التنسيق الأردني العراقي المصري لا يمتلك آليات البقاء ونفوذ إيران يحول دون استمراره – خبير

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 30 مارس 2021ء) رانية الجعبري. يعتبر الباحث الأردني في الدراسات المستقبلية، وليد عبد الحي أن التنسيق الأردني العراقي المصري الراهن لا يمتلك أفقا ومعطيات لاستمراره لجملة من الأسباب في مقدمتها حجم الملابسات في العراق خاصة القوى العسكرية والمليشيات الشعبية، ويرى أن كل ما يجري يمثل محاولة لدمج العراق في إطار التطبيع وتوسيع قاعدة العلاقات العربية الإسرائيلية​​​.

ويقول عبد الحي، في تصريح لوكالة سبوتنيك رداً على سؤال فيما إذا كان يرى أن ثمة أمل في استمرار التعاون التنسيقي الأردني العراقي المصري، "لا أعتقد ذلك"، معتبراً أن حجم الملابسات الموجودة على الساحة العراقية، خاصة القوى العسكرية والمليشيات الشعبية ودرجة النفوذ الإيراني لن يجعل الأمر بهذه البساطة".

ورغم أنه يشير إلى احتمالية وجود ما أسماها "مقايضات مقابل تخفيف التدخل الإيراني أو الوجود الإيراني في العراق مقابل رفع العقوبات أو تخفيفها عن إيران"، إلا أنه يعتقد أن "هذا يخلق مشاكل كبيرة داخل النظام السياسي الإيراني، سواء المحافظين أو الإصلاحيين، لأن توجههم الاستراتيجي هو باتجاه علاقات آسيوية أكثر منها علاقات مع الدول الغربية".

وبناء على ما سبق يعتبر عبد الحي أن "كل ما يجري هو محاولة لدمج العراق في إطار دور الناتو [حلف شمال الأطلسي]، وفي إطار التطبيع وتوسيع قاعدة العلاقات العربية الإسرائيلية".

ويعود عبد الحي إلى تاريخ مسألة الناتو العربي، ويقول "نقل نشاط الناتو إلى المنطقة العربية وتحديدًا للخليج، هي قضية طرحها الحلف في تسعينيات القرن الماضي.

ويعتبر عبد الحي أن الإشكالية الأساسية أمام الحلف حاليا تتمثل في كيفية دمج إسرائيل في هذا المشروع"، مبيناً أنه "قد جرى نقل إسرائيل في الفترة الأخيرة من سلطة القيادة المركزية في أوروبا إلى القيادة الوسطى في الخليج، وهذا فتح المجال مع موجة التطبيع العربي والتعاون وفتح الحدود والمجال الجوي الخليجي.

ويرى الباحث الأردني أن "كل ما سبق ساهم، بشكل أو بآخر، في فتح المجال لانتقال خطوة متقدمة في مجال تنشيط دور الناتو، ودوره في الخليج مرتبط بمسألتين؛ الأولى، محاولة التأثير على المشروع الصيني [مبادرة الحزام والطريق]، والثانية [إعاقة] التمدد الروسي في المنطقة".

لكن عبد الحي يعتبر أن "المشكلة الأساسية هي عقدة العراق وعلاقته مع إيران".

وأضاف المشكلة تتلخص في الحشد الشعبي وقوى سياسية رافضة للتطبيع مع إسرائيل، قائلا "الإشكال هو في أن الحشد الشعبي يدرك أن الدخول للسوق العراقي عبر البترول وعبر التجارة من طرف ثالث مثل الأردن أو مصر أو غيرها".

وتابع عبد الحي، "الحشد الشعبي والسياسة الإيرانية ترى أن تنفيذ هذا الالتفاف على الموقف العراقي قد يقود إلى نتائج سيئة وقد يدفع إلى مواجهات عسكرية".

كما ذكر عبد الحي بتصريح سابق لزعيم التيار الصدري في العراق، مقتضى الصدر جاء فيه أن "التطبيع مع إسرائيل سنمنعه بالدم".

  وكانت العاصمة الأردنية عمان قد استضافت قمة بين الدول الثلاث أواخر آب/أغسطس من العام الماضي، بمشاركة الملك عبد الله الثاني بن الحسين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ركزت على توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدان الثلاثة، بما يحقق مصالحهم المشتركة، ويخدم القضايا العربية.

 وبالأمس عقد وزراء خارجية العراق ومصر والأردن اجتماعا تنسيقيا في بغداد للترتيب لعقد القمة بين رؤساء دولهم، مؤكدين تطلعهم لعقدها في أقرب وقت ممكن.

وناقش الوزراء تنسيق الجهود بين بلدانهم "لمواجهة التحديات والقضايا الدولية والإقليمية، منها القضية الفلسطينية وسوريا واليمن"، إضافة للتعاون الاقتصادي.