوضع الداخلي عبر استكمال المصالحة وإزالة كل العقبات التي يمكن أن تواجه عملية المصالحة، وقد بدأت بوادرها واضحة منذ إصدار الرئيس [محمود عباس] مراسيم الانتخابات، ومن قبلها موافقة حماس كتابيا على هذه الانتخابات لأول مرة، وبالتالي نحن أمام مرحلة جديدة".

وأضاف مطاوع ""هذه المرحلة بها جزئين، جزء يتعلق بالوضع الداخلي الفلسطيني وإتمام المصالحة واعتبار الانتخابات ركيزة لإنهاء هذا الانقسام وعودة السلطة إلى غزة، والنقطة الثانية هي تحضير الأرضية لمؤتمر سلام تقتنع به الإدارة الأميركية الجديدة وتدعمه لإعادة حل الدولتين كحل مرة أخرى".

واستطرد موضحا "أيا كانت نتيجة الانتخابات، لن تقبل الإدارة الأميركية الجديدة أي تعنت من إسرائيل في إطار مشاريع ترتيبها للأوراق في المنطقة".

ويعتبر الرنتاوي أن هذه الزيارة بمثابة "حلقة إضافية" فيما وصفه بـ"سلسة الاستعداد لاستقبال إدارة بايدن"، موضحا أن هناك "تركيز خاص على إحياء الملف الفلسطيني"، ويظهر هذا الاستعداد بحسب الرنتاوي في "تراجع الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس عن قراراته بخصوص وقف التنسيق الأمني وبخصوص أشياء عديدة أخرى".

ويضيف الباحث الأردني  "هناك حراك من فترة طويلة يستهدف في الحقيقة تمهيد البيئة الفلسطينية والإقليمية من أجل إعادة إحياء مسار السلام وصيغة حل الدولتين في هذا السياق، وكل المشاورات التي تجري بين عمّان ورام الله والقاهرة وأبو ظبي والرياض تصب في هذا الاتجاه، أي توحيد موقف عربي في هذا الموضوع وتحديد إطار، وضمان ترتيب البيت الفلسطيني بما ينسجم مع هذا التوجه".

وحول الأداء المتوقع من إدارة بايدن تجاه الملف الفلسطيني، يعود مطاوع ليؤكد أن "إدارة بايدن ستكون أكثر حزما هذه المرة، لأنها لم تنس الدعم المطلق والتحالف الذي كان بين نتنياهو وترامب، وبالتالي ستضغط لتضع إسرائيل في إطار رؤيتها، ورؤية الإدارة الأميركية الجديدة هي حل الدولتين، بينما رؤية إدارة ترامب كانت خارج حل الدولتين. وبالتالي هذا التفاوت لن يتم تعديله إلا بالحزم في التعامل مع إسرائيل".

وزيارة السيسي إلى عمان اليوم تأتي بعد لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يوم أمس الأحد، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، مدير دائرة المخابرات العامة الأردنية أحمد حسني ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل،  بحضور رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج.

ومن المقرر أن يتم تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الأربعاء المقبل، خلفا لدونالد ترامب، وهو الرئيس الذي حققت إسرائيل في عهده مكاسب تاريخية، إذ اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، كما اعترف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، ودعم سياسيات الحكومة الإسرائيلية في التوسع الاستيطاني.