مفاوضات سد النهضة يجب ألا تكون محاولة لكسب الوقت ومصر لن تفرط في حقوقها - خبراء

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 28 مايو 2020ء) مصطفى بسيوني. مع إبداء أثيوبيا مؤخرا الاستعداد للعودة للتفاوض حول سد النهضة مع مصر والسودان، وتجاوب مصر مع ذلك الاستعداد، اعتبر مراقبون أن المفاوضات يجب ألا تتحول إلى محاولات لكسب الوقت وأن تتوافر فيها النوايا الحسنة​​​.

رئيس لجنة الشؤون الإفريقية في البرلمان المصري طارق رضوان، أكد على أن مصر على أن الاستعداد لاستئناف الحوار والمفاوضات مع أثيوبيا حول سد النهضة طالما توافر حسن النوايا، مشددا على أن مصر لن تفرط في حقوقها ولن تستدرج لتبديد الوقت.

وقال رضوان في تصريحات حصرية لسبوتنيك "نحن جاهزون للحوار والتفاوض، إذا كانت لدى الطرف الآخر نوايا حسنة، ومصر بذلت كل جهدها على مائدة المفاوضات، واستنفذت كل وسائل الحوار والنقاش بالفعل، ومستعدون للمزيد من النقاش والحوار ولكن ليس بهدف إضاعة الوقت".

وأضاف رضوان "الموقف المصري واضح، فمصر دولة ذات سيادة، ولن تفرط في أي من حقوقها، ولن تنحرف عن صلب الموضوع لشراء الوقت".

وأوضح رضوان "لقد استمرت المفاوضات والحوار لأكثر من ثماني سنوات، وطرقنا خلالها كافة الأبواب، وطرحنا الكثير من الحلول والتفاهمات، وتقدمنا بمشاريع تنموية مشتركة تضع في اعتبارها التنمية المشتركة وتكامل دول حوض النيل، حتى يكون التفاهم والتعاون هو جوهر العلاقات التي تربط بين دول الحوض، ولجأنا للوساطة الدولية ولمجلس الأمن، مصر قامت بكل ما يتوجب عليها وبذلت كل جهدها لحل المسائل الخلافية عبر الحوار والتفاهم وعلى الطرف الآخر أن يتعاطي بشكل إيجابي مع الجهد المصري".

من جانبه أكد وزير الري المصري الأسبق محمد نصر الدين علام أن الخيارات المصرية كلها مفتوحة، وأن عامل الوقت أصبح هاما.

وأوضح علام في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك" "حتى الآن لا توجد مفاوضات، سمعنا تصريحات من الأطراف المختلفة، ولكن لم نرى مفاوضات انعقدت بالفعل، والأيام القادمة ستوضح إذا ما كانت هذه التصريحات بداية لحوار أم مجرد تصريحات".

وأضاف علام "جميع الخيارات مفتوحة أمام مصر، مصر دولة ذات سيادة ومن حقها الدفاع عن مصالحها، وسترى أفضل الخيارات، المفاوضات لا زالت خيار، ولكن يمكن أن تكون تحت رعاية دولية وبضمانات، ساعتها ستكون المفاوضات خيار جيد، حتى لا ندور في حلقة مفرغة، كذلك لازال هناك الخيار القانوني، فمصر تقدمت بشكوى لمجلس الأمن الدولي تطالب فيها باحترام إعلان المبادئ بين مصر وأثيوبيا والسودان وبعدم البدء في ملء خزان السد دون اتفاق بين الدول الثلاث، وعلى كل حال الأيام المقبلة ستكشف مدى جدية التصريحات الأخيرة عن عودة المفاوضات".

كان رئيس الحكومة الأثيوبية قد أعلن في لقائه مع رئيس الوزراء السوداني استعداد إثيوبيا لاستئناف التفاوض مع مصر والسودان حول سد النهضة. جاء إعلان رئيس الحكومة الأثيوبية بعد تصريحات صدرت عن الخارجية الأثيوبية عن عزم أثيوبيا ملء خزان سد النهضة في تموز/ يوليو المقبل دون الحاجة لإخطار مسبق لمصر والسودان.

وبدأت أثيوبيا في تشييد سد النهضة عام 2011 على النيل الأزرق بهدف توليد الكهرباء، وتخشى مصر أن تتأثر حصتها من المياه جراء السد.

وتبلغ حصة مصر من المياه أكثر من 55 مليار متر مكعب سنويا، يأتي أغلبها من النيل الأزرق.

وشهدت قضية سد النهضة جولات متعددة من التفاوض بين مصر وأثيوبيا والسودان، توقفت مطلع العام بعد رفض أثيوبيا التوقيع على اتفاق مبدئي برعاية أميركية مطلع العام الجاري.