السيسي يستقبل البرهان ويؤكدان التعامل مع أزمة سد النهضة باعتبارها مسألة "أمن قومي"

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 27 اكتوبر 2020ء) أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الثلاثاء، على تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وذلك على اعتبار أنها مسألة "أمن قومي" بالنسبة للشعبين في مصر والسودان.

وأكد الجانبان، وفقا لبيان صادر من رئاسة الجمهورية المصرية، أنهما تباحثا "حول مجمل القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك"​​​.

واستقبل الرئيس المصري اليوم بقصر الاتحادية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وذلك بحضور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة.

وأضاف البيان أن اللقاء استعرض تطورات ملف سد النهضة في ضوء الموقف الحالي للمفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، حيث تم التوافق حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها مسألة أمن قومي.

كما تمسك الجانبان المصري والسوداني "بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل سد النهضة ، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف".

وأكدت مصر أمس الإثنين، مشاركتها في المفاوضات حول سد النهضة برعاية الاتحاد الإفريقي والتي تستأنف اليوم الثلاثاء بعد أشهر توقف منذ نهاية آب/ أغسطس الماضي، مشيرة إلى استعدادها للتفاوض بجدية لإنجاح المحادثات الثلاثية مع إثيوبيا والسودان.

هذا وبدأت أثيوبيا تشييد سد النهضة على النيل الأزرق عام 2011، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.

وقد أعلنت أثيوبيا بداية الملء الأول للسد في 21 تموز/يوليو الماضي قبل أن تعود وتقول إن ملء السد جاء على خلفية كثافة هطول الأمطار بالهضبة الأثيوبية مما ساعد في عملية ملء السد بصورة غير متعمدة، إلا أن إتمام عملية الملء الأولى لسد النهضة، بدون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان، أثار حفيظة الدولتين.

وعلى الرغم من توقيع إعلان للمبادئ بين مصر والسودان وأثيوبيا، حول قضية سد النهضة في آذار/مارس 2015، والذي اعتمد الحوار والتفاوض سبيلا للتوصل لاتفاق بين الدول الثلاثة حول قضية مياه النيل وسد النهضة، إلا أن المفاوضات، والتي رعت واشنطن مرحلة منها، لم تسفر عن اتفاق منذ ذلك الحين.

ومؤخرا، انتهت قمة إفريقية مصغرة ضمت كلا من مصر والسودان وأثيوبيا، وجنوب إفريقيا، إلى استمرار المفاوضات للوصول إلى حل مرض لجميع الأطراف في قضية سد النهضة تحت مظلة الاتحاد الإفريقي.

وتأتي مفاوضات اليوم بعد تصريحات مثيرة للجدل أطلقها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول المشروع الإثيوبي، خلال إعلانه اتفاقا لتطبيع العلاقات بين السودان وأثيوبيا، حيث قال إنه "يتفهم موقف مصر"، مضيفا أن "الوضع خطير جدا وقد ينتهي بأن تفجر مصر هذا السد".

ورفضت أديس أبابا التصريحات بوصفها تحريضا على الحرب مع مصر، مؤكدة استعدادها الدفاع عن أمنها وكذلك التزامها بالمفاوضات.