الإمارات دعت إلى التهدئة عقب اغتيال سليماني حتى لا تكون ساحة لتصفية حسابات الأطراف - خبير

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 03 كانون الثاني 2020ء) رانية الجعبري. اعتبر الخبير والمحلل السياسي الأردني عريب الرنتاوي أن دعوة الإمارات إلى تغليب الحلول السياسية على المواجهة والتصعيد، لحل مشاكل المنطقة، عقب العملية الأميركية التي أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد فجر اليوم الجمعة، إنما تعود لانتهاج الإمارات خط تهدئة مع إيران، ولأن الإمارات قرأت الرسالة الإيرانية جيداً، أي تصعيد مفتوح في منطقة الخليج ربما يجعل الإمارات ساحة من ساحات تصفية الحساب وبالتالي هي تريد النأي بنفسها عن دائرة الفعل ورد الفعل الإيراني​​​.

وقال الرنتاوي في تصريح لوكالة "سبوتنيك" رداً على سؤال حول موقف الإمارات اليوم من اغتيال سليماني اليوم "هنالك سببان رئيسيان، الأول أن الإمارات منذ فترة تنتهج خط تهدئة حيال إيران وبدأت القصة في اليمن، الانسحاب الإماراتي في اليمن وتوقيع اتفاقية التعاون الأمني في الملاحة بين إيران وبين الإمارات ورسائل عديدة وجهتها الإمارات عن رغبتها بالتهدئة والابتعاد عن التصعيد من جهة أخرى. وبالتالي هذا الموقف إلى حد ما، ينسجم مع الموقف الإماراتي  الميال للتهدئة وإلى خطاب أكثر هدوءاً في التعامل مع إيران، وهذا قبل الأحداث الأخيرة وقبل دوامة الأفعال وردود اÙ

�أفعال بين إيران والولايات المتحدة".

والسبب الثاني من وجهة نظر الرنتاوي هو أن "الإمارات قرأت الرسالة الإيرانية جيداً، [ومفادها] أي تصعيد مفتوح في منطقة الخليج ربما يجعل الإمارات ساحة من ساحات تصفية الحساب وبالتالي هي تريد النأي بنفسها عن دائرة الفعل ورد الفعل الإيراني في هذا المجال".

ودعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إلى تغليب الحلول السياسية على المواجهة والتصعيد، لحل مشاكل المنطقة، التي وصفها بـ "المعقدة والمتراكمة"، عقب العملية الأميركية التي أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد فجر اليوم الجمعة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فجر اليوم الجمعة بأنها نفذت ضربة بالقرب من مطار بغداد في العراق، قتل فيها قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني. وأعلنت طهران من جهتها أنها سترد بشكل قاس على عملية الاغتيال والتي طالت أيضاً كوادر من الحشد الشعبي العراقي.

وحول الرد الإيراني على الولايات المتحدة قال الرنتاوي "بتقديري من ضمن الخيارات الإيرانية للرد على أميركا، قد يكون صعبا على إيران أن تقتل مسؤولاً مدنياً أو عسكرياً رفيع المستوى، لذلك ستعمل إيران على تصعيد الأزمات المفتوحة، ردها في ظني سوف يكون في 3 مناطق رئيسية، العراق أولاً الساحة الرئيسية، اليمن مرشح لذلك واليمنيين أصلاً بدأوا مرحلة تصعيد، إذ أعلن الحوثيون نهاية العام الماضي قالوا أن هنالك أهدافاً بالغة الأهمية وحيوية واستراتيجية في السعودية والإمارات، وأن عام 2020 سيكون عام الدفاع الجوي الصواريخ بعيدة المدى المجنحة المتطورة، وبالتالي Ù

�د تكون اليمن من ساحات رد الفعل على حلفاء الولايات المتحدة، والإمارات لا تريد أن تضع نفسها هدفا لذلك".

والمنطقة الثالثة حسب الرنتاوي "من الممكن أن تكون ساحة من ساحات تصفية الحساب، هي منطقة شرق الفرات هنالك جنود أميركيين ويقوموا بدوريات حراسة وهم ليسوا قوة عسكرية ضاربة أو منظمة، في المقابل هنالك قوات عديدة يمكن أن تستهدفها إيران كانتقام".

ويشير إلى أن "إيران ستطلع إلى توظيف مقتل سليماني لتحقيق أغراض ذات طبيعة استراتيجية، مثل إخراج الولايات المتحدة من العراق ومن شرق سوريا، وربما تسوية الأزمة اليمنية بطريقة مواتية" مستبعدا أن تفكر إيران بمبدأ رأس برأس، رغم إشارته إلى أن كل الاحتمالات واردة.

ومن الأهداف الاستراتيجية المحتملة، هو إخراج القوات الأميركية من العراق وسوريا، وتعليقا على ذلك يقول الرنتاوي، "هذين ملفين منفصلين، ملف العراق تنظمه اتفاقيات وإذا الحكومة والبرلمان العراق أخذت قرارا بإلغاء الاتفاقيات وهذا محتمل أعتقد أنه لا يصبح هنالك مبرر لبقاء القوات الأميركية ويصبح وجودها احتلالي مباشر وهذا يضعف الإدارة [الأميركية] ولا يقويها".

في حين ان سوريا حسب الرنتاوي وضعها مغاير إذ "لا يوجد أي ترتيب مع أي جهة إلا الأكراد، فالوجود الأميركي في سوريا احتلالي مباشر واضح وصريح، وبالتالي الضغط على هذه القوات من خلال عمليات التعرض الخشن لها، عبر محاولة إعادة إنتاج سيناريو 2005 و 2009 عبر استهداف القوات الأميركية، وكان هنالك جزء الحشد الشعبي كان من من القوات التي استهدفت الأميركان في تلك الفترة، هذا ما يمكن أن يُسرع [من انسحاب القوات الأميركية]".

ويضيف بأن "أحد وعود ترامب في الانتخابات الأميركية التي لم ينفذها حتى الآن هو سحب القوات من العراق، فيمكن أن يكون هذا مبررا لأن يغادر لكن بعد أن يوجه ضربة قوية وأن الرئيس لم يغادر ضعيفاً إلا بعد أن ضرب أكبر رأس؛ قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس".