العراق.. دعوة الكاظمي للحوار الوطني تواجه بالتشكيك والمخاوف

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 11 مارس 2021ء) أحمد شهاب الصالحي. قابلت قوى عراقية دعوة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لإجراء حوار وطني يضمن حل المشاكل العالقة في البلاد، بالشروط والتشكيك، فيما رحبت قوى أخرى بتلك الدعوة، بينما هناك مخاوف من تأثيرات خارجية على الشركاء  بالداخل فيما يخص قبول أو رفض الحوار، الذي يأتي قبيل أشهر من الانتخابات البرلمانية المزمع إقامتها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

واشترط تحالف الفتح، الذي يضم أغلب فصائل الحشد الشعبي، في البرلمان العراقي على الكاظمي وضع جدولة لإخراج القوات الأجنبية من البلاد قبل الجلوس للحوار. وقال النائب عن التحالف احمد الكناني في حديث لـ"سبوتنيك " "واضح أن الكثير من القوى السياسية داعمة لوجود القوات الأجنبية في العراق ولكن هناك قرار للبرلمان ، وقد يأتي أحد الأشخاص ويقول إن القوى الشيعية هي من صوتت على القانون ".

وأضاف "نحن لا ننظر إلى إنها قوى شيعية أو سنية أو كردية ولكن ننظر للأمر على أن أغلبية سياسية في البرلمان هي من صوتت على هذا الموضوع وبالتالي يجب أن تراعى هذه المسألة "، وقال إن "الحكومة أساسا منصهرة في بوتقة القوات الأجنبية المتواجدة في العراق، ونحن في تحالف الفتح نشترط وضع جدولة لانسحاب هذه القوات ومن ثم الحوار ".

وأوضح الكناني في حديثه أنه يجب أن تكون أسباب الحوار واضحة ويكون هناك تمهيدا لذلك، وقال "أغلب أبناء الشعب العراقي اليوم يرفضون  القوى السياسية الموجودة ، اليوم الشعب العراقي ينتظر من الحكومة والقوى السياسية توفير الخدمات وأن تساهم في الحد من الفساد المستشري في مؤسسات الدولة ، أما موضوع الحوار فقد شهدنا في السنوات الماضية الكثير من الحوارات التي لم تنتج شيء ".

كما أشار إلى أن أغلب القوى السياسية العراقية في الوقت الحالي متضاربة في الآراء لذلك يجب التمهيد للحوار، مضيفا "بيان رئيس الوزراء تضمن إجراء تفاهمات مع إقليم كردستان والتعامل بين المركز والإقليم محدد في الدستور ، الجلوس بهذه الطريقة سيكون فيه اجتهادات ومحاباة على حساب المصلحة العامة ".

من جانبه يرى النائب في البرلمان العراقي عن المكون السني، محمد الخالدي إن رئيس الحكومة العراقية لا يملك القدرة على إجراء هذا الحوار، وقال في تصريحات لسبوتنيك: "الكاظمي لا يملك الإمكانية لأنه لا يملك جهات تسانده، الكاظمي لديه خلافات مع اغلب الجهات الموجودة وهذه الجهات منذ 17 عاما لم تقبل".

وحول ما إذا كان هناك شروط مسبقة لدى القوى السنية للقبول بالحوار ، بين الخالدي " ليست شروط بالمعنى ولكن هي أساسيات ومن أساسيات المصالحة هي عفى الله عن ما سلف وهذا شرطنا الوحيد "، وأكد ان " الكاظمي لا يملك السيطرة على الجهات التي تستخدم السلاح حاليا وتقوم بمهاجمة السفارات "، متسائلا " كيف يمكن له إجراء مصالحة وهؤلاء لا يقبلون " .

وكان رئيس حكومة اقليم كردستان العراق مسرور بارزاني قد رحب بدعوة الحوار الوطني التي أطلقها رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، مؤكداً استعداد حكومة الإقليم للتوصل إلى اتفاق نهائي لحل الخلافات.

وقال بارزاني في بيان "باسم حكومة إقليم كوردستان أرحب وأدعم دعوة رئيس الوزراء الاتحادي، مصطفى الكاظمي، من اجل عقد حوار وطني بين الأطراف العراقية لحل جميع المشاكل والصراعات بشكل جذري".

وأضاف "كما نعرب عن استعدادنا للتوصل إلى اتفاق شامل ونهائي لحل كافة المشاكل بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان على أساس الدستور ".

ورغم الترحيب الكردي بدعوة الكاظمي ، إلا أن رئيس مركز التفكير السياسي د. إحسان الشمري يرى أن الشروط المسبقة موجودة لدى جميع القوى السياسية ومن بينها القوى المرحبة .

ويقول الشمري في حديث لـ"سبوتنيك" ان "الأمر لا يقتصر على المبادرات، بل المهم مدى تفاعل القوى السياسية مع الأمر"، لافتا إلى أن هناك تباين كبير على مستوى ردود الفعل من القوى السياسية بعد الدعوة من الكاظمي.

وتابع الشمري: "يبدو أن ثلثي أو ما نسبته 70% منها القوى السياسية الشيعية غير راغبة بالانخراط في هذا الحوار الوطني لأنه حسب وجهة نظرهم سيكون بمثابة تعزيز للكاظمي وسلطاته ، وأيضا قوى الفصائل المسلحة لا أتصور أنها ستقبل الدعوة ، القوى السنية اعتقد أن لديها اشتراطات وكذلك القوى الكردية لديها اشتراطات وحتى القوى السياسية الجديدة والأحزاب المستقلة فيما يبدو أنها أيضا غير راغبة بالجلوس على طاولة حوار مع القوى التقليدية ".

وأوضح أيضًا أن أمام الكاظمي مهمة إقناع كل هذه الأطراف على طاولة الحوار، قائلا "يجب عليه إقناع جميع الأطراف بأن هذا الحوار سيبني لمرحلة جديدة تختلف عن الـ17 عاما الماضية "، وأكد "لا بد للكاظمي أن يطرح أجندة هذا الحوار والأطراف التي ستشترك فيه ، هناك اختلاف على المفاهيم حول هذا الموضوع ونحن أمام مرحلة التكوين وبالنهاية التكوين أو الولادة قد تكون ناجحة أو قد تكون ميتة ومن الصعب أن نطلق الآن حكم نهائي، ومن وجهة نظري صعب جدا وممكن خلال الأسابيع نستطيع الحكم على الدعوة ".

وحول ما إذا كانت دول الجوار العراقي ستتدخل في موضوع الدعوة للحوار الوطني العراقي ، يرى الشمري أن أي تدخل خارجي سيحول هذه المساحة من الحوار الوطني إلى "حوارا ليس وطنيا والى حوار لمصالح دول"، مؤكدا أن "الحوار الوطني يجب أن يكون حوارا بعيدا عن التدخلات الخارجية ،ولا أستبعد أن دولا إقليمية قد ترفض موضوع الحوار ومن ثم توجه حلفاء لها في العراق باتجاه عدم الانخراط في هذا الحوار ".

ودعا رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، الإثنين الماضي، الجماعات السياسية المتنافسة في البلاد إلى اللجوء للحوار لحل الخلافات .