مصر وفرنسا تؤكدان ضرورة وقف التدخلات الخارجية في شؤون ليبيا كأمر حيوي لحل الأزمة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 08 نوفمبر 2020ء) استعرض وزيرا خارجية مصر وفرنسا، سامح شكري، وجان إيف لودريان، في القاهرة اليوم الأحد، جملة من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، في مقدمتها تطورات الأزمة في ليبيا.

وقال شكري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي عقب المباحثات، "لا نرى مجالا لإشراك المليشيات والتنظيمات والعناصر الإرهابية التي جلبت من سوريا في الأزمة الليبية واستمرار التدخلات الخارجية التي تزيد من تعقيد الأزمة"​​​.

وتابع "منذ بداية الأزمة ومصر موقفها ثابت والخروج من الأزمة يكون من خلال حوار وتوافق ليبي ليبي"، مضيفًا "من أجل العمل على وقف إطلاق النار بشكل رسمي كان من الضرورة إعطاء الأطراف الليبية الفرصة للتواصل".

وأكد الوزير شكري أنه "ليس لمصر أي أطماع في ليبيا وتهدف لأن تكون جار مستقر".

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي، إن "رؤى فرنسا ومصر تتطابق إزاء ضرورة رحيل المرتزقة واحترام حظر تصدير الأسلحة على ليبيا".

وتابع "هناك مبادئ نحترمها مثل سلامة الأراضي الليبية ورفض التقسيم".

وأكد لودريان أنه "ما من حل عسكري للأزمة في ليبيا والحل السياسي الشامل هو الكفيل بالوصول لحل سلمي".

وحول انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة، أعرب شكري، عن تطلعه لأن تكون إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن شريك فاعل لمصر في مواجهة التحديات بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدا الاستمرار في تعزيز العلاقة بين البلدين لتحقيق الاستقرار بالمنطقة.

وتابع "مستمرون في تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة لأهميتها في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط".

وأضاف شكري "تعاملنا مع إدارات جمهورية وديمقراطية سابقة وكان التعامل قائم على المصالح المشتركة، ونتمنى أن تكون إدارة بايدن شريك فاعل في مواجهة التحديات في المنطقة".

من جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده وجهت التهنئة للرئيس الأميركي المنتخب، موضحًا "نريد العمل مع الإدارة الأميركية الجديدة والتعاون في عدة قضايا أهمها المناخ والصحة والأمن ومكافحة الإرهاب".

وعن أزمة الرسوم الكارتونية المسيئة، قال لودريان، إن بلاده تكن احترامًا عميقًا للإسلام، وهو مضمون الرسالة التي يحملها لشيخ الأزهر خلال زيارته مصر.

وأضاف "المسلمون في فرنسا جزء من تاريخ وهوية البلاد، ونكافح الإرهاب وتحوير الدين والتطرف".

وحول دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية، قال لودريان "ندين هذه الحملات، وهذا الحقد والكراهية من قبل البعض ضد فرنسا قد يترجم إلى عنف".

وتابع "طالبنا من السفارات تنبيه الفرنسيين والحذر وعززنا الأمن في عدد من السفارات والمدارس".

هذا واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، جان إيف لودريان، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وكذلك السفير الفرنسي بالقاهرة.

وصرح السفير بسام راضي، الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، في بيان، نقلته وسائل إعلام مصرية، بأن اللقاء تناول موضوعات التعاون المشترك في إطار العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وكذلك استعراض سبل تعزيز الجهود لمواجهة تصاعد نبرات التطرف والكراهية في ظل التوتر الأخير بين العالم الإسلامي وأوروبا.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي من جانبه احترام فرنسا وتقديرها لكافة الأديان ومبادئها وقيمها، وتطلعها لتعزيز التعاون والتشاور مع مصر لمكافحة ظاهرة التعصب والفكر المتطرف الآخذة في الانتشار، لا سيما في ظل كون مصر منارة للوسطية والاعتدال، إلى جانب نهجها في إرساء قيم التعايش وحرية العبادة واحترام الآخر، مشيداً في هذا الصدد بجهود مصر تحت قيادة الرئيس، لتحقيق التفاهم والحوار بين أبناء كافة الديانات.

وأكد الرئيس السيسي، الحاجة الملحة لتضافر جميع الجهود لإعلاء قيم التعايش والتسامح بين كافة الأديان، ومد جسور التفاهم والإخاء، وعدم المساس بالرموز الدينية، معربا عن الرفض التام للأعمال الإرهابية بكافة أشكالها، أو ربط أي دين بأعمال العنف والتطرف، ومشيراً إلى التجربة المصرية في ترسيخ مبادئ التسامح ونبذ العنف والفكر المتطرف والإرهاب، بالإضافة إلى تفهم خصوصية كل عقيدة وما تتضمنه من مبادئ، وأن مصر على استعداد للتعاون ودعم مختلف الجهود الدولية لتعزيز هذه المفاهيم.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد كذلك التباحث حول آخر تطورات القضية الليبية، حيث استعرض الرئيس موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه ليبيا، لا سيما فيما يتعلق بدعم المباحثات الحالية في كافة المسارات استنادا إلى استخلاصات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة، وتثبيت وقف إطلاق النار والتمسك بالخطوط المعلنة للحيلولة دون تجدد الاشتباكات وصولاً لإجراء الاستحقاق الانتخابي وتشكيل الحكومة، وذلك للحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية، وبدء مرحلة جديدة للأجيال الحالية والقادمة من الشعب الليبي الشقيق.

وأشاد وزير الخارجية الفرنسي بالدور المصري الهام لتسوية الأزمة الليبية، والجهود الشخصية للسيد الرئيس في هذا الإطار، حيث ساهمت الخطوط المعلنة من جانب سيادته في تعزيز جهود العملية السياسية في ليبيا، كما برهنت على محورية دور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي ومنطقة الشرق الأوسط، مؤكداً حرص فرنسا على استمرار التعاون والتنسيق المكثف بين البلدين في هذا الملف الهام.

كما شهد اللقاء تبادل الرؤى ووجهات النظر حيال تطورات بعض الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها شرق المتوسط وسوريا، حيث تم التوافق في هذا الصدد حول تكثيف التنسيق والتشاور بين الجانبين.