الغرب لن يسمح بحرب بين مصر وأثيوبيا والسودان.. وأديس أبابا ستقبل بالوساطة - خبير إريتري

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 06 أبريل 2021ء) سلمى خطاب. توقع الباحث الإريتري المتخصص في شؤون القرن الأفريقي شفاء العفاري أن ترجع إثيوبيا عن رفضها لمقترح لجنة الوساطة الرباعية الذي قدمته السودان وأديته مصر آجلا أو عاجلا، مستبعدا احتمالية تطور النزاع بين البلدان الثلاثة إلى صراع عسكري على المدى القريب، بعد فشل مفاوضات كينشاسا، كما لفت إلى أن الدول الغربية لن تسمح بنشوب مثل هذه الحرب.

وقال العفاري في تصريح لوكالة "سبوتنيك" اليوم الثلاثاء إن "فشل مفاوضات كينشاسا كان متوقعا، لأن السودان ومصر ذهبتا إلى هذه المفاوضات غير راضيتين، هذه المفاوضات تحتاج إلى وسطاء حقيقين. والاتحاد الأفريقي ليس لديه أوراق تمكنه من الضغط على الأطراف الأخرى".

وأضاف "على المدى البعيد بالتأكيد قد يؤدي فشل هذه المفاوضات إلى تصعيد عسكري، لكن حاليا هناك أوراق يمكن استخدامها، فهناك الدول المانحة التي لديها قدرة للضغط على أثيوبيا، خاصة وان أثيوبيا حاليا في وضع لا يمكنها من شن الحرب على دولتين (السودان ومصر)، وأعتقد أنه بالرغم من رفض أثيوبيا للمبادرة السودانية بالوساطة الرباعية، فإنها عاجلا أو آجلا سوف ترجع أثيوبيا لهذا الحل، لأنه ليس هناك حلا في الأفق حاليا".

وأكد الباحث الإريتري "على المدى القريب أعتقد أن الدول الأوروبية وواشنطن لديهم بعض الأوراق التي يمكنهم استخدامها لجعل أثيوبيا ترجع عن رفضها للمبادرة الرباعية"، موضحا "أما إذا إذا بدأ تصعيد عسكري فأعتقد أننا مقبلون على توتر كبير جدا في هذا الإقليم الهش أمنيا".

وشدد العفاري "أعتقد أن الغرب بصفة عامة يرى في أثيوبيا أنها الدولة التي يمكن التعويل عليها لإدارة المنطقة، وبالتالي لن يسمح الغرب بتوتر أو تصعيد عسكري لدرجة ترقى إلى الحرب بين الدول الثلاثة. وأعتقد أنه سيتم الضغط على رئيس الوزراء آبي أحمد الذي يرفض هذه المبادرة [الرباعية]".

وانتهت اليوم الاثنين جلسات مفاوضات بشأن سد النهضة، عقدت على المستوى الوزاري في العاصمة الكونغولية كينشاسا دون التوصل إلى اتفاق بين البلدان الثلاث.

واتهمت مصر والسودان أثيوبيا بالتعنت في المفاوضات ورفض كل المقترحات لتطوير العملية التفاوضية، فيما لم تعلق أديس أبابا على فشل المفاوضات بعد.

وتعتزم أثيوبيا بدء الملء الثاني للسد خلال في موسم الأمطار الصيف المقبل بشكل آحادي، وهو ما تحذر منه مصر والسودان.

وقبل أيام من انعقاد جولة المفاوضات كينشاسا، صعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من حدة خطابه حول قضية السد، على نحو غير مسبوق، حيث حذر في خطاب له قبل أيام، من أن المساس بحصة مصر من مياه النيل سيؤدي إلى عدم استقرار طويل الأمد في المنطقة، مؤكدا أن مصالح مصر المائية "خط أحمر".

وخلال العشر سنوات الماضية عقدت مئات الجلسات التفاوضية بين البلدان الثلاثة، بوساطات مختلفة مثل الاتحاد الأفريقي وواشنطن وغيرهما، إلا أنها لم تسفر عن التوصل لاتفاق، حيث تريد مصر والسودان اتفاقا ملزما لأثيوبيا، بشأن سنوات الملء وآلية تشغيل السد والجهة التي يتم اللجوء إليها في حالة الخلاف، وهو ما ترفضه أديس أبابا رغم تكرار تعهداتها بعدم إلحاق الضرر بدول المصب أثناء ملء وتشغيل السد.

وقبل عدة أشهر اقترح السودان تشكيل لجنة رباعية تضم الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة كوسطاء، وهو الاقتراح الذي دعمته مصر، لكن أثيوبيا رفضته وتمسكت بالمفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي وحده، ورفضت دخول أي وسطاء آخرين على الخط.

وبدأت إثيوبيا بناء سد النهضة عام 2011 من دون اتفاق مسبق مع مصر والسودان، وفيما تقول إثيوبيا إن هدفها من بناء السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية، يخشى السودان من تأثير السد على انتظام تدفق المياه إلى أراضيه، بما يؤثر على السدود السودانية وقدرتها على توليد الكهرباء، بينما تخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.