السفير الإثيوبي بالقاهرة: لا حل عسكريا لمشكلة سد النهضة ونأمل في اتفاق قبل موسم الأمطار

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 09 ديسمبر 2020ء) سلمى خطاب. أكد السفير الإثيوبي لدى القاهرة، ماركوس تيكلي أن الخلاف حول سد النهضة لا يمكن أن يحل عسكريا، ويمكن فقط حله عن طريق التعاون، معربا عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق خلال الأشهر الستة المقبلة، وقبل أن يحل موسم الأمطار​​​.

وقال تيكلي، في مقابلة مع وكالة سبوتنيك، "لا أعتقد أن هناك حلا عسكريا لهذا الخلاف، هذه الموارد موجودة منذ آلاف السنين وستستمر لآلاف السنين، لا يمكننا حل هذه المشكلة بالقوة. فقط بالتعاون".

وحول الأسباب التي تعيق البلدان الثلاثة (مصر، واثيوبيا، والسودان) عن التوصل لاتفاق حول الآن، قال تيكلي "نحن لا تفهم ذلك، هذه المفاوضات تركز فقط على السد، لكن بعض البلدان تريد أن تضع نصوصا حول موضوعات مختلفة"، موضحا "نحن هنا [في المفاوضات] لا نركز على تقاسم المياه، هذه المفاوضات فقط حول السد، وتشغيله بطريقة ملائمة لا تسبب أضرارا كبيرة لدول المصب، هذا ما نركز عليه في المفاوضات من جانبنا".

وتابع تيكلي "القضية الآن تتركز في إذا كان هذا السد سيسبب أضرارا لمصر والسودان، هذه اتفاقية متخصصة جدا".

وأردف "ما أكدنا عليه مرارا ومرارا أن هذا السد لن يسبب أضرارا بالعكس يمكن لمصر والسودان الاستفادة منه".

وحول شكل الاستفادة المتوقعة لمصر والسودان من السد، قال تيكلي "يمكنهما الاستفادة من تنظيم تدفق المياه، وأيضا يمكننا عقد اتفاقات لتصدير بعض من الكهرباء المولدة من السد إلى مصر والسودان إذا وافقوا وكانوا يرغبون في ذلك".

كما شدد السفير الإثيوبي على أن بلاده لم تشيد هذا السد لتؤذي به دولا أخرى، حيث قال "أثيوبيا دولة فقيرة لم تضع هذا الكم من الموارد في بناء سد النهضة لتؤذي دولا أخرى، بنته فقط لتولد الطاقة، وليس لدينا موارد لتوليد الطاقة من مصادر أخرى مثل الطاقة النووية، المياه هي المصدر الذي بين أيدينا، وهذه مسؤولية الحكومة وواجبها أن توفر الطاقة والكهرباء للشعب".

كما لفت السفير الإثيوبي إلى أن الخلاف بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة "ليس هائلا"، موضحا أن هذا الخلاف يتركز الآن على "ملء وتشغيل السد"، كما شدد على أن بلاده "ملتزمة بمسار التفاوض مع مصر والسودان حول هذه القضايا".

وحول إعلان السودان انسحابه من المفاوضات، ومطالبته بدور أكبر لخبراء الاتحاد الأفريقي، قال السفير الإثيوبي "لا يمكن التوصل لاتفاق بدون السودان"، مضيفا "السودان سيعود قريبا إلى المفاوضات".

وتابع السفيرر الاثيوبي موضحا "السودان طلب أن يلعب خبراء الاتحاد الإفريقي دورا أكبر في المفاوضات، نحن وافقنا، لكن مصر أبدت اعتراضها، إذا تمكنا من التوافق على دور أكبر للاتحاد الأفريقي في المفاوضات سيعود السودان".

وفيما يتعلق بموقف أديس أبابا من وساطة الولايات المتحدة الأميركية والدور الذي قد تلعبه الإدارة الأميركية الجديدة في المفاوضات، قال تيكلي "نحن نعتقد أن الاتحاد الأفريقي قادر على إدارة المفاوضات، ونفضل وساطة الاتحاد الأفريقي".

وردا على سؤال حول عزم أثيوبيا استكمال ملء خزان السد في موسم الأمطار المقبل حتى في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان، قال تيكلي "نحن الآن في ديسمبر، أمامنا 6 أشهر قبل أن يأتي موسم الأمطار القادم، نأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق خلال الستة أشهر المقبلة".

وأضاف السفير الإثيوبي "لا يمكننا القول إن اثيوبيا تملأ السد، نحن فقط نحتجز المياه، والعام الماضي احتجزنا كمية صغيرة من المياه، فقط 6 بالمئة، إذن هذا ليس ملء فعلي، نحن فقط نحتجز المياه".

وتابع "نأمل أن تأتي الأمطار أكثر غزارة العام المقبل، حتى نتمكن من احتجاز كم أكبر من المياه"، مؤكدا "كما نأمل أيضا أن نتوصل لاتفاق مع مصر والسودان خلال الأشهر المقبلة".

وبدأت أثيوبيا تشييد سد النهضة على النيل الأزرق عام 2011، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.

وقد أعلنت أثيوبيا بدء الملء الأول للسد في 21 تموز/يوليو الماضي، قبل أن تعود وتقول إن ملء السد جاء على خلفية كثافة هطول الأمطار بالهضبة الأثيوبية مما ساعد في عملية ملء السد بصورة غير متعمدة، إلا أن إتمام عملية الملء الأولى لسد النهضة، بدون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان، أثار حفيظة الدولتين.

وعلى الرغم من توقيع إعلان للمبادئ بين مصر والسودان وأثيوبيا، حول قضية سد النهضة في آذار/مارس 2015، والذي اعتمد الحوار والتفاوض سبيلا للتوصل لاتفاق بين الدول الثلاثة حول قضية مياه النيل وسد النهضة، إلا أن المفاوضات، والتي رعت واشنطن مرحلة منها، لم تسفر عن اتفاق منذ ذلك الحين.

ومنتصف العام الماضي الماضي استؤنفت المفاوضات حول سد النهضة من جديد برعاية دولة جنوب أفريقيا بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، إلا أن المفاوضات عادت وتعثرت من جديد نهاية الشهر الماضي بعد إعلان السودان أنه لن يشارك في المفاوضات وطالب بدور أكبر لخبراء الاتحاد الأفريقي، وهو ما رفضته مصر.

وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي أثارت تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب حول السد جدلا واسعا، حيث قال إنه "يتفهم موقف مصر"، حول أزمة سد النهضة الإثيوبي مضيفا أن "الوضع خطير جدا وقد ينتهي بأن تفجر مصر هذا السد"، وهي التصريحات التي رفضتها أديس أبابا واعتبرتها "تحريضا على الحرب مع مصر".