إعلان السودان الوساطة في أزمة سد النهضة تنصل من المسؤولية واستهلاك للوقت – أكاديمي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 17 مارس 2020ء) سلمى خطاب. رأي أستاذ العلوم السياسية بمركز البحوث الأفريقية التابع لجامعة القاهرة أيمن شبانة إعلان السودان العزم على القيام بدور الوسيط بين مصر وأثيوبيا في أزمة سد النهضة، بمثابة تنصل من المسؤولية ومحاولة لاستهلاك الوقت​​​.

وقال شبانة، في تصريح لوكالة سبوتنيك اليوم الثلاثاء، إن "زيارة نائب رئيس المجلس السيادي السوداني محمد حمدان دقلو للقاهرة بوقت سابق من الشهر الجاري، لن تحدث تغييرا نوعيا في موقف السودان من أزمة سد النهضة".

وأضاف "قيام السودان بدور الوساطة، هو تنصل من المسؤولية، ومجرد استهلاك للوقت".

وتابع شبانة "ﻤﺼر ﺘﻌﻠم ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤوﻗف السودان، وأن وﻻة اﻷﻤور في الخرطوم باتوا يراهنون أكثر على أطراف دولية وإقليمية غير عربية للفكاك من الاتهامات برعاية الإرهاب، وتأمين المساعدات الاقتصادية، وضمان تأييد العملية الانتقالية وتحقيق السلام بالبلاد، حيث يصنف السودان نفسه ضمن مجموعة دول شرق أفريقيا وليس دول الشمال الأفريقي".

وأردف شبانة "مصر تحاول التواصل مع السودان حتى تضمن الحفاظ على مستوى العلاقات بين البلدين، وما يهمنا هو الحفاظ على العلاقات مع السودان ولو شعرة معاوية"، مؤكدا "إذا كان ملف سد النهضة يسبب التوتر بين مصر السودان، فهناك ملفات كثيرة تعاونية مشتركة بين البلدين".

وتابع الخبير المصري قائلا "لم تطلب مصر من السودان أن يتخلى عن مصالحه، أو أن يتماهى مع الموقف المصري، أو أن يصطدم بأثيوبيا. مصر تطلب من السودان اتخاذ موقف متوازن يحقق مصالحه ولا يضر مصر"، موضحا أن "ذلك التوازن يتحقق عندما يتم التنسيق بين الدول الثلاث المعنية بالأزمة [مصر- السودان- أثيوبيا] بشأن قواعد الملء الأول والتشغيل المستدام".

وأوضح أن "السودان اتخذ في البداية موقف الوسيط في الأزمة، رغم أنه شريك، وأحد الأطراف، فالنيل الأزرق نهر دولي عابر للحدود، والنهر الدولي يدار وفق قاعدة الملكية المشتركة وليس السيادة المطلقة"، لافتا إلى أن "السودان لم يملك في أي وقت دراسات موثقة بشأن السد، سواء للخبراء السودانيين أو غيرهم، كما أنه لا يكترث بالدراسات التي تحذر من التداعيات الكارثية لسد النهضة عليه في حال انهياره بفعل الحجم المفرط لتخزين المياه".

وزار نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني محمد حمدان دقلو القاهرة قبل يومين، وأعلن في تصريحات عقلب لقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده ستلعب دور الوسيط بين مصر وأثيوبيا لحل الخلافات حول سد النهضة.

وأشار دقلو إلى أن المفاوضات الخاصة بسد النهضة بدأت منذ زمن طويل والآن وصلت إلى النهايات.

كان السودان دعا، في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأسبوع الماضي، مصر وإثيوبيا للعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق مرض بشأن سد النهضة الذي تبنيه اثيوبيا على منابع نهر النيل وتخشى مصر من أن يؤثر على حصتها من مياه النهر والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا.

وأكدت أن "السودان سيظل حريصاً علي إنجاح مفاوضات سد النهضة بما يصب في مصالح الدول الثلاث".

جدير بالذكر أن إثيوبيا رفضت الاتفاق الذي توصلت إليه المفاوضات التي رعتها واشنطن بحضور ممثل للبنك الدولي، وضمت كلا من مصر والسودان بالإضافة لأثيوبيا، وشهدت الفترة الماضية تبادلا للاتهامات بين مصر وأثيوبيا حول تعطيل مفاوضات السد الذي بدأت أثيوبيا تشييده في 2011 على النيل الأزرق بهدف توليد الكهرباء.