انتخابات مجلس الشيوخ في مصر .. سباق هادئ يفتقد الإثارة - خاص لسبوتينك

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 06 أغسطس 2020ء) مصطفى بسيوني. مع اقتراب انتخابات مجلس الشيوخ المصري من محطة التصويت خلال الأيام القليلة المقبلة، لا زالت المعركة بشكل عام تتسم بالخفوت ولا يبدو أنها ستشهد تطورات هامة لاحقا، هذا ما يؤكده قادة أحزاب وخبراء في الشؤون السياسية، مفسرين هذا الهدوء بالصلاحيات المحدودة لمجلس الشيوخ وبوباء (كوفيد 19) بأوضاع الحياة السياسية والحزبية في مصر.

هذا ما يراه رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي المعارض، مدحت الزاهد، والذي أعلن عدم مشاركته في الانتخابات، موضحا في تصريحات حصرية لسبوتنيك "الانتخابات تحتاج لتوفير شروط التنافسية، حرية الإعلام والصحافة، إطلاق سراح السجناء، فتح المجال العام، وهذه الشروط غير متوفرة حاليا، لذا قررنا عدم المشاركة".

وأضاف الزاهد "الأصل لدينا في الحزب هو المشاركة في كافة الاستحقاقات، ولكن انتخابات مجلس الشيوخ تجري على طريقة الحرب الخاطفة، والتي لا تعطي فرصة حقيقية للمشاركة الفعالة، شاركنا وسنشارك في الاستحقاقات سواء التشريعية أو النقابية أو الدستورية، ولكن هذه المرة اخترنا عدم المشاركة، بسبب طبيعة الانتخابات، والتي تجري على مقاعد مجلس الشيوخ المنزوع الصلاحيات، وانغلاق المجال العام، والطريقة التي تجري بها الانتخابات، ونظام الانتخاب الذي يعتمد على القائمة المطلقة لثلث المقاعد والتعيين لثلث آخر، وهو ما يعني أن أغلبية المقاعد محجوزة سلفا للمؤيدين،

ونتوقع أن تشهد عملية التصويت عزوف عام من الناخبين، وأن تكون نسبة التصويت ضعيفة".

وأشار الزاهد "على الرغم من كل ذلك ربما سيكون الأمر أفضل في انتخابات مجلس النواب والتي ستجري لاحقا، نتوقع أن تكون المشاركة أكبر من المرشحين والناخبين، وسنسعى لتحسين المناخ العام الذي ستجري فيه الانتخابات".

وعلى الرغم من اختلاف الموقف، إلا أن رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، فريد زهران، والذي قرر المشاركة في الانتخابات، يتفق مع الزاهد في وصف المشهد الانتخابي، مؤكدا في تصريحات حصرية لسبوتنيك "هناك تضييق بالفعل على المجال العام، والنظام الانتخابي نظام إقصائي للمعارضة، والانتخابات تبدو خافتة بالطبع في ظل كل ذلك بالإضافة لأثر كورونا، ولكن قررنا المشاركة، لأن عدم المشاركة سيعني تكريس لما نعارضه، نشارك لتحسين الوضع وليس إذعانا لهذا الوضع".

وأضاف زهران "اعترضنا بالفعل على نظام الانتخاب بالقائمة المطلقة، واعتبرناه إقصاء للمعارضة وإهدار لحق الأغلبية، وطالبنا بفتح المجال العام وحرية الإعلام، وخوضنا للانتخابات جزء من مسارنا المعارض للاستمرار في رفع مطلبنا والدفاع عنها".

وفسر زهران تحالف الحزب المصري الديمقراطي، المعارض، مع أحزاب مؤيدة على نفس القائمة موضحا "التحالف الانتخابي يختلف عن التحالف السيسي، نحن في تحالف انتخابي مع أحزاب موالاة، وه تحالف يضمن لنا الاستقلال السياسي، واستقلال الدعاية الانتخابية، واستقلال المواقف في المجلس، كل ما يجمعنا هو القائمة الانتخابية، والانتخابات شهدت تحالفات بين أحزاب مختلفة في مصر والعالم طوال الوقت، نحن عارضنا من قبل تحالف أحزاب مدنية مع جماعة الإخوان، ولكننا تفهمنا أن هذه التحالفات انتخابية وفقط".

ويتفق زهران مع الزاهد في توقعه ضعف التصويت موضحا "بشكل عام التصويت سيكون ضعيف، ولكن أتوقع أن يكون أفضل في انتخابات مجلس النواب المقبلة، وفي كل الأحوال يمكن اعتبار انتخابات مجلس الشيوخ بروفة لانتخابات مجلس النواب على أكثر من مستوى".

الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع، يتفق مع التوقعات بانخفاض التصويت، ويؤكد في تصريحات خاصة لسبوتنيك "انتخابات مجلس الشورى في عام 2012 شهدت نسبة إقبال 12.5 في المئة، كانت الظروف أفضل من كافة الأوجه، ولكم تكن هناك كورونا، مجلس الشيوخ صلاحياته أقل كثيرا من الشورى، لذا سنرى نسب تصويت متراجعة، ومع الضعف العام للمنافسة، والذي يتمثل في وجود قائمة واحدة لا أحد ينافسها، ومتوسط عدد المتنافسين على مقاعد الفردي ثمانية مرشحين تقريبا على كل مقعد، فإن الانتخابات ستنتهي هادئة كما بدأت".

وأضاف ربيع "أعتقد أن المنافسة في مجلس النواب ستكون أقوى، لأن مجلس النواب بصلاحياته الأوسع من الشيوخ، سيشهد كالعادة إقبالا أكبر على الترشح وهو ما يرفع معدلات التصويت بطبيعة الحال، ولكن بشكل عام المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية تحتاج تحسين في المجال العام والحريات وتغير النظام الانتخابي الذي يهدر أصوات الأقلية في القوائم، حتى لو كانت نسبتها 49 في المئة".

وأعلنت الهيئة القواعد المنظمة للدعاية الانتخابية، بما فيها حجم الإنفاق على الدعاية لكل من مرشحي المقاعد الفردية والقوائم، وكذلك ضوابط تلقي التبرعات، وعدم استخدام المالي العام في الدعاية، أو استخدام الدعاية في غير أغراضها، كما شددت اللجنة على تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي وإجراءات الوقاية خلال الدعاية الانتخابية لمقاومة انتشار وباء (كوفيد 19).

وتجري انتخابات مجلس الشيوخ في مصر للمرة الأولى منذ إقراره في دستور 2014، وتجري الانتخابات على مئتي مقعد، نصفها يجري الانتخاب عليها بالنظام الفردي بينما النصف الآخر بنظام القوائم، حيث يتألف مجلس الشيوخ من 300 مقعد، يجري الانتخاب على ثلثيها بينما يعين رئيس الجمهورية الثلث المتبقي.

ويقتصر الترشح في الانتخابات على قائمة واحدة تحت عنوان القائمة الوطنية، وتضم تحالفا من 11 حزب، منها أربعة أحزاب معارضة وسبعة أحزاب مؤيدة، فيما يتجاوز عدد المرشحين على المقاعد الفردية الـ 700 مرشح، يتنافسون على مئة مقعد في أنحاء الجمهورية.

وبدأت الدعاية الانتخابية رسميا عقب إعلان القوائم النهائية للمرشحين يوم الأحد 26 تموز/ يوليو، فيما يبدأ الصمت الانتخابي صباح السبت المقبل 8 آب/ أغسطس، ليبدأ بعدها التصويت في الخارج يومي 9 و10 آب/ أغسطس، يليه التصويت في الداخل يومي 11 و12 آب/ أغسطس.