مصر ترفض محاولة إثيوبيا فرض الأمر الواقع في مفاوضات سد النهضة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 18 مارس 2021ء) اتهمت مصر اليوم الخميس، إثيوبيا بالعمل على فرض الأمر الواقع وغياب إرادة التفاوض في أزمة سد النهضة وذلك بإعلان اعتزامها الملء الثاني للسد في تموز/يوليو المقبل حتى دون الوصول لاتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان، واعتبرت القاهرة أن تلك الخطوة تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأوضحت وزارة الخارجية المصرية في بيان ردا على تصريحات إثيوبية حول الملء الثاني للسد وأن استكمال المشروع أمر "سيادي"، أن إثيوبيا بذلك تكشف مجددا عن "نيتها ورغبتها في فرض الأمر الواقع على دولتي المصب، وهو أمر ترفضه مصر لما يمثله من تهديد لمصالح الشعبين المصري والسوداني ولتأثير مثل هذه الإجراءات الأحادية على الأمن والاستقرار في المنطقة"​​​.

وتابع البيان الذي نشرته الوزارة أن: "من المؤسف أن المسئولين الإثيوبيين يستخدمون لغة السيادة في أحاديثهم عن استغلال موارد نهر عابر للحدود، فالأنهار الدولية هي ملكية مشتركة للدول المُشاطئة لها ولا يجوز بسط السيادة عليها أو السعي لاحتكارها".

كما أكد البيان أن تلك التصريحات "تعكس غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإثيوبي للتفاوض من أجل التوصل لتسوية لأزمة سد النهضة".

ولفت البيان إلى موقف مصر والسودان المؤكد على أهمية الانخراط النشط للمجتمع الدولي في مفاوضات تقودها وتُسَيرُها الكونغو الديمقراطية من خلال رباعية دولية تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وذلك لضمان فاعلية العملية التفاوضية ولدفع الدول الثلاث ومعاونتها على التوصل لاتفاق على سد النهضة خلال الأشهر المقبلة.

يذكر أن وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين، أكد أمس خلال ندوة بمناسبة مرور عشر سنوات على بدء العمل في مشروع سد النهضة، أن استكمال السد "مسألة ضمان لسيادة البلاد"، وفقال لما نقلته هيئة الإذاعة الإثيوبية "فانا".

فيما أوضح وزير المياه والري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، أن بناء السد "اكتمل بنسبة 79٪ وأن المرحلة الثانية للملء ستبدأ في موسم الأمطار المقبل"، أي بحلول شهر تموز/يوليو المقبل، مؤكدا أنه لن يتم تأجيل المرحلة الثانية "بأي حال من الأحوال".

كان مصطفي حسين الزبير رئيس الفريق الفني السوداني المفاوض حول سد النهضة الإثيوبي، أكد اليوم الخميس، أن الخرطوم تلقت ردودا "إيجابية جدا" من الأطراف التي تمت دعوتها للوساطة الرباعية المقترحة من السودان وتدعمها مصر، في مفاوضات السد الإثيوبي المتعثرة.

وقال الزبير في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية (سونا)، إن الأطراف الدولية المدعوة للوساطة والمتمثلة في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بجانب الاتحاد الأفريقي الذي يرعى المفاوضات المتعثرة حاليا، ردت بإيجابية على السودان بخصوص مقترح الوساطة.

وبدأت إثيوبيا بناء سد النهضة عام 2011 من دون اتفاق مسبق مع مصر والسودان، وفيما تقول إثيوبيا إن هدفها من بناء السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية، يخشى السودان من تأثير السد على انتظام تدفق المياه إلى أراضيه، بما يؤثر على السدود السودانية وقدرتها على توليد الكهرباء، بينما تخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.

وتتهم إثيوبيا مصر والسودان بمحاولة فرض اتفاق عليها يخل بحقوقها، فيما تعتبر دولتي المصب أن بناء سد النهضة على النيل الأزرق يجب أن يسبقه اتفاق بين الدول المعنية بوصف نهر النيل من الأنهار العابرة.

وبوقت سابق أعلنت مصر دعمها مقترح السودان بشأن تشكيل رباعية دولية تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة الأميركية، للانخراط في المفاوضات مع إثيوبيا بعد تعثر المفاوضات الجارية برعاية الاتحاد الأفريقي، وهو ما ترفضه أثيوبيا وتتمسك أن تجرى المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي فقط.

وبعث رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ورئيس الكونغو فليكس تشيسكيدي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، مطالبا التدخل للعب دور الوسيط في مفاوضات سد النهضة. حسبما أفادت وسائل إعلام محلية.

وعبر حمدوك لأطراف الرباعية عن رغبته في أن تنحصر الوساطة حول النقاط الخلافية خاصة إلزامية الاتفاق وآلية حل النزاعات والقضايا الفنية الخاصة بالجفاف وتبادل المعلومات.